في الديمقراطية العربية وكذلك دول العالم الثالث والدول الاسلامية توجد مفردة ازدراء الاديان في دساتير هذه الدول ولها قوانينها وأحكامها ولا توجد مثل هذه القوانين في دول العالم المتقدم لأن هذا المفهوم ازدراء الاديان عند البلدان المتقدمة تدخل في خانة الحرية وحرية الكلمة ، اما في البلدان الاسلامية تحديدا فهي جريمة يحاسب عليها القانون وتصل بعض احكامها عند بعض الدول حد الموت ، فهو إذا قانون مفتوح حسب مستوى الشخص المطلوب للعدالة التي يتم تطبيقها عليه والذي يتم اعتقاله بهذه التهمة ، وازدراء الأديان هو نقيض لازدراء الإنسان ، لإن كرامة الإنسان ليست ذات اهمية وقيمة تذكر لذلك لا نجد في قوانين هذه الدول شيء اسمه قانون ازدراء الإنسان او ازدراء كرامة الإنسان او حقوق الإنسان الذي يهان في كل لحظة ، مع العلم جميعهم يدركون بأن الأديان جاءت لخدمة الإنسان ، يعني الإنسان فوق الأديان ولا قيمة للأديان إذا أنتهى الإنسان … لم ينزل الله الكتب المقدسة لزيادة معاناة البشر وفي قوله تعالى في سورة طه ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .) بمعنى لا يمكن ان يكون الكتاب المقدس سببا لشقاء الناس بل العكس جاء ليكون سببا لراحة الناس واولهم الرسول ع ، ولكن اليوم نقول لرب العالمين يا ربنا لقد اصبح اسم القرآن سببا لشقاءنا وبؤسنا عند من ادعى انه رسالي مؤمن ، فلقد انطلقت الدواعش بأسم الكتاب لتذبح وتقتل وتسبي النساء ، والأحزاب الاسلامية تحركت بأسم الكتاب و اصبحت سببا لمآسي الشعوب ومن قبل في تأريخنا الاسلامي الطويل والعريض كل سوء كان يطبق بأسم الكتاب ، فأينما تجد شيء اسمه دين تجد معه أنين وونين ومذابح وعنف وذلة وعبودية وتخلف ، دور العبادة الكاذبة المرائية اعدادها تعادل مائة ضعف من اعداد دور الصحة ودور الخدمة ، هذه الدور تشغل مساحات واسعة عوضا عن المساحات الواسعة للحدائق والمتنزهات والمصانع والملاعب الرياضية واصحاب دور العبادة هذه يعملون في النهار في دور السياسة وفي الليل مشغولون في دور البغاء فلكل سياسي ديني دار للعبادة ودار للبغاء يعتاشون على الدار الاول لأجل صرفياتهم في الدار الثاني …
الناس المعذبون والمضطهدون بسبب سلوكيات وجهاء وقادة التوجهات الدينية وبسبب كثرة معاناتهم حتما ستزل ألسنتهم بالسوء على احدهم او على الدين الذي اصبح ملاذ لهم بشكل مقصود او غير مقصود ، هنا ستخرج الملايين المناصرة لذلك السياسي او المدعية لنصرة الدين غاضبة تهتف بالقصاص من ذلك المزدري على الدين اما كرامة ذلك الإنسان فلا أحد يذكرها ، عندهم حشود مليونية يستنفرونها عند الحاجة فهم مشحونون بشكل مطلق ولا يحتاج سوى الضغط على زر التشغيل لدفعهم الى الشوارع او ضد بيوت من سولت لهم أنفسهم المساس بالدين مهما زادت معاناتهم ، والاغرب ان القانون يعرف ازدراء الاديان دون تحديد اي دين ولكن في تطبيق القانون يشمل ازدراء مذهب معين دون غيره ، وازدراء الرموز الدينية لمذهب محدد وازدراء قادة الاحزاب الدينية ومساعديهم وحتى المستفيدين منهم وحتى نقدك للفساد سيدخل في خانة ازدراء الاديان لأن المفسدين لهم ارتباطات برموز الدين…. نعم أنت الإنسان الذي شاءت الأقدار أن تعيش تحت ظل هكذا قوانين ليس لك خيار سوى القبول بهذه العبودية الحديثة فالعبودية القديمة كانت تنفذ بحد السيف او السوط اما العبودية الحديثة تنفذ بحد القانون والدستور والمحاكم الاتحادية والقضاء الخاضع بشكل مباشر للحكومة ، أما عدم قبولك لها يعني المزيد من الالم ولا تستغرب ان قلت لك بأن قوانين ازدراء الأديان ستتطور قريبا لتصل الى حد الاعتقال بتهمة النية المبيتة لازدراء الاديان اي ان نيتك ان تزدري الاديان لذلك وبسبب ذكاءهم المفرط فقد ألقي القبض عليك قبل ان تنفذ نيتك بأزدراء الاديان ، فهي وسيلة فعالة لهلوسة الناس وتحقيرهم وتدميرهم فهم مبدعون بالخباثة والدناءة وعندهم من القضاة والمشرعين من يمهدون الطريق لكل قانون يخدم تطلعاتهم الخيالية .
إذا هو قانون مشرع اسمه ازدراء الاديان ولكن الهدف منه ازدراء كرامة الإنسان وعملية تطبيق القانون يجامل فئة على حساب فئة وهو نوع من انواع الارهاب الفكري والنفسي تمارسه الحكومات الارهابية ضد مواطنيها بأسم الدين ، لأن الازدراء الحقيقي للأديان هو ما تمارسه الحكومات الارهابية ضد المثقفين تحديدا ، هو الخروج عن التعاليم الشريفة للأديان في سرقة المال العام والفساد الاداري وارهاب المواطن واحتقار حقوق المرأة وحقوق الطفل وليست اللفظة التي ترفض الواقع وتحتج عليه . دور العبادة ليست لها قدسية افضل من قدسية دور الناس وليست لها قدسية افضل من قدسية دور الرعاية الصحية ولا حتى من دور رعاية الاطفال او دور رعاية الإيتام ، ورجال الدين ليست لهم قدسية امام من يفترشون الارض مهادا و يبيتون جياعا ، ويتخذون من حاويات القمامة معاشا ، اوقفوا هذه المهازل بحق البشر واحترموا البشر ، فصاحب الدين وخالق الدين ومنزله هو الله وهو اعرف بقدر دينه واتباع الدين يجب عليهم حمل الاخلاق العالية والترفع عن الموبقات ومخاطبة الذين يسيئون للدين بالحسنى لا معاقبتهم وذلك في قوله تعالى (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) نعم قالوا سلاما ولم يقولوا اعداما …. وحتى الدين الحقيقي هو نفسه سيكون في عقيدة هؤلاء متهم بازدراء الاديان لأن التعاليم الدينية الحقيقية تقف الى جانب المتهم بازدراء الاديان وليست ضده ، وهذا مالا يعرفه الغافلون المنغمسون في ملذات الفساد والسلطة … دائما اذا بحثنا في اي مفهوم مناقض للمنطق والعقل تجد حقيقته مؤلمة ، تجد مجاميع من المستفيدين تقف وراء ذلك المفهوم ، تجد اناس لهم سطوة على القانون يتلاعبون به كيفما يشاءون ، تجد ان المتضرر الوحيد هو المواطن البسيط المغلوب على امره وكذلك المثقف ( هذا العدو اللدود للفاسدين و المفسدين والمتسترين بالدين ) وما قانون ازدراء الاديان الا طريقة مبتدعة لأجل النيل من المثقف الواعي وحشره في زاوية ضيقة لخنق انفاسه فهو الوحيد القادر على هزيمة الافكار المريضة المختبئة خلف الدين وعناوين الدين والتراث والرموز وغيرها ، هذه هي حقيقة ما وراء قانون ازدراء الاديان .
** من ألأخر { كلام في الصميم ، والمؤسف العلة ليست في ملالي الدجل بل في القطيع الذي ينقاد ورائهم دون عقل أو تفكير ، بدليل أن لا أحدا من هؤلاء السفلة ولا من قطيعهم البائس واليائس خرج للتنديد بجرائم ملالي ايران المجرمين ، فهل يعقل أن يتركو أحياء بعد الذي فعلوه بشعوب المنطقة وايران ، صلو لكي يتتم الله نصر الشعوب المظلومة والمقهورة بسببهم} سلام ؟