أمريكا بصدد حل الحشد الشعبي في العراق و توجه أنذارا بتوحيد قواة البيشمركة الكوردية.

في الوقت الذي تنشغل الساحة السياسية العراقية بالأحاديث حول حل الحشد الشعبي، ضمن سلسلة مطالب دولية وتحديدا أمريكية، رغم رفض رئيس الوزراء ، محمد شياع السوداني، القبول بأي إملاءات أو ضغوط من الخارج، لا سيما بشأن حل الحشد، كشفت مصادر مطلعة، اليوم الاثنين، عن تهديدات أمريكية للحزبين الحاكمين في كردستان بشأن دمج قوات البيشمركة.

وبحسب الدستور العراقي المقرّ عام 2005، تُعدّ قوات البيشمركة جزءًا من منظومة الدفاع الوطني وهي خاصة بإقليم كردستان العراق، وإن كان تسليحها متوقفًا على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وقالت المصادر لـ”العالم الجديد”، إن “الدول المشاركة في التحالف الدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة، منزعجون من التأخير الحاصل بشأن دمج قوات البيشمركة، إذ بعثوا رسائل تحذر حكومة إقليم كردستان وقيادات الحزبين الحاكمين من الإستمرار  بهذا الحال”.

وأضافت أن “التأخير يتسبب  بالإحراج لهم في ضوء الضغط الذي يمارسونه على الحكومة العراقية بشأن حل الفصائل المسلحة”.

يشار إلى أن قوات البشمركة منقسمة إلى وحدتين (70-80) خاضعتين لإمرة الحزبين الرئيسيين في الإقليم وهما الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، ما جعل لكل منهما أجهزة استخباراتية وأمنية وعسكرية وأخرى معنية بمكافحة الإرهاب خاصة بهما، كل حسب مناطق نفوذه.

حيث يُدير الاتحاد الوطني الكردستاني محافظتي السليمانية وحلبجة بالإضافة إلى الإدارات المستقلة التابعة لهما، بينما يسيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني على محافظتي أربيل ودهوك والأقضية والنواحي التابعة لهما.

ومنذ عام 2014 لاسيما بعد ظهور تداعش، تعمل الدول الحليفة للإقليم فيما يسمى بـ”التحالف الدولي لمحاربة التنظيم” ومنها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا على مشروع إستراتيجي لإعادة توحيد قوات البشمركة من حيث التبعية والتسليح والعقيدة العسكرية والتنظيم الهرمي ومصادر التمويل وخريطة التوزع والانتشار، بالإضافة إلى التدريب وتلقي الهبات.

وتضم تشكيلات وزارة البشمركة نحو 170 ألف مقاتل، بحسب الفريق جبار، تمّ توحيد قرابة 70 ألف منها، فيما زالت البقية منضوية في وحدتي 70 و80 التابعتين للحزبين الرئيسيين وبنسب متساوية تقريبًا.

وكشفت شبكة إسرائيل 24 المرتبطة بالنظام الإسرائيلي، في وقت سابق من اليوم الاثنين، عن وجود ما وصفته بـ”النوايا الأمريكية لحل هيئة الحشد الشعبي في العراق”، مؤكدة ان الولايات المتحدة باشرت بـ”إعادة تقييم العراق مرة أخرى” عقب سقوط النظام السوري.

ويرجع تشكيل هيئة الحشد الشعبي في العراق إلى عام 2014 عندما أصدر المرجع الشيعي الأعلى، السيد علي السيستاني، في النجف فتوى بتشكيل حشود شعبية لمواجهة خطر تنظيم داعش، الذي توغل داخل مدن عراقية وسيطر على ثلث أراضي العراق، ووصل إلى مشارف العاصمة بغداد.

فهبت الحشود، وتطوع ما يقارب المليون شخص السلاح وتوجهوا إلى جبهات القتال مع الجيش العراقي، وبعد مرور عامين، أصدر مجلس النواب العراقي عام 2016، بعد طلب رفعه نواب من الكتل الشيعية، قانونا خاصا بالحشد الشعبي في العراق، باعتباره أحد تشكيلات القوات المسلحة العراقية.

وكشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، في 21 كانون الأول ديسمبر الجاري، عن رفض المرجع الديني في العراق علي السيستاني، اصدار فتوى لحل الحشد الشعبي بالرغم من الضغوط الغربية التي يتعرض لها العراق.

وكانت مصادر سياسية مطلعة في العراق كشفت، في 18 ديسمبر كانون الأول الجاري، عن تلقي الحكومة العراقية رسالة أميركية محرجة تطالبها بحل الحشد الشعبي ومكافحة السلاح المتفلت وإبعاد تأثيرات دول الجوار على قرارها السيادي، مقابل استمرار الدعم للنظام السياسي القائم، فيما ربطها سياسيون بـ”مؤامرات داخلية” تستهدف إضعاف المكون “الأقوى”، وخلخلة الاستقرار الأمني في البلاد.

يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أجرى جولة في المنطقة العربية، وقد هبط في العراق بشكل مفاجئ، في 13 كانون الأول ديسمبر الحالي، والتقى السوداني، وشدد خلال اللقاء، وفقا لما نقلت وكالة “رويترز” على “التزام الولايات المتحدة بالشراكة الاستراتيجية الأمريكية العراقية وبأمن العراق واستقراره وسيادته”.

ونقلت وسائل إعلام عن “مصادر سياسية”، يوم السبت الماضي، نقل بلينكن رسائل “تهديد” مباشرة إلى السوداني، بشأن الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق، ومستقبل تلك الفصائل وتحركاتها”.

يشار إلى أن مسؤولا حكوميا، كشف أن حكومة السوداني تحدثت مع قوى الإطار التنسيقي بشكل “صريح”، وأبلغتهم “حرفيا” أن “الحديدة حامية”، داعية إياهم إلى “التروي والتفكير الجدي في مسألة تفادي ضربة إسرائيلية”، حسب ما نقلت وسائل إعلام عدة.

المصدر

0 Comments on “أمريكا بصدد حل الحشد الشعبي في العراق و توجه أنذارا بتوحيد قواة البيشمركة الكوردية.”

  1. هل يطلب الكورد من أمريكا بإخراج الجيش التركي من كوردستان العراق ؟ على العراقيين كلهم أن لا يمتثلو لأي أمر أمريكي قبل طرد الجيش التركي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *