الحروب والفتن لا تجلب غير الكوارث و الدمار و المآسي و الويلات للشعوب . ان الله سبحانه و تعالى يامر بالسلام ” السلام عليكم ” ويامر بالاحسان والعمل الصالح ، ومن اهم واجبات الانسان ومنذ ان خلقه الله اختيار السلام والعمل بدستور الحق و العدالة والمساواة وليس بالظلم والقسوة والفساد والطغيان و الكفر ، وعليه ان يدافع عن الحق وليس عن الباطل : قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” والعصر أن الانسان لفي خسر* الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات * وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ” ص ” سورة العصر .. لقد كرم الله الخالق العظيم الانسان قيمة ومنزلة عظيمة ، فضله على سائر المخلوقات في الارض ، وعلى الانسان ان يشكر الله دوما وان يحافظ على هذه المنزلة و القيمة الربانية العالية باعمال صالحة ومفيدة وليس بالخبث و المنكرات والفساد، وان يبتعد عن الحقد والكراهية والفتن والخيانة والغدر والحروب … ولكن الطمع والجشع والكبرياء و الغرور يجعل من الانسان ان يعيش بداء العظمة و في احلام خيالية مضللة ، فيختار طريق الظلمات ” الشر و الحروب وسفك دماء الابرياء و الضعفاء ” بدلا من اختيارطريق النور” الخير و الرحمة و الانسانية و السلام ” وينسى قول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ” ولا تحسبن الله غافلا عمل يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار* ص * سورة ابراهيم / آية 42 * وقوله تعالى ” والله لا يحب الظالمين ” ص * سورة ال عمران – آية 57 و آية 140 ” فيتمرد و يعصي اوامرالخالق العظيم ويبغض الله ، ولا يفكر بان قطار العمر قصير . اليوم تعاني البشرية اخطار وباء كورونا المنتشرفي كل بقعة من العالم ويحصد ملايين الناس ، الا ان العقول الشريرة والنفوس المريضة والحاقدة لا تدرك ولا تحس بخطورة هذا الوباء القاتل الغدار ، ولا تاخذ بالدروس و العبرمطلقا ، واقرب مثال : حكام الفرس الطغاة في ايران و حكام الترك الطغاة في تركيا الذين يدعون بالاسلام قولا ولكن افعالهم و اعمالهم ضد الاسلام وما جاء في كتاب الله ” القرآن المجيد ” فهم يظلمون شعوب من قوميات اخرى ويعتدون على جيرانهم في ” اقليم كوردستان ” وفي شمال شرق سوريا ، يقصفون مدنهم وقراهم الحدودية بالاسلحة المحرمة والفتاكة ويقتلون الابرياء و يدمرون بيوتهم ومزارعهم ، يقصفون كبرى مدنهم بالصواريخ كما حدثت لمدينة اربيل عاصمة ” اقليم كوردستان ” من قبل الحرس الثوري الفارسي الايراني وقد اعترفت ايران رسميا انتقاما من اسرائيل على قتلها ضابطين ايرانيين في سوريا ، و يفتخر حكام الفرس الطغاة بهذا العمل الارهابي النازي الفاشي والمخالف للدين الاسلامي وما جاء في القرآن الكريم ، فلا عجبا من هؤلاء الحكام المستبدين لقد اصابهم فعلا الخبل وجنون العظمة وتاهوا طريق الحق و الانسانية ، اذ يعتبرون اقليم كوردستان ” اسرئيل ” ومدينة اربيل ” تل ابيب ” واصبحت ايران وبفضلهم دولة ارهابية بامتياز ، تهددالامن و الاستقرار في العراق وكوردستان ، كما ان تركيا هي الاخرى دولة ارهابية بامتياز و العدو الاكبر لشعب كوردستان حيث احتلت كبرى المدن الكوردية مثل مدينة عفرين و مئات القرى و الارياف في الشمال و شرق / سوريا – غرب كوردستان – واستعملت طائرات واسلحة حلف الناتو المحرمة دوليا في قتل الاطفال و النساء و الكبار و تشريد الالاف العوائل الكوردية من منازلهم و قراهم و قامت بتدمير مزارعهم وقتل مواشيهم وبتغيير دميغرافي لمناطقهم .. تركيا تقوم بقصف مستمر لمدن و قرى اقليم كوردستان واحتلال مئآت الاميال وبناء قواعد عسكرية في اراضي الاقليم بعد حرق المزارع و هدم المنازل وتهجير السكان ، فاين منظمة الدول الاسلامية و اين الامم المتحدة ” مجلس الامن ” من هذه الجرائم و الاعتداءات الفاشية ؟؟ .. اليوم العالم برمته امام كارثة بشرية جديدة : الازمة الاوكرانية والغزو الروسي ، نجد ارتفع الاصوات و الحماس نحو تصعيد لهيب الحرب الذي يشكل اكبر خطورة على البشرية جمعاء ، وان معظم القنوات الاخبارية الاجنبية وخصوصا العربية والاسلامية تشجع استمرارالحرب وليس اخماده ، ولا يوجد مساعي حقيقية لايقاف هذا النار و احلال السلام بل هناك عقول شريرة و متعطشة لسفك الدماء وبعيدة عن الانسانية والحضارة و لا ترغب ولا تريد ادراك عواقب هذه الكارثة المدمرة والتي لا تبقي ولا تذر في حالة استمرارها و توسعها ، وحتى مجلس الامن الدولي بلا فائدة لان هذا المجلس يكيل الاحداث الدولية بمكيالين مختلفين ، فيصمت و يسكت ازاء حقوق الشعوب المظلومة ، كما ذكرنا انفا عن ما تقوم ايران وتركيا من اعتداءات فاشية ارهابية متكررة على الشعب الكوردي وهدم وتدمير كل شيء بلا رحمة وبلا شفقة … ونقدم مثال آخر : صمت و سكوت هذا مجلس عند ما قام نظام الطاغية صدام حسين حملة ابادة جماعية للكورد الفيليين عام 1980 وتسفيرعوائلهم من موطنهم بغداد وخانقين و شهربان ومندلي و بدره وجصان وغيرها من المدن و القرى الفيليين وقتل وتعذيب وتغييب الاف من شبابهم ؟؟؟ ومثال ثالث : صمت وسكوت هذا المجلس عندما ضربت طائرات الطاغية صدام حسين مدينة حلبجة أثناء الحرب العراقية – الايرانية عام 1988 بسلاح كيمياوي محرم دوليا ” انتاج شركات عالمية زودت وساعدت نظام صدام الفاشي بتنفيذ القصف ” ادى الى قتل اكثر من 5000 الاف من الاطفال و النساء و كبار السن وغيرهم واصابة وتشويه ما يقاررب 10 الاف اخرين مات معظمهم بامراض فتاكة خاصة السرطان ، ولم يحرك هذا المجلس الدولي ولا منظمة الدول الاسلامية الساكن ازاء هذه الجريمة الوحشية الفاشية و الجرام الاخرى المذكورة اعلاه وغيرها … ختاما ليس الافتخار و التباهي والشجاعة بارتكاب الجرائم و الحروب وانما بالعمل الصالح وتحقيق السلام في العالم .
Related Posts
4 Comments on “العالم امام كارثة بشرية لا تبقي ولا تذر – ا . د . قاسم المندلاوي ”
Comments are closed.
الاستاذ الدكتور قاسم المحترم ما تفضلتم بسرده مشكورا هو ديدن الحكم الظالمين الذين يتعاملون مع خصومهم بمنتهى القسوة و الوحشية بحثا عن التمدد وصنع الامبروطوريات على جماجم البشر ، لكن الاسى في موقف المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان وهي تقف موقف المتفرج ازاء ما تتعرض له الشعوب التي تدافع عن هويتها ، ولعل ما يحصل من عدوان في اقليم كوردستان و في الشمال وشرق سوريا – غرب كوردستان – / سوريا هو خير دليل … متمنيا لكم دوام التوفيق .
شكرا للاخ الكاتب استاذ عبد الرسول علي لمرورك اللطيف .. نحن مع السلام في كوردستان و العراق والعالم برمته ، حاملين راية الحرية و الاستقلال للشعوب المضطهدة وفي المقدمة شعب كوردستان المظلوم ، ونقف بشدة ضد الظلم والظالمين و الحروب .. قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” وعنت الوجوه للحي القيوم * وقد خاب من حمل ظالما * ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ” ص ” سورة طه / ايه 111
دولتان عدوانيتان مارقتان فى المنطقه تمارسان ارهاب الدوله بحق شعبيهما وتحلمان باعادة الامجاد الزائفه لامبراطوريتهما الغاشمة وتنتهكان الحرمات والقوانين والشرائع والاعراف والقيم وكل ما هو سامى ونبيل وامام انظار العالم المتواطىء والمتفرج والساكت نظامان فاشيان لا يؤمنان بالتعايش والحرية والسلام وحقوق الانسان هما النظام الايرانى المتخلف والتركى المسعور وهما سبب البلاء والمحنة والفوضى والارهاب وعدم الاستقرار فى الشرق الاوسط تحية للكاتب على مقالاته وكتاباته القيمة
شكرا للاخ الكاتب العزيز ابو تارا على مرورك الكريم : صدقت حكام ” ايران و تركيا ” من اشد اعداء الشعب الكوردي وهم مصدر الفتن و الاجرام و الفوضى و الارهاب في المنطقة و العالم ، يغزون بلاد الكورد باحدث الاسلحة ويقتلون الاطفال و النساء و الشيوخ ويهدمون منازلهم و مدارسهم و يحطمون مزارعهم امام انظار العالم الساكت عن الحق و الانسانية . مرة اخرى كل الشكر و التقدير لجنابك يا ابو تارا العزيز والغالي .