عفرين …على أمل العودة ( عائدون ) – دلجان طوبال

خيبات ظنك..تحطيم أحلامك..تعبك الجسدي..ألمك لفقدان عزيز.. بكاؤك الحاد .. وآخرها ..تهجيرك
كل ذاك حل بك منذ اجتياح أول غمامة سوداء على سماء عفرين
أفعال مشتتة طاردت عقلك على مدار شهور
أيام تتالت ..كل يوم أثقلت روحك آلاف المرات
وعند هروبك من واقعك الأليم تسرع لتشاهد التلفاز
يتجدد أملك وتعود أبتسامتك وترى أن الأمل باق عندما تجتاح جذور الزيتون -جذور الأوراح- من تحت أرضك المقدسة وتتحول لأصوات غاضبة تعم أرجاء العالم
صارخة قوية تنادي ..عفرين….عفرين…عفرين…
هنا تذهب مسرعا لتفتح وسائل التواصل الاجتماعي وتشاهد مايقدمه أخوتنا المغتربين من كلمات وهاشتاغات ومظاهرات كبرى ترفض الاستسلام والخضوع
هنا تأخذ قسطا من الراحة ..راحة الروح المتعبة ..
لتقول وتبرهن لعقلك بأنه يوجد أمل
نعم أمل بأننا صامدون في وجه آفة الاستعمار آفة التغيير الديموغرافي آفة نفي الأكراد من الوجود
قاومنا وقاومنا إلى الرمق الأخير

كان المجهول الذي ينتظرنا كبير وكانت مؤامراتهم قذرة جدا ضد شعب بسيط جميل يهوى الحرية والحياة
نزحنا..وجلسنا في شوارع الضياع تائهين
استيقظنا نحن وهم ناموا
لماذا؟
سؤال يدور في تفكيري آلاف المرات في اليوم
أين أنتم … كنت ومازلتم مصدر قوتنا
أصواتكم كانت راحة نفسية لكل بيت عفريني
أحبائي توقيت سكوتكم الآن خطأ فادح لن يسامحنا التاريخ عليه قط
لأننا نستطيع أن نعود افضل بكثير  من قبل ….

الآن ها أنا أصرخ من جديد

أصرخ بآهات مغترب… نازح… مهجر ….
أناديكم باسمي وباسم جميع العفرينين
باسم وطني … بأنين مشتاق لكل سواد وبياض
لكل طيبة وقسوة
للنور والعتمة .. لكل بسمة ودمعة….

أخوتي عودو إلى أبسط فعل يزرع الأمل لدينا
عوائلكم تقتل….  منازلكم تدمر .. أراضيكم تحرق
عودوا إلى مظاهراتكم ضد ذاك المحتل لبلدكم
عودو لتلبسوا عفرين ثوبها الكردي المزركش بكل ألوان الطبيعة
عودو لتخلعوا عنها تلك العمامة السوداء البالية
عودو إلى ابسط واجباتكم تجاه أبناء بلدكم الحر
أملي ويقيني أننا سنعود ….ولن نحيا على أمل الوعود …

لاتسامحوا من قتل وخطف وعذب وأهان ونهب وسلب ودمر وهجر
لاتسمحوا لأطهر روائح الجنة تنسى
لاتجعلوا رائحة دماء شهدائنا تفوح بلا نصر قريب
فلقد تلاشت أرواحهم في شوارع الوجود الحية آنذاك والمنسية الآن .. لأجلنا..
عفرين حدث أدمى عقولنا قبل أجسادنا
فلنعد بقوة وشموخ كما عهدنا وعاهدنا
سنعود لأننا نستطيع
نستطيع أن نحرث أرض أجدادنا
ونعمر بيوت لأحفادنا
ولنفرح سماء عفرين بصوت العصافير وضحكات الصبيان
لايضيع الحق إذا كان وراءه مطالب
وأمل العودة باق لن يموت
وبعلمنا وعملنا لن نخشى جنديا ولا رصاصا ولاحتى سلكا حدوديا
عيدك اقترب ياوطن سنزيل تلك الاعلام الحمراء ….
وسنقرع الطبول ….
ليعود زيتونك اخضر ….
وترابك احمر ….
وشمسك اصفر…..

الاعلامي الكردي : دلجان طوبال