“خاص لصوت كوردستان”
إن كوردستان، وطن الأمة الكوردية العريقة منذ عصور غابرة لذا يصعب تحديدها بالأرقام، كانت ولا زالت وستبقى حتى وجود الهواء (أوكسجين) على كوكبنا الأزرق وطناً أبدياً لهذه الشعب المجيد الذي اسمه من اسمه؟.
عن وجود الأقوام، أعني الجماعات التي تجمعهم جامعة واحدة، سلالة واحدة، كما تطرق لها المؤرخ والعلامة (محمد أمين زكي) 1880 – 1948م في كتابه الشهير (خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن) الذي ترجمه إلى العربية عملاق الترجمة العلامة المؤرخ (محمد علي عوني) 1897- 1952م الذي اشتغل مترجماً للغات الشرقية في الديوان الملكي المصري، ومشرفاً على مكتبة القصر الملكي في القاهرة، وكان مسئولاً عن حفظ الفرمانات – الفرمان هو بيان أو قرار سلطاني، ملكي- والوثائق الرسمية التي يرجع تاريخها إلى عهد محمد علي باشا. يقول المؤرخ محمد أمين زكي: إن الشعب الكُردي يتألف من طبقتين من الشعوب، الطبقة الأولى التي كانت تقطن كُردستان منذ فجر التاريخ – يعني بين التاريخ وما قبل التاريخ، فالتاريخ هو ما يوصف في صفحات الكتب وغيرها بعد اختراع الكتابة. وما قبل التاريخ، التي تسبق اختراع الكتابة وهي 3400 – 3200 قبل الميلاد- التي قال عنها المؤلف إنها شعوب زاغروس – زاجروس – زاكروس (زاگروس) وهي: لولو، كوتي، كورتي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري، وهؤلاء هم الأصل القديم جداً للشعب الكردي الذي يوجد اليوم على أرض كوردستان. والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو أوروبية التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد – أي قبل ثلاثة آلاف سنة- واستوطنت كردستان مع شعوبها الأصلية، وامتزجت مع أقوامها الأصلية ليشكلا معاً الأمة الكُردية. انتهى كلام محمد أمين زكي هذا العالم الفذ الذي كان هدية مدينة السليمانية للأمة الكوردية. عزيزي القارئ الكريم، فيما يتعلق بالأقوام التي ذكرها المؤلف، كلولو قلنا من بقاياها اليوم هم الكورد اللور، إما كوتي وكورتي ترخيم أو تحريف لاسم الكورد الذي يسميه العرب أكراد. وكاساي، توجد لها عدة أسماء ككاسي وكاشي وكوردونياش، من بقاياهم في لورستان في شرقي كوردستان قريتي كاسي العليا وكاسي السفلى. وسوباري لدى الكورد اليوم قبيلة زيباري. وخالدي، لا زال فخذاً من قبيلة كلهور العريقة يحمل اسم خالدي. وميتاني يوجد في جنوب كوردستان وتحديداً في مكان الميتانيين جبل متين. وقبل عدة شهور، عند انخفاض مياه سد موصل ظهر إحدى قصور الميتانية.
ونايري توجد عشيرة نهري. وهوري أو خوري، هناك خورماتو وخورمال. هل هذا التطابق في الأسماء بين أولئك القدماء وما موجود اليوم في كوردستان جاءت صدفة؟ أم هناك علاقة عرقية وثيقة الصلة بينهم؟ هذا متروك لقناعة القارئ ومدى معلوماته في هذا المضمار.
إن تكوين اللغوي للأمة الكوردية، رغم إنه يسبق العرب بزمن بعيد جداً، إلا إنه يشبه توحيد اللغات العربية في صدر الإسلام في لغة واحدة ألا وهي لغة قريش؟.
لماذا نكتب هذه المقالة؟، حقيقة أن الحافز لكتابتها هو الدكتور خزعل الماجدي حين شاهدته في محاضرة له على الـ”يوتيوب” بعنوان: لماذا لم تكن هناك حروب دينية قبل التوحيد؟. كانت محاضرة الدكتور بتاريخ: 28 02 2022.
قال الدكتور المحاضر خزعل الماجدي رداً على سؤال أحدهم: الشكل الأيقوني الصيني يشبه كثيراً للمقطع السومري المسماري. ثم أن الدكتور خزعل يشرح أكثر للسائل في المحاضرة: نعم توجد علاقة بين الصين وسومر، الصينيين لغتهم مقطعية وليست أبجدية، يعني مو – ليست- حروفية، يعني هم ما عندهم مثلنا، يعني نحن عندنا مثلاً بالعالم العربي اللغة مالتنا – اللغة التي عندنا- نقول: ذهب الولد، مكونة من ذاء وهاء وباء الولد أليف ولام… يعني حتى من نكتب شاعر نكتبها أو نلفظها هي حروفية. ويستمر الدكتور: السومريون ما عندهم حروف كانوا يقولون: نار، بار، جر، سر، مر، فيدمجوها، مثلاً مر و سر، ايگال ، اي و گال، البيت الكبير يعني قصر. لوگال أي: الملك الرجل العظيم.
ردنا على ما قال الدكتور خزعل في الجزئية أعلاه: ليس في كل الحالات الشبه يكون صحيحاً. فلذا قالت العرب: إياك والمشبهات. شبه له أو عليه، أي: لبس واختلط عليه. ثم، يقول: لغتهم أي الصينيون مقطعية. إلخ كلامه كما وضعناه في الجزئية أعلاه. إن اللغة المقطعية التي قصدها الدكتور في كلامه هي لغة إلصاقية، امتزاجية أيضاً،لأن تلك اللغة المقطعية تمتزج الكلمات أو الأسماء مع بعضها وتبتكر منها كلمة واحدة أو اسماً واحداً،وهذه خاصية لغات كثيرة منها اللغة السومرية والكيشية، والايلامية (عيلامية) والكوردية اليوم؟هذه اللغات كلها مقطعية إلصاقية امتزاجية، والإلصاق كما قلنا أعلاه وفي مقالات سابقة أيضاً إنها بخلاف اللغة العربية التي لغة اشتقاقية،بينما الإلصاقية كما أسلفت يتم ابتكار الكلمة الواحدة من عدة كلمات وذلك بإلصاقها، امتزاجها مع بعضها وهي التي تعطي معنى مغاير بمفردها، مثال كلمة گوڵگازوان – Gulgazwan = عشبة لسان الثور، متكونة من ثلاث كلمات وكل كلمة بمفردها تعطي معنى خاص بها وعند امتزاجها تعطي معنى آخر، مثال: گوڵ- Gul تعني ورد، وگا– Ga تعني الثور، وزوان- Zwan تعني اللسان. تجدها باللغة العربية ثلاثة مقاطع لفظاً وكتابة، بينما باللغة الكوردية أدغمت الكلمات مع بعضها وصارت كلمة واحدة لفظاً وكتابة وتعني عشبة طبية؟. ثم، أن الدكتور الأكاديمي يتحدث كأي سياسي عربي مراوغ حين يقول في سياق حديثه: العالم العربي!!!. نسأله، أين هذا العالم العربي يا دكتور؟. أولاً اشرح لنا معنى العالم، ثم قل لنا هل المصطلح ينطبق على المنطقة التي تطلق عليها اسم العالم العربي!!!. بلا شك الاسم ينطبق على العرب في شبه جزيرتهم ممكن أن تقول له عالم عربي، أو وطن عربي، إما خارجه قطعاً لا يجوز، من الظلم والإجحاف وتدليس فاضح إذا توصف المنطقة بالعالم العربي. مثال آخر على مقطعية،امتزاجية اللغة الكوردية، ألا وهو اسم مدينة کەرکووک باللغة الكوردية متكون من مقطعين على الطريقة الكوردية امتزجا معاً، مِن کەر – Kar تحريف أو ترخيم لاسم گر- Gr النار المشتعلة، اللهيب المشتعل، وكووك تعني الدائم، الأزلي. ذكر اسم گرکوک العلامة الإيراني الفارسي (حسن بيرنيا) في كتابه الشهير (تاريخ إيران) هامش ص 7 قائلاً: حلوان كانت قلعة في جبال كردستان بالقرب من گرکوک. أو اسم المنطقة التي تستخرج منها النفط المعروف منذ أزمنة قديمة جداً بهذا الاسم:بابا گوڕگوڕ- Baba gur gur أو بابا گڕگڕ – Baba gr gr أو باوه گور گور أن لفظ أو كتابة الاسم بالصيغ المتعددة حسب اللهجة الكوردية لا يغير في مدلوله شيئاً ربما هذا التغيير الطفيف لترخيمه وترقيقه لكنه كما أسلفت لا يغير شيئاً في المضمون، لأن حرف الواو هنا هو واو مجهولة يقابله في لغة العرب الضمة غير المشبعة لأنه لا يلفظ كحرف واو الذي هو واحد من حروف العلة الثلاثة ألف- ا، واو- و، ياء-ي في لغة العرب؟. للعلم، بما أن اسم بابا گوڕ گوڕ قديم ومقدس لدى الكورد، وبما أن الكورد أمة واحدة أرضاً وشعباً من البحر إلى البحر لذا توجد في شرق كوردستان أيضاً قرية باسم بابا گوڕ گوڕ تابعة لسنندج مركز محافظة كوردستان. وتجد صفة بابا تسبق أسماء رجال الدين اليارساني- الكاكائي، كبابا أو باوه، مثل باوه خوشين وبابا محمود باوه طاهر. وأطلق صفة باوه من قبل الكورد حتى على رجال الدين الإسلامي رموز الاحتلال العربي للعراق، كباوه گرزين، وباوه حافظ، وباوه قريش إلخ. حقيقة لا أدري ماذا أقول! نحن الكورد قد نخطأ عندما نكتب أو نتحدث باللغة العربية لأننا كورد ولنا لغتنا التي نعتز بها، لكن عربي وأكاديمي لا يعرف أسماء الحروف الأبجدية العربية هذه طامة كبرى، يقول عن حرف الذال ذاء!!! الذي هو الحرف التاسع في الأبجدية العربية وقيمته 700 في حساب الجمل. ثم يقول الدكتور: فيدمجون – السومريون- اي و گال، ايگال، يعني البيت الكبير، قصر. دعنا عزيزي القارئ نقف قليلاً على هذه الكلمة السومرية لنرى هل لها وجود اليوم في لغة الكورد؟ من منا لم يسمع بايوان- Iwan كسرى (خەسرەو) في المدائن قرب مدينة بغداد. للعلم أن وان في اسم اي- I هي لاحقة إما أصل الكلمة هي اي- I فقط ولدى الكورد مدينة قديمة في شرق كوردستان اسمها ايوان- Iwan سكنتها من قبيلة كلهور، يقال أن كسرى هو الذي أطلق عليها هذا الاسم. ثم، أن كل بيت عند الكورد في وسطه يوجد “اي” مع لاحقة “وان” فيقولون ايوان. أما گال- Gal لازالت حية في لغة الكورد بصيغة گا- Ga بمعنى الكبير، حتى أن الثور يسمى گا- Ga لأنه كبير الجثة، وهكذا گامیش- Gamish المعرب إلى جاموس ويعني الحيوان الكبير، وهو أيضاً اسم مقطعي ممتزج من “گا-Ga” الكبير، و”ميش- Mish ” أي حيوان. حتى أن الجرذ باللغة الكوردية يقال له “ميش”. والبعوضة: مێشوولە. والذبابة: مێش. ومێش قەسپ: حشرة دوباس النخيل. ومێشوولە خۆر: طائر الوروار. مێش هەنگویین: نحل. وميش بصيغة “مییە” يعني: الخروف. ومێشەسی،يعني: حوت،بال. والثور المخصص للحمل يسمى: گا بار- Gabar، اسم مقطعي ممتزج من “گا- Ga” الثور، الكبير و”بار- Bar” أي الحمل. والبقرة ماگا- Maga أي الأنثى الكبيرة، هو الآخر اسم مقطعي من “ما- Ma” أي أنثى، وگا-Ga أي: الكبير. حتى أن الصخرة الكبيرة تسمى بلغة الكورد گابەرد- Gaberd، أي: الصخرة الكبيرة. وكذلك شجرة التوت الضخمة تسمى گاتوو- Gatw، أي الشجرة الكبيرة. ألم يقل المثل الشعبي: فحل التوث بالبستان هيبة. التوث يعني التوت، الفرصاد. وثور الحراثة يسمى گاجووت- Gajwt، بعدما شرحناه صار اسم الـ” گا- Ga” معروفاً لدى القارئ، وجووت- Jwtt يعني الحراثة. والحفرة العميقة الواسعة تسمى گاچاڵ- Gachal ، گا- Ga و چاڵ- Chal تعني الحفرة الكبيرة. إلخ. لاحظ كل هذه الأسماء الكوردية الأصيلة مقطعية ، إلصاقية، امتزاجية؟. الكلمة المقطعية الإلصاقية السومرية الأخرى التي جاء بها الدكتور خزعل الماجدي وتصور أن لا وجود لها في لغة أخرى اليوم. سوف نرى هل لها وجود في لغة الكورد اليوم أم لا ألا وهي كلمة: لوگاڵ – Lugal. قال متكونة من مقطعين وهذا صحيح، مِن لو- Lu و گاڵ- Gal. إن كلمة “لو” بصيغة ورسم “لاو- Lau”باللغة الإنجليزية ممكن أن تكتب بهذا الرسم أيضاً:Law لا يغير في المدلول شيء لأن كتابتها بالإنجليزية لتقريب المعنى واللفظ بمعنى الرجل، الإنسان، الفتى، التي لازالت حية في لغة الكورد حيث أن الشاب، الفتى، يسمى: لاو. والأخ الكبير يسمى: لاوژ – Lauj أو Lawj. ويقال عن اليافع: لاوژوک– Laujuk. ويقال عن الإنسان المتطفل لاوێژ – Lauij. ويقال للخال شقيق الوالدة: لالو– Lalu. وعن زوجة الخال: لالوژن- Lalujn. وابن الخال: لاوزا- Lauza. واتحاد شبيبة كوردستان يسمى: یەکێتیی لاوانی کوردستان. بالسويد جردوا الاسم من إنسان وأطلقوه على حيوان فالقط البري، وشق، يسمى: Lo. بل حتى أن الطفل الكوردي الفيلي حين يوضع في المهد ووالدته تقرأ له ترنيمة كي ينام يسمى باللغة الكوردية لاوه أو لاوە لاوە. وعند الشريحة السورانية يسمى لايه لايه. لاحظ حتى أن الدكتور خزعل الماجدي في كتابه (متون سومر) ص 160 يقول: لولو- Lullu الاسم مكرر مقصود به الإنسان. هذه هي طريقة كوردية إلى اليوم حيث يكررون الاسم لكن بمعنى واحد. مثلما السومرية تكرر الصفة أو الاسم، كربة النوع “نانا” وملك إيلولو و بالولو إلخ. هكذا هي الكوردية تكرر الصفة أو الاسم التي تعني معناً محدداً، مثال گولگولی – Gulguly أي الشيء الموَّرد. كذلك المكان المنخفض في مندلي وكان موقعاً للزراعة سمي بـ” چاڵچالی- Chalchaly أي الحفرة أو المنخفض الأرضي، لكن الاسم تكرر مع أن المقطع الواحد يعني ذات المعنى الممتزج. وهكذا دەم دەم – Demdem يعني وقت، أو مرات، بعض المرات، تڕتڕە- Trtre آفة زراعية إلخ. ثم، لا ننسى أن آدم الإنسان الأول في التاريخ اسمه باللغة السومرية الولم، من المرجح مقطعياً يكون الاسم هكذا ا لو لم – A lu lm . حتى أن الكائنات الإلهية بهيئة إنسان في سومر أطلق عليهم ابكالو- بلا شك إنه اسم مقطعي من اب كا لو – Ab ka lu في هذا الحقل أيضاً هناك كلمة لو – Lu تأتي مع اسم قبيلة لكني لا أجزم، غير متأكد إنها بمعنى نفس الـ”لو- Lu” التي نحن بصددها أم لا، كـ: زافرانلو، وحيدرانلو، وقاسملو، وكيلوانلو، وحسنانلو إلخ. كما أسلفت أنا غير متأكد من هذه الـ”لو- Lu” ربما تكون لاحقة ليس إلا، وربما تعني ذات الـ”لو- Lu” السومرية التي نعنيها. إما المقطع الثاني الذي هو گاڵ – Gal سبق وقلنا يعني الكبير، العظيم. وله صيغ وتصريفات أخرى في لغة الكورد كـ” گاڵ – Gal أو گاڵ دان- Gal dan الذي يعني إصدار الأمر، إيعاز، تخويف. وگاڵە- Gale تعني الشجاعة، البسالة. وگالا- Gala تعني الهجوم إلخ.
في سياق كلامه أعلاه قال الدكتور خزعل الماجدي: السومريون ما عندهم حروف كانوا يقولون: نار، بار، جر، سر، مر، فيدمجوها مثلاً مر و سر.
توضيحي: هذه هي طريقة النطق باللغة الكوردية اليوم. عزيزي القارئ، لاحظ العربي عندما يقول دجاجة يتهجى الحروف في كلمة دجاجة حرفاً حرفاً ويعددها بأسمائها د جا جة. بينما الكورد اليوم عندما يقول: مریشک Mrishk- المكون من مقطعين مر- Mr أي حوان أو طائر، ويشك- Ishk الياء حرف ربط و شك- shk مختصر هشك- Hshk أي ناشف غير المبلل بالماء، وينطقه الكوردي دون تهجي الأحرف، وتجد مقابله مراوى- Mrawi هو الآخر ينطق دون تهجي الأحرف، لقد قلنا مر- Mr حيوان أو طائر و اوى- Awi يعني المائي ومزجهما معاً يعني الطائر المائي أي البط. مثال آخر، كلمة بست – Bst أي الشبر الذي بين الإبهام والخنصر لاحظ الكوردي ينطقها كمقطع واحد دون تهجي، بينما العربي يقول شبر واضح التهجي شين وباء وراء. لاحظ القراءة المقطعية برازا – Braza المقطع الأول برا- Bra يعني الأخ، والمقطع الثاني زا- Za يعني الابن وجمعهما معاً كلغة مقطعية إلصاقية امتزاجية يعني ابن الأخ. وهكذا ممكن أن أأتي لك بآلاف الكلمات الكوردية المقطعية الإلصاقية الامتزاجية. يقول الأستاذ (مرشد اليوسف) في بحثه الذي بعنوان (طاووسى ملك) ص 21: هذا يدل على الوحدة الحضارية بين كافة المناطق الكردية. أنا أتفق مع ما قال الأستاذ يوسف بأن التراث والتاريخ والحضارة الكوردية منذ سومر إلى يومنا هذا وحدة واحدة في وطن الكورد الذي يمتد من البحر إلى البحر.
ويضيف الدكتور خزعل: ما عندهم شيء اسمه حرف لام وحرف واو وحرف گ، هي تكوين لغتهم يسموها اللغات الإلصاقية، فالصين لغتها إلصاقية، والسومرية لغاتها إلصاقية والقوقاز والأتراك القدماء لغاتهم إلصاقية. فهناك شبهة تحوم من حوله، أنهم من أصل واحد لكنهم ليسوا من أصل واحد، لكن هذه هي طبع اللغات القديمة.
توضيحنا على ما زعم الدكتور أعلاه: لاحظ الدكتور، يزعم لغتهم ليس فيها حروف!! وقبلها يأتي بكلمات سومرية مدونة بحروف كـ” لو گال و اي گال، وللدكتور كتاب باسم (متون سومر) جاء فيه بكلمات وأسماء سومرية عديدة. ثم، حتى أن الصينيين نشاهدهم في وسائل الإعلام المرئية يلفظون الأحرف، ربما يلصقون الكلمات مع بعضها كالكوردية. بما أن الدكتور قال أن لغة القوقاز إلصاقية هناك من العرب مَن يقول عن الكورد بأنهم قوقازيون – قوقاس – Caucasus. لقد قرأت في بعض المصادر، أن اسم قوقاس يعني نسبة للكاسيين، لأن اسم كو – Cau يعني جبل و كاسو – Casu أي كاسيين، هكذا قرأت لكني لا أجزم أن الاسم 100% يعني جبل الكاسيين. سبق وتكلمنا في مقالات سابقة عن المشتركات اللغوية بين السومرية والكوردية اليوم، حيث أن السومرية غير صرفية وهكذا هي الكوردية بينما العربية تصرف الاسم والفعل كبيت بيتان بيوت بيتي بويت إلخ. ثم، هناك حروف مشتركة بين السومرية والكوردية مثال: گ- G، ژ- J، پ-P، چ- Ch، ڤ- V. لا وجود لهذه الأحرف في لغة العرب، وربما في اللغات الجزرية الأخرى. ثم، أن اللغة السومرية فيها المذكر فقط، وهكذا اللغة الكوردية، بينما العربية فيها المذكر والمؤنث. السومرية فيها المفرد والجمع، وهكذا اللغة الكوردية، بينما العربية فيها المفرد والمثنى والجمع. حروف العلة التي في اللغة السومرية هي نفسها في اللغة الكوردية. علماء كثر قالوا أن السومريين آريون، منهم: مينورسكي، نيكتين، سن مارتن، زرنوف، جورج رو، لويس عوض، طه باقر، أن طه الذي قرأ الألواح السومرية عرف بقارئ الطين لقدرته على فك الرموز السومرية. الشيء الآخر، إنك لا تجد في أسماء الملوك والآلهات السومرية وأسماء المدن والناس حرفاً واحداً من الحروف السامية أو العربية كالـ: طاء، ظاء، ضاد، صاد، عين، حاء. إن غالبية العلماء والمؤرخين والآثاريين يقولون أن السومريين جاءوا من شرق وشمال شرق العراق، وما شمال وشمال شرق العراق إلا كوردستان.
ويستمر الدكتور خزعل قائلاً: اللغات التي جاءت بعدها ذات طابع أبجدي، خصوصاً الآريين والساميين اثنينهم لغاتهم ألف بي تي ثي أبجدية ليست مقطعية، لكن اللغات الأخرى مقطعية، حتى الفلندية، على سبيل المثال فلندية في أوروبا الأصل والمجرية – هنجارية لغات مقطعية، لكن إجاو الآريين – جاء الآريون- عليهم، هي -هذه- اللغات ذابت وأصبحت الآن لغات كلها أبجدية. ويستمر: أنا قصدي هذه اللغات المقطعية لها علاقة ببعضها، لكن كلش قديم – لكن موغلة بالقدم-، الموضوع يعني هي كأنها بنت الماضي القديم، السحيق جداً يعني فيعني أكو – توجد- علاقة وماكو -لا توجد علاقة-. ويستمر الدكتور بكلامه الركيك وسرده المفكك قائلاً: هي الأمور يراد لها بحوث، يعني حقيقة لغوية وكتابية في نفس الوقت، مو – ليس- بس لغة وكتابة.
ردنا على ما قال الدكتور: حقيقة هناك بعض الكلام في الجزء الأخير من محاضرته تركته ولم أقف عليه لأن لا علاقة لي به، أعني لا علاقة للكورد به، لأنه كلام عامي ليس فيه شيء حتى نقف عليه ونناقشه. على أية حال. أنا فقط أسأل الدكتور الأكاديمي هل أن ألف بي تي ثي أبجدية عربية؟! الذين نعرفه أن الأبجدية العربية هكذا أ ب ت ث وتلفظ: ألف باء تاء ثاء إلخ. والأبجدية الإنجليزية هي الأخرى A B C وتلفظ: ei bi si إلخ، الذي يقوله الدكتور لا هي عربية ولا هي إنجليزية. ثم، إنه يتكلم في محاضرة لعموم العرب وليس للعرب في العراق، يا ترى ما هذه الكلمات الكوردية: چاو وچی، مو، أكو، ماكو، لعد إلخ، إنه شخص أكاديمي يستوجب عليه عندما يتكلم العربية في محاضرة ما وينشرها في وسائل الإعلام أو في مواقع التواصل الاجتماعي أن يتكلم بصيغة صحيحة وسليمة ومفهومة لجميع العرب والناطقون بالعربية وليس للعرب في مدينة الثورة (الصدر) فقط؟.
ملاحظة: نكتب الكلمات والأسماء الكوردية بالأحرف الإنجليزية أيضاً حتى يتسنى للقارئ العربي الذي لا يجيد اللغة الكوردية من قراءتها وفهمها كما يجب.
أدناه صورة التقطت عام 1835م للدبلوماسي والمستشرق البريطاني سير (هنري رولينسون- Henry Rawlinson) الذي عاش بين أعوام 1810- 1895م الذي بمساعدة شاب كوردي كرماشاني مغامر مثله قام بتسلق جبل بيستون المقدس في شرقي كوردستان كي ينسخ الكتابة المسمارية التي دونت قبل 2500 سنة في أعلى الجبل، ونجح رولينسون بنسخ النقش ومن ثم بفك رموز هذه الكتابة المسمارية التي ساعدت البشرية فيما بعد بفهم رموز كتابات مسمارية كثيرة في سومر والعالم.
14 03 2022
الأعز الأستاذ هشام الغالي أرجو أن تكون بأتم الصحة والسعادة. عزيزي لقد بعثت لك الحلقة السادسة من سلسلة ردنا على الدكتور خزعل الماجدي مرتين لم تقم بنشره أرجو أن يكون المانع خيرا. مرة أخرى أتمنى أن تكون بأتم الصحة واسعادة.
………………
الاخ العزيز محمد المحترم
ليس هناك أي سبب لعدم النشر. السبب ببساطة هو عدم وصول الحلقة السادسة لنا أو حصل خطأ غير مقصود. يرجى أعادة الارسال. كي نقوم بالنشر مع فائق أحترامنا
صوت كوردستان