قبل فترة وجيزة كتبت مقالاً بعنوان: (إلى الأستاذ حسين سعدون مع التحية). كان توضيحاً عن بعض النقاط التي قالها الأستاذ حسين في إحدى محاضراته الرائعة. وأعقبته بمقال آخر بعنوان: (فذكر أن نفعت الذكرى). لكن بعد نشر المقالين في المواقع الالكترونية لم أشاهد في قنوات الـ”يوتيوب” أي رد أو توضيح لا سلباً ولا إيجابا من قبل الأستاذ (حسين سعدون) عن ما قلناه في المقالين المذكورين؟!.
وفي الأيام الماضية، تحديداً في 18 04 2023 شاهدت الأستاذ (أحمد الفارابي) في إحدى حلقات برنامجه العلمي التي كانت بعنوان (المثقفون: ثقافة القطيع ضد حسين سعدون). أنا الإنسان البسيط أضم صوتي إلى الأصوات التي تدافع عن التنويري المبدع الأستاذ (حسين سعدون) ضد أولئك القادمون من غياهب التاريخ؟. أنا في مقالتين التوضيحيتين اللتين خصيت بهما الأستاذ حسين سعدون عن جزئيتين محددتين قالهما في محاضرتين أو أكثر، لكن كالعادة لم أخرج من إطار الاحترام والتقدير لهذا الشخص الكريم.
بالمناسبة، اليوم لي توضيح ثالث أيضاً عن جزئية أخرى قالها الأستاذ حسين في سياق محاضرته التي ألقاها في مكتبة علاء في بغداد، الذي قال فيها: قبل عام 2003 النظام كان عنيف لم يسمح بظهور هويات لكن بعد عام 2003 الشيعي اكتشف شيعيته، والسني اكتشف سنيته، والكوردي اكتشف كورديته (أثنيته).
قبل أن أدخل في صلب الموضوع، أليس اتفاقية آذار عام 1970 اعتراف رسمي من قبل النظام المذكور بالهوية الكوردية والكوردستانية؟. توضيحي عن حشر الأستاذ حسين لاسم الكورد في سياق حديثه عن الشيعة والسنة. عزيزي أستاذ حسين أن قسماً من الشعب الكوردي في جنوب كوردستان (إقليم كوردستان) لم يكتشف ذاته بعد عام 2003 كما زعمت، إن الشعب الكوردي قبل تأسيس الكيان العراقي المصطنع عام 1920 من قبل الجيش البريطاني أسس دولته القومية وكانت مدينة السليمانية عاصمتها. هكذا هو الشعب الكوردي في عموم كوردستان المحتلة من قبل الكيانات الإيرانية الفارسية، والتركية الطورانية، والسورية العنصرية، والعراقية الشبيهة للسورية في تعاملها مع الشعب الكوردي الجريح، لا شك أنك تعرف أن هذه الأخيرة – العراق- لا زالت تحتل نصف مساحة جنوب كوردستان بما فيها كركوك تلك المدينة الكوردية الكوردستانية عبر التاريخ. فيا عزيزي أستاذ حسين أن الأمة الكوردية قبل جميع الأمم الأخرى في المنطقة تعرف كورديتها، تعرف ذاتها القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية. بما أنك عربي دعنا نلقي نظرة على الجانب العربي، يا ترى متى ثار العرب ضد الاحتلال التركي العثماني بتحريض من البريطانيين ألم يكن عام 1917 وقصة الجاسوس البريطاني “لورنس العرب” معروفة كيف قاد العرب ضد العثمانيين من أجل مصالح بريطانيا العظمى. بالمقابل اذهب و القي نظرة فاحصة في بواطن كتب التاريخ حتى تعرف التواريخ التي ثار فيها الشعب الكوردي ضد الاحتلال التركي العثماني لكوردستان، 1- الثورة التي قام بها (عڤدال خان) ضد الاحتلال العثماني لكوردستان عام 1574م. 2- ثورة الشيخ (عبيد الله النهري) ضد العثمانيين والقاجاريين في شرق وشمال كوردستان بين عامي 1880- 1881م. 3- ثورة التي قادها (عبد الرحمن بابان) ضد الاحتلال العثماني لكوردستان بين عامي 1806- 1808م. 4- ثورة الشيخ (عبد السلام البارزاني) ضد الاحتلال العثماني بين أعوام 1909- 1914م. 5- ثورة (سمكو شكاك) ضد الاحتلال الإيراني لشرق كوردستان 1918- 1922م. 6- ثورة الشيخ (محمود البرزنجي) عام 1918 ضد البريطانيين الذين حاولوا احتلال جنوب كوردستان. هناك عشرات الثورات والانتفاضات الكوردية في عموم كوردستان قبل وبعد التواريخ المذكورة أعلاه، كلها تؤكد للعالم أجمع على أن الوعي القومي والنضوج الوطني الكوردي يسبق جميع شعوب الشرق الأوسط وهو الذي جعل اسم وطنه منذ قرون عديدة مقترناً باسمه القومي كورد و كوردستان؟.
فيا عزيزي أستاذ حسين ممكن لك أن تتحدث عن الشيعة، أو عن السنة، أو عن العرب كيفما تشاء، لكن نرجو منك أن لا تتحدث عن الشعب الكوردي العريق دون أن تراجع تاريخهم المشرق في بواطن الكتب المعتبرة والمعتمدة.
هذا ولك منا كل الحب والاحترام والتقدير
25 04 2023