الى متى القمع والاعدامات والوعود الکاذبة في إيران؟- منى سالم الجبوري

 

على الرغم من إن إصرار النظم الايراني على التمسك بممارسة القمع والاعدامات وتقديم الوعود الکاذبة، لم يتمکن من خلاله من کبح جماح الروح التحررية للشعب والنضال من أجل الحرية، بيد إنه مع ذلك يواصله هذا النهج والاسلوب الاستبدادي الموغل في الظلم ولايتخلى عنه.

مشکلة النظام الايراني العويصة والتي لاحل لها هي إنه کلما زاد بل وحتى ضاعف في ممارسته القمعية والاعدامات، فإنه يواجه غضبا شعبيا أکبر وحتى لو إننا قمنا بمقارنة بين الانتفاضات المندلعة ضده فإننا نجد إن أنها تزداد قوة وإتساعا مع مرور الزمن، وهذا يثبت بأن لجوء النظام للممارسات القمعية لاتشکل حلا له وليس بإمکانها أن تحسم الامور لصالحه بل إنها أشبه ماتکون بالدواء المهدئ الذي يخفف الالم ولکن لاينهيه مع ملاحظة مهمة يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية وهي إننا حتى لو فرضنا الممارسات القمعية کمهدئ فإن إستخدامه بصورة مفرطة ينهي فعاليته بصورة تدريجية حتى يصل بموجب قانون تناقض المنفعة الى الصفر!

قادة النظام الايراني عموما وخامنئي على وجه التحديد، صار يتخوف ويدرك بأن الاوضاع في ظل هذا النظام المفروض بسياسة الحديد والنار، قد وصل الى منعطف حساس وبالغ الخطورة خصوصا بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي إستمرت لستة أشهر، حيث صار واضحا بأن الشعب مصر على إسقاط هذا النظام وإقامة الجمهورية الديمقراطية ورفض کافة الخيارات الاخرى، ولذلك فإن النظام وخامنئي بالاخص لايجد من مناص سوى إطلاق الوعود المعسولة بتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية ظنا منه بأن ذلك من شأنه تغيير الامور لصالح النظام، لکن الحقيقة إن الجانب الاقتصادي والمعيشي يشکل جزءا من المشکلة التي يعانيها الشعب وليست کلها، وإن العلة الاساسية کما يٶمن الشعب إيمانا عميقا تکمن في بقاء وإستمرار النظام الايراني ذاته، ولذلك فإن الشعب وکما تعود على الممارسات القمعية والاعدامات ولم يعد يکترث لها ويواصل نضاله من أجل الحرية، فإنه يسخر في نفس الوقت من تلك الوعود المعسولة الواهية التي دأب خامنئي على إطلاقها من دون أن يتحقق أي منها.

المأزق غير العادي الذي يعيشه ويواجهه النظام الايراني وخصوصا خلال المرحلة الحالية وبشکل خاص بعد الحرب التدميرية في غزة والتي يسعى من أجل إستغلالها من أجل التغطية على أوضاعه المتفجرة والحيلولة دون إندلاع إنتفاضة عارمة بوجهه، لايشبه المآزق السابقة التي واجهها النظام بل إنه مأزق مصيري وحاسم وإن معظم المٶشرات تدل على إنه سيحدد المصير لنهائي لهذا النظام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *