يصادف الیوم ٩\١٢\ ٢٠٢٢ مرور ١٩ سنة علی قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المرقم ٥٨\٤ والمؤرخ فی ٣١ تشرین الأول \ أوكتوبر ٢٠٠٣ بتسمية یوم ٩ كانون الأول من كل عام البوم الدولی لمكافحة الفساد (*):
ويصادف عام ٢٠٢٢ بداية الجهود المبذولة للاحتفال بالذكرى السنوية العشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. وفي أثناء العام المقبل سينصب تفكيرنا على صنع عالم أفضل بالدفعة الجماعية التي تتيحها الاتفاقية، والأهم من ذلك النظر في الثغرات المتبقية لضمان أن تكون هذه الاتفاقية آلية قوية حقًا في السنوات المقبلة.
بالرغم من إنتشار الفساد فی جميع أنحاء العالم كعلة معروفة بتدميرها للفرد والمجتمع منذ قديم الزمان ألا أن الأسباب المخفیة لهذه الظاهرة -لكونها تبدأ فی أعلي سلطات المجتمع- جعلت المشكلة محصورة فی نطاق سیاسی تتخذها الجهة المسيطرة علی دفة الحكم وسيلة لضرب خصومها بالكشف عن عمليات سیاسیة أو إداریة أو إقنصادیة فی مخالفة القوانین الساریة المفعول لتلك الدولة، فيتم تقديمها كجریمة یحكم عليها.
و هنالك من یصف الفساد بوباء منتشر فی المجتمع و لكن دون تسميته بمرض وذلك لأن المرض يعتبر وفق التعريف التقلیدی خلل أو اضطراب عضوي یصیب أعضاء الجسم الحی للفرد. بینما یظهر الفساد فی المجتمع كسلوك منحرف قانونيا أو أخلاقيا فیبقی بعيدا عن علوم الطب والأمراض (*):
ولكن التعریف الحدیث للمرض لم یعد يقتصر علی الاضطرابات الجسدية فقط، فقد وسعت منظمة الصحة العالمية تعریفها للمرض لیشمل الاضطرابات الجسدية والنفسية والإجتماعیة أيضا. لذلك یحمل الفساد جميع خصائص المرض وفق التعريف الحدیث للمرض (*). فيسهل الآن التعامل مع الفساد كاضطراب نفسیإجتماعی ينتشر من شخص إلی آخر كما تنتشر جميع الأمراض المعدية فی المجتمع :
و قد سبق و نشرنا عدة مقالات حول كیفیة اختراعنا لهذا التشخيص وفق المقاییس العلمية الحدیثة و توفر الكفاءات الضرورية فی هذا الاختصاص. یمكن للقارئ الكريم الحصول علی هذه المقالات من صوت كوردستان علی الروابط التالية:
١- الفساد مرض نفسی إجتماعی: صوت كوردستان ٢١\١٢\ ٢٠١٧(*):
٢- معالجة مرض الفساد بدلا من تسییسه: صوت كوردستان ١٥\٤\٢٠١٨(*):
٣- الفساد مرض معدی یمكن الوقایة منه: صوت كوردستان ٢٥\١٠\٢٠١٨(*):
٤- معالجة مرض الفساد فی دوائر الدولة: صوت كوردستان ٨\١٢\٢٠١٨(*):
( *) يمكن الحصول علی المصادر من المۆلف.
٩\١٢\٢٠٢٢