أتذكر أنني نزعت عني صخرة
وارتديت نهراً
ووضعت على شعري
وشاحا من تغاريد البلابل
فتذكرت أني
في كل مرة،
أنسى أن أتذكر كل هذا
أنسى أن أتذكر
أني كنت زرقة السماء
وبياض الورقة
وخرير الماء
حين كان يسقي
بُستاناً على جبينك
يا وطن / من قصيدة : أتذكر
× تقف على ناصية الوجع للوطن البعيد في المسافات اللامحدودة , والقريب من وريد القلب , وتفجر الأسئلة اللاهبة في الواقع والوجود وصيروته , في الانسان وأرض الوطن , بالحكمة التي تعلمتها من محيطها العائلي ( الاب والام والجدة ) في عتبات التراث ورمزيته , بأن مياه الوطن لا تجف ولا تنقطع , مهما كان ثقل الزمن النحس . هذا الإحساس الجمالي بالشعور .
أقف في الباب
قبالةَ الحديقة
على حافة اخضرارٍ أبديّ
أبحث عن تسميةٍ أخرى للطيران
ولونٍ آخرَ يوحي بالزرقة
أبحث عن اسمٍ آخرَ للغياب
تصورٍ آخرَ عن الوجود
وتعريفٍ مختلفٍ للصيرورة
أعود لأعطي تعريفا آخر للوقت
فيؤزمني اللاوقت
بين جناحين و قفزةٍ نحو الهاوية
يؤمكنني اللامكان
بين خطوتين وعودةٍ باتجاهِ الغياب
فأتوه بين أبعاد اللامسافة / من قصيدة : أبعاد اللامسافة
× ولا يعني السلام ان تضع البندقية على كتفك وترمي الرصاصات المتبقية لديك , في انتظار الموت المؤجل.
أن تعيش بسلام
لا يعني أن تضَعَ البندقية عن كتفك
وترمي الرصاصاتِ المتبقيةَ لديك
في قاع البحر
إنما أن تتعايش
مع فكرة الوجود المقيت
أن تتصالح مع الصيرورة من حولك
وأن تغنّي بأعلى صوتك
لموتك المؤجَّل / من قصيدة : أبعاد اللامسافات .
× حينما كانت طفلة صغيرة معلقة بالاحلام والاسئلة العابقة , وأدركت فيما بعد أن الوطن يقاس بحجم الدماء , وتحول فيما بعد الى حقيبة يد تحملها على ارصفة الغربة وازقة الشوارع . منذ ألف عام والوطن ينزف بالدماء والقهر الحياتي , والحلم يتسكع في دهاليز الغربة . كأن الوطن أصبح كلمة تكتبها وترحل , أو قصيدة ترتجلها وتترك المنصة .
الآن صار الوطن
أصغر من أن أحمله
في حقيبة يدي
أرق من أن أضعه
بين أوراق دفتر
صار الوطن كلمة أكتبها وأرحل
قصيدة أرتجلها
وأترك المنصة / من قصيدة : حين كان الوطن كبيراً .
× يا لهذا الوطن المصاب بالوجع , المسموم بالزيف المقزز , والعاري عن الحكمة , تخنقه الحكايات السمجة في ديباجة مقرفة , مطعوناً بالطائفية المقززة , التي تنبعث منها الصراخ والنحيب . يا لهذا الوطن المشطور ألف قطعة بين حزب ٍ وحزب , ولكل حزب يلوح في عصاه الغليظة , بأنه هو الوطن وغيره أن يصمت .
يا وطن الوجع و
الصوت المبحوح في صدورنا
“الجوع” فن تعلمناه
“النكران” صفة اكتسبناها
“الكذب” هبة منك استوحيناها
“الخيانة” عار، جمّلناه
“الخيبة” درس لم ننسه / من قصيدة : يا هذا الوطن
جمعة عبدالله