الكرد أمام ثلاثة خيارات صعبة- بيار روباري

الخيارات المطروحة أمام الكرد في غرب كردستان، جلها سيئة، وما تبقى هو صعب للغاية، في ظل تخلي العالم عن الكرد “السوريين”،  وغدر الروس بهم. والخيارات هي:

الخيار الأول: إحتلال تركي للمناطق الكردية.

الكرد يفضلوون الموت على هذا الخيار، لم ولن يقبلوا به، مهما كلفهم ذلك من تضحيات

ودماء. الكرد بسوريا قاتلوا بشراسة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وغيرها من التنظيمات الإرهابية، من أجل نيل حريتهم، وترسيخ كيانهم الفدرالي، بعدما تخلصوا من سيطرة النظام الأسدي وسطوته، بفضل الثورة السورية العظيمة.

لذا، كان من الواضح والجلي، بأن الكرد “السوريين”، سيقاومون العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين المسالمة، التي لم تشهد حادثآ واحدآ، خلال فترة السبع سنوات من عمر الثورة السورية، وإستقبلت المقاطعة مئات الألاف من اللاجئين العرب، القادمين من مختلف المناطق السورية.

نهج الكرد السوريين، مختلف عن نهج بني جلدتهم في جنوب كردستان (العراق)، حيث لا مكان في قاموسهم، الهروب من المواجهة بحجة عدم وجود قدرة على مواجهة العدو. فلسفة الكرد السوريين، إما منصورين أو نموت بشرف. والجميع يعلم كركوك ضاعت بسبب خنوع القيادات الكردية، وإنشغالها بالنهب والسلب، والصراع على السلطة.

الخيار الثاني: إحتلال أسدي جديد للمناطق الكردية.

متى كان سوريا الأسد وما قبله وطنآ للكرد، حتى يطالب هذا النظام الفاجر والمجرم، الكرد بالعودة الى “أحضان الوطن”؟؟ لن يعود الكرد الى حضن النظام الأسدي، مهما جرى، لأنه لم يكن يومآ من الأيام وطنآ لأحد، سوى لنفسه. الأصح يجب تعود سوريا للسورين، ويرحل الطاغية وعصابته عن الحكم، وليس العكس. إن عودة النظام الى منطقة عفرين، يعني إنتهاء مشروع الفدرالية الكردية من أساسها، ولن يكون بإمكانهم التفكير في المستقبل، في توحيد أراضي غرب كردستان نهائيآ. وسيعود الكرد يعملون عبيدآ عند الأسد وعصابته الإجرامية، وهذا غير وارد نهائيآ.

النظام الأسدي، ومعه الدب الروس، يريدون السيطرة على منطقة عفرين، لعدة أسباب: أولآ، فرض طوق على قوات التنظيمات الإرهابية في ادلب، واعزاز وجرابلس، وهذا يمنحهم مزيدآ من القوة ويضعف تركيا. وعندها يمكن سحب البساط من تحت أقدام تركيا في سوتشي.

ثانيآ، السيطرة على عفرين، يمنح النظام السوري، فرصة السيطرة على مطار منغ العسكري، والإستفادة منه في معاركه القادمة.

ثالثآ، السيطرة على مقاطعة عفرين، يعني السيطرة على النقاط الحدودية مع تركيا، وهذا يمنح النظام الأسدي، نوع من انواع الثقة الزائدة، كون السيطرة على النقاط الحدودية من مظاهر السيادة.

الخيار الثالث: مواجهة الغزو التركي بكل يحمل من مخاطر.

الكرد في غرب كردستان، يدركون جيدآ بأن ميزان القوى العسكري والسياسي، ليس في صالحهم. فتركيا من أكبر دول المنطقة، وتملك إمكانيات عسكرية هائلة، وإقتصاد قوي، وقوى بشرية ضخمة. أضف إلى ذلك إنها عضو في الناتو، ودول العالم كلها

تقريبآ تقف معها، بسبب مصالحها الإقتصادية والسياسية والأمنية.

مع ذلك رفض الكرد الإستسلام، ورفع الراية البيضاء للعدو التركي. وكما لم يرضخوا لمشيئة الروسي، الذي طالبهم بتلسيم المنطقة للنظام الأسدي، كي يتجنبوا الغزو التركي. لكن الكرد رفضوا ذلك بشدة، وهذا الموقف أغضب الروس كثيرآ، وقاموا بسحب قواتهم المتواجدة في عفرين، الى بلدة تل رفعت، لإفساح المجال أمام الأتراك، للبدء بحملتهم العسكرية.

إن الروس عمليآ هم شركاء، في العدوان على عفرين، إن أقروا بذلك أم لا. وبرأي لم يعد بإمكانهم لعب دورآ مهمآ ما في المستقبل، بسبب موقفهم هذا، وإنحيازهم الأعمى للنظام الأسدي.

والقيادة الكردية من جهتها تدرك جيدآ، إن قرار المواجهة له أثمان غالية، وتعلم أيضضآ بأنه خيار غير مضمون النتائج، وخاصة في ظل الرفض الأمريكي ضم منطقة عفرين الى مظلتها. لكن في المقابل، بامكان الكرد رفعة كلفة الإحتلال على الأتراك، وتدفيعهم ثمنآ باهظآ، إن لم يستطيعوا صده وإفشاله.

خلاصة القول: إن إنتهاج أي خيار من الخيارات الثلاثة، هو قرار سياسي، ولكل خيار تبعاته السياسية. وحسب  تقديري، أن القيادة الكردية إختارت خيار المواجهة، كونه أقل تكلفة من الناحية السياسية. والدفاع عن عفرين، أكيد هو دفاع عن مدينة منبج، المناطق الكردية الواقعة شرق نهر الفرات.

ولقد رأنيا، النتائج الوخيمة لخيار الإنسحاب وعدم المجابهة في جنوب كردستان، وقد ضاع بسببه أكثر من نصف مساحة الإقليم، وفي مقدتها محافظة كركوك الأبية. وهذا بالضبط ما أراد الكرد في غربي كردستان تجنبه بأي شكل كان. لأن خيار الإستسلام، كان سيحفظ النظامين الفاشيين التركي والأسدي، الى التنمر أكثر، وممارسة المزيد من الضغط على الكرد، لكي يقدموا تنازلات أكثر، وهذه المرة في منطاق الجزيرة الكردية، وتحديدآ في محافظة الرقة، وسد الطبقة ومحافظة دير الزور. الهدف من كل ذلك، هو دفن المطلب الكردي بالفدرالية في سوريا، والى الأبد.

ختامآ، إن أهم درس يمكن أن يتعلمه بقية الكرد، من مقاومة عفرين، هو الإعتماد على النفس، وعدم الوثوق بأي طرف دول أو محلي على الإطلاق.

27 – 01 – 2018

4 Comments on “الكرد أمام ثلاثة خيارات صعبة- بيار روباري”

  1. ان الاعداء لن يتركوا الكرد في حالهم سواء استسلموا لهم ام لا. لذلك فالموت بشرف او العيش بذل وهوان. وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله. ان حجج الاعداء لن تنتهي لان الهدف هو القضاء على الكرد. اردوكان هو زعيم داعش والادلة كثيرة ولكن الغرب شريك في ذلك لذلك لايعترف بذلك. ان الغرب يعطي تركيا الحق في الدفاع عن حدودها ويريد أن يقضي على داعش فالحل ان كانوا يريدون الحل هو وضع قوات من الامم المتحدة على الحدود التركية السورية كما فعلوا بين الحدود اللبنانية الاسرائيلية. ولكنهم كاذبون.

  2. حتى لو احتلت تركيا عفرين لا سامح الله، فانها لا تستطيع البقاء فيها لان الشعب سوف يقاومه وبالتالي سوف تكون مجبورة على الخروج منها وهي تحمل معها اذيال الذل والهوان. اما اذا ما تركتها لمرتزقة الجيش الحر فان طردهم سيكون سهلا والحال هذه. ان تركيا ستكون خاسرة للمعركة في جميع الحالات والاحتمالات. ان اردوغان قد اصابه جنون العظمة والغرور والغطرسة وعليه اصبح هذا الكائن المسخ أعمى البصر والبصيرة، حيث يصبح المصاب يتصرف بحماقة وجنون دون ان يحسب حسابه للنتائج والمآل.

  3. سيدي لقد ثبت لديكم ولاكثر من مناسبة ان اصدقاءكم الامريكان ليسوا حلفاء لاحد وان الامريكان استغلت الاكراد في سوريا والعراق ولاكثر من مناسبة من اجل مصالحها فقط ثم ها انتم تحاربون من اجلها وتحت امرة ضباطها في غربي كوردستان وتجنون ثمار ما جناه اخوانكم في بقية اجزاء الكوردستان ولويتم وضربتم دروس التاريخ عرض الحائط، ثم لماذا تذكر التهاون والتخاذل الكردي في كركوك ولا تشير ولا تذكر خيانة الامريكان للكرد حينما خانوا القضية الكردية بعد اتفاقية الجزائر ١٩٧٥ وخيانتهم لابسط الحقوق الانسانية للمواطن الكردي وهم يضربون في حلبجة وقد ضربوا بعلم الامريكان وتحت مرآهم هذا ان لم يضربوا باسلحتهم ايضا سنة ١٩٨٨! ثم كيف تبرر علاقاتكم الحميمة مع النظام الاجرامي في سوريا وقد اصبحوا اعداء اليوم وهو النظام الوحيد الذي سلحكم وفتح لكم المعسكرات في لبنان سابقا ولماذا انقلبتم ١٨٠ درجة عليه الا يشير ذلك الى ضغوط امريكية وتحكمهم في قراركم السياسي والعسكري ، سيدي الكريم لقد كان من المفروض ان ترفضوا التحالف مع الامريكان منذ الوهلة الاولى وان ترفضوا اي علاقة معه وتاريخهم الاسود مع الاكراد الاخرين ماثل اما اعينكم في مهاباد وبعد عمليات الانفال وبعد سقوط كركوك وتعاونهم مع الحشد الشيعي ضد الاكراد وتخاذلهم اليوم في عفرين انما هو جزء من ديدنهم وطبيعتهم مع الاخرين خاصة حينما يكون الآخرفي موقف ضعف لا موقف قوة . فاذا كان هذا هو تاريخ الامريكان مع اخوانكم فلماذا تركبون نفس القارب ونفس الموجة معهم . سيدي الكريم الاكراد ليسوا بحاجة الى الامريكان بل الامريكان هم من بحاجة الى الاكراد والا لماذا يسوقون اليكم الاسلحة والمعدات واموال الخليج اللهم الا للسيطرة على شعوب المنطقة وخيراتها عبر ضربهم بعضهم ببعض حتى تكون لهم الكلمة العليا على شعوب المنطقة وعلى خيراتها .
    في الواقع الاكراد بحاجة الى ان تكون كلمتهم واحدة وبندقيتهم واحدة ورؤيتهم واحدة اما اذا كانت بندقيتهم امريكية وعقيدتهم ماركسية لينينية حمراء او غربية ليبرالية متلونة فذلك لن يؤخرنا الا سنوات الى الوراء ولن نكون حينذاك الا بندقية ماجورة في خندق الاخرين ولن تسير قضية الكرد الى الامام ابدا. واذا كان ثمة تحالف مع الاخرين فالواجب ان تكون مصالحنا العليا هي الاساس الذي نستند اليه ونسير على ضوءه ودون ذلك فليذهب كل تحالف الى الجحيم اذا لم يلبي شروطنا او ما تتطلبه مصالح الكرد العليا .
    سيدي اذا كانت السياسة فن الامكان فلماذا نجعلها صعبة او فن المستحيل وقضيتنا في هذا المضمار واضحة وجلية ولا تحتاج منا ان نسير خلف الاخرين .

  4. لازال المستنقع العفريني ملىء بالخطورة ،فالمقاومة التاريخيه التي لم يتوقعها احد لهذه المده الزمنية والتي يبدو انها ستطول كثيراوالعمليات الفداءيه للمقاتلين الكورد والتي ستتحول الى حرب عصابات في حاله سقوط عفرين والاسلحه التي في حوزه المقاتلين والتي اثبتت جدارتها والارادة الفولاذية التي لاتقهر ،كلها ستجعل من مهمة الجيش التركي صعبا ان لم يكن مستحيلا٠عليه فدخول هذا المستنقع سوف لن يكون نزهه للجيش التركي والخروج منه سوف لن يكون بدون ثمن

Comments are closed.