كَركوك يَمْدَوخ الناس يَمْسَبْبْ أوجاع الراسْ- محمد مندلاوي

في كل مرة يأتي عدوان غاشم من الشرق أو الغرب أو الشمال لاحتلال جنوبي كوردستان، كانت كركوك العنوان الأبرز في واجهة ذلك الاحتلال البغيض. وفي هذه الأيام، وتحديداً في السادس عشر من أكتوبر أعاد التاريخ نفسه، حين خرجت جحافل الغزاة الأوباش الشيعة من جحورها المظلمة، واستباحت مدينة كركوك الكوردية مستهدفة كل ما هو كوردي في مدينتهم الأبية مدينة النور والنار. السؤال هنا، لماذا فقط الكورد يدافعون عن كركوك؟؟ أين العرب السنة؟ الذين يصرخون كذباً وتدليساً بأن كركوك مدينتهم، مع أن تاريخ وجودهم فيها لا يتجاوز عدة عقود، أين نضع عدة عقود من السنين في تاريخ المدينة الذي يعود إلى خمسة آلاف سنة؟؟ لماذا لا يدافعوا عنها هؤلاء العرب السنة حين تعرضت للاحتلال هذه الأيام من قبل السلطة الأعجمية الحاكمة في بغداد!! لماذا لم يسجلوا موقفاً واضحاً للتاريخ ضد الاحتلال الشيعي الأعجمي لها أن هي مدينتهم كما يزعمون؟؟ عزيزي المتابع، أن هؤلاء المستوطنون العرب لقد زرعوا في هذه المدينة الكوردية من قبل السلطات العروبية العنصرية كخنجر غدر في خاصرة الكورد. عزيزي القارئ اللبيب، إن الاحتلال الشيعي الأخير لكركوك كشف للعالم أجمع بما لا يقبل الشك أو التأويل، أن كركوك مدينة كوردية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وأرضاً وسماءاً وشعباً، وغير الكورد فيها ما هم إلا مستوطنون.. جاءت بهم قوات الاحتلال التركي العثماني، ومن ثم الصفوي الإيراني، وفي قرن العشرين جاءت السلطات العربية العنصرية الحاكمة في بغداد بالمستوطنين العرب من الشيعة والسنة إلى كركوك من أجل تغيير ديموغرافيتها الكوردية، إلا أن كركوك تأبى إلا أن تبقى كوردية وكوردستانية رغماً عن أنف طهران الأعجمية وأنقرة الطورانية وبغداد الأعرابية، الأعجمية وحتى واشنطن (الكافرة) ومن يسير في ركابها، لتعرف هؤلاء جميعاً أن نسبة الكورد فيها إلى الآن 75% من بين اثنا عشر عضواً في البرلمان العراقي ثمانية منهم كورد، واثنان مستوطنون عرب، واثنان من الأقلية المسمى تركمان التي جاءت بها الدولة العثمانية التركية  والصفوية الإيرانية. الذي لا يعجبه كلامنا فليشرب من نهر خاسه أو يحرق نفسه بنار باباگرگر، تلك النار الكوردية الأزلية، التي ستحرق الشيعة الأعاجم كما أحرقت قبلهم كل محتل أثيم .

هناك بعض أشباه البشر من الإناث والذكور، داخل مؤسسات الكيان العراقي أو خارجها، حشروا أنوفهم في الآونة الأخيرة بشكل سلبي في موضوع مدينة كركوك السليبة، كعادة هؤلاء الرويبضة جعلوا كل شيء في المناطق الكوردية التي تسمى بالمتنازعة عليها بما فيها كركوك السليبة عربية!! أن الذي يدمي القلب، أنهن أو أنهم يزعموا أن الكورد تجاوزوا على المناطق العربية حين أجروا الاستفتاء فيها. للمرة الألف نقول لهؤلاء الإمعة يا حبذا تكونوا بمستوى الكلام الذي يخرج من ثقبكم العلوي أن تأتوا وتناظرونا مناظرة كتابية أو وجهاً لوجه عن هذه (المناطق العربية) وعلى رأسها كركوك الأبية، لكي نظهر للمواطن من خلال ما قاله التاريخ، والكتب القديمة والحديثة، والخرائط القديمة المعتبرة، ومعاني أسماء هذه المناطق هل هي كوردية أصيلة، أم عربية كما يزعم هؤلاء الإناث المسترجلات والذكور المؤنثات دون خجل ودون حياء؟. أقوله للمرة الألف بصوت عالي إذا يمتنع هؤلاء الكذابون الدجالون عن مناظرتنا على المناطق الكوردية التي تسمى بالمتنازعة عليها فهذا دليل قطعي على أن هؤلاء الرويبضة ليس لهم شيء في هذه المناطق السليبة من قبل سلطة بغداد الأعجمية ما يقولوه سوى الكذب والتدليس. نحن ننتظر رداً من هؤلاء المزورون، كعالية نصيف، وحنان فتلاوي، وهيثم الجبوري، وعبد الكريم خلف، والقادم من تركمنستان المدعو أرشد صالحي، بل وحتى المهرج هارون محمد، وكل عربي دون استثناء أو غيرهم يزعم أن هذه المناطق عربية بخلاف ما ذكره التاريخ، والكتب، والخرائط، ومعاني الأسماء، فنحن بانتظارهم أن يثبتوا لنا وللمواطن العراقي والكوردستاني كيف أن كركوك أو مندلي أو خانقين أو جلولاء أو شنگال أو شهربان الخ مدن عربية، وإلا لا فرق بين الصوت الذي يخرج من ثقبهم المستطيل أو المستدير؟.

بما أن الشيء بالشيء يذكر، قبل عدة أيام استضافت قناة الفلوجة.. في برنامج الساعة التاسعة الذي يقدمه الأستاذ أنور الحمداني السياسي الكوردي (علي فيلي) والصاخب المدعو هارون محمد، ودار الحديث بين الضيفين عن المناطق المتنازعة عليها، كالعادة رفع هارون محمد صوته عالياً وزعم أن كركوك ومندلي وأربيل عربية وغير كوردية الخ، كما تعلم عزيزي القارئ أن رفع الصوت دليل على الإفلاس، دليل على أن صاحب الصوت العالي ليس في جعبته شيء عن المادة المطروحة فلذا يحاول أن يلغمط الموضوع بالعويل والصياح حتى ينهي الموضوع دون أن يرى المشاهد انتصار خصمه عليه. على أية حال، بعد انتهاء البرنامج بيوم واحد قمت بإرسال دراسة باثنا عشر صفحة كنت قد كتبتها عن مدينة مندلي قبل أعوام وأرفقتها برسالة بأكثر من أربعة عشر صفحة عن كركوك، وكتبت في المقدمة أرجو أن تسلم الرسالة إلى الأستاذ (أنور الحمداني) وبعثتها إلى قناة الفلوجة، لقد مرت أياماً عديدة واستضاف أنور الحمداني هارون محمد مرة أخرى، إلا أنه لم ولن يشير إلى رسالتي التي طالبت فيها مناظرة هارون أما كتابة أو وجها لوجه عن هذه المناطق التي زعم هارون أنها عربية. يا ترى أين حق الرد مكفول يا أنور!!. لقد رجوتك أن تنصفنا، ولو تقرأ مقتطفات مختصرة من رسالتي في برنامجك كي يخرس هارون ومن على شاكلته من الأعراب والأعاجم الذين يدعون ما ليس لهم. لقد خاب ظني فيك يا أنور، واتضح لي أنك منهم، رغم الشطحات التي تآزر فيها الكورد، إلا أنك في مرات أخرى تظلم الكورد أيما ظلم حين قلت: إعادة كركوك، وقلت أيضاً: كركوك عربية. هل حقاً أن كركوك عادت؟ أم احتلت من قبل سلطة بغداد الأعجمية؟. وهل أن كركوك عربية!! أم إنها كوردية سليبة؟؟. وعرضت يا أنور لقطات للصحفي السوري الذي كأي عروبي آخر يقلب الحقائق؟ وزعم أن الپێشمەرگە (Peshmerge) اعتدت على العرب في غرب كركوك، وفي الحَويجة (حَوَي جاف). هنا نتساءل، هل أن العرب في غربي كركوك أو في حويجة أهل المنطقة حقاً؟ أم مستوطنون.. جاءت بهم الحكومات العنصرية في بغداد بدءاً من اللعين ياسين الهاشمي، ومروراً بالمقبور صدام حسين، وانتهاءاً بالقرد المدعو حيدر العبادي واستوطنتهم في هذه المناطق الكوردية لتغيير ديموغرافيتها؟ ثم إذا الكورد يعتدون عليهم؟ لماذا لا يذهبوا إلى حكومة بغداد الطائفية المقيتة ويأتون إلى كوردستان العلمانية؟ وهل الإنسان يهرب إلى حضن من يعتدي عليه! أم يفر منه؟. عزيزي القارئ، كما أن الآخرين من كتاب الكورد أدلوا بدولهم عن كركوك نحن أيضاً كتبنا عنها عدة مقالات مطولة كمدينة النور والنار التي لم تنحني لقسوة المحن قط، للعلم عندما كان العرب في الربع الخلي في الصحراء العربية، بنى أجداد الكورد مدينة كركوك وعمروها وكل الأسماء التي أطلقت عليها وعلى ما حولها هي أسماء لا زالت حية ومستخدمة في اللغة الكوردية كـ: گاسور، ونوزي، بيت گرماي، وأربخا، و گركوك، وكركوك الخ. ولم يجرؤ أحد من هؤلاء الأعراب أن يرد على مقالاتنا ولو بكلمة. من هذه المقالات، مقالاً  بـ 13 صفحة تحت عنوان (كركوك من احتلال الباب العالي حتى التضحية بالدم الغالي). ومقالاً آخراً بـ 4 صفحات تحت عنوان: (كركوك ومحاولات الإعلام العروبي في تشويه حقيقتها الكوردستانية). ولنا مقال بـ 3 صفحات تحت عنوان: (الـ موصل مدينة كوردستانية عبر التاريخ). ولنا مقال آخر بعنوان: (موصل (مووسڵ) وعرفجة القرن الـ(21) ). ولنا دراسة بعنوان: (مندلي قبل التعريب البعثي) الخ الخ الخ. عزيزي القارئ الكريم، اذهب وابحث في بواطن كتب التاريخ غير الكوردية، ستجد أن كركوك وأهلها الكورد ذكروا قبل أن تستوطن العرب ليس في كركوك فقط بل في عموم ما يسمى اليوم العراق. وهكذا بالنسبة للأغراب الأتراك، الذين صاروا يسمون بالتركمان لأنهم يعرفون أن الأتراك ذاقوا الشعب في بلاد بين النهرين على مدى قرون عديدة ويلات ومآسي لا تمحى من الذاكرة أبد الدهر، فلذا غير غالبيتهم العظمى لقب انتمائهم القبلي من أتراك إلى تركمان كي يسلموا من الانتقام على أيدي ضحاياهم، والدليل على ما نقول، أن غالبيتهم في كوردستان والعراق لا زالوا يحملون جنسيتان تركية وعراقية، وينفذوا أجندات تركيا الطورانية في العراق وكوردستان، وقبل أيام ذهب وفدٌ مِن ما تسمى بالجبهة التركمانية لاستلام أوامر جديدة من أسيادهم الطورانيون في تركيا.  وحين ينكشف أمرهم سرعان ما يتركوا العراق أو كوردستان ويهربوا إلى جمهورية الطورانية المسمى تركيا، ويستقبلوهم بالأحضان، ويجدوا مواقعهم الوظيفية شاغرة وبانتظارهم، فلذا ترى العديد من هؤلاء ثنائي الجنسية يتبؤوا مناصب عليا في جمهورية العار المسمى تركيا، التي تأسست وفق معاهدة لوزان التآمرية عام 1923.

الشاعر التركي الطوراني (علي بيك حسين زادة) يقول في قصيدة له نظمها في التسعينات القرن التاسع العشر تحت اسم “طوران” وطوران هو الوطن الأم للأتراك وأشباههم من ذات الصنف المغولي ويقع في آسيا الوسطى بين إيران وروسيا، قرب جمهورية تركمنستان وطن الأم للتركمان. يقول الشاعر:                                                                       “يا قوم المجر أنتم لنا إخوان … موطن أجدادنا المشترك طوران”. وفي صيحة أخرى يقول أحد مفكريهم وشعرائهم وهو (ضياء غوك ألب) حين يناشد جميع الأتراك وملحقاتهم خارج طوران للعودة إلى الوطن الأم طوران، حين يقول:” وطن الأتراك ليس تركيا ولا تركستان … الوطن هو البلد العظيم والأبدي: طوران”.

04 11 2017