المفروض المدنية واحدة لكن لماذا تختلف مدنية العراق
المعروف ان دعاة المدنية دعاة للديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية وحقوق الانسان وحرية الرأي وهذه دعوة كل دعاة المدنية في كل الدول العربية وفي العالم لكن دعاة المدنية العلمانية دعوتهم خلاف ذلك تماما
كل دعاة المدنية وانصارها في الدول العربية والعالم يقفون ضد الارهاب الوهابي المدعوم من قبل ال سعود ويقفون مع الشعوب التي تتعرض لهذا الارهاب ويساندون الشعوب والمنظمات التي تقاتل الارهاب والارهابين الا دعاة المدنية في العراق يقفون الى جانب الارهاب والارهابين ويساعدون ويساندون رحم هذا الارهاب وحاضنته ال سعود
كل انصار ودعاة المدنية في الدول العربية والعالم يقفون الى جانب الديمقراطية والتعددية ويساندون الشعوب والمنظمات التي تدعوا اليها الا دعاة المدنية في العراق فانهم يقفون بالضد منها تماما ويقفون الى جانب اعداء الديمقراطية والتعددية الفكرية يقفون الى جانب ال سعود وكلابها داعش القاعدة والزمر الصدامية
كل انصار ودعاة المدنية في الدول العربية والعالم يؤيدون ويناصرون كل المنظمات التي تناضل ضد الارهاب والارهابين وانصار الفكر الواحد والرأي الواحد والحزب الواحد الا دعاة المدنية في العراق فانهم يقفون ضد هذه الشعوب وتطلعاتها
لا شك ان تحرير العراق في 2003 خلق فرصة كبيرة لتحرك هذه القوى والمساهمة في بناء عراق ديمقراطي تعددي حر ومستقل الا انها لم تستغل هذه الفرصة وهكذا ضيعت على نفسها وعلى الشعب العراقي فرصة كبيرة ومهمة لو استغلت استغلال حكيم وشجاع لتمكنوا من بناء عراق حر ديمقراطي الا انهم لم يستغلوها ابدا
لا اريد ان ابخس حق القوى المدنية حقها واقلل من شأنها كان بامكانها ان يكون لها دورا فعالا في بناء عراق ديمقراطي تعددي اذا كان تحركها وفق رؤية واقعية عقلانية لكنها بقيت تحلم وهي عاجزة عن اي حركة
كان المفروض بهذه القوى اي العلمانية المدنية الديمقراطية ان توحد نفسها قبل التحرير وتدرس الاوضاع دراسة كاملة وتفهم الواقع فهما واقعيا وتضع خطة وبرنانج واقعي عقلاني بعيد عن الاحلام والقفز على المراحل او حرقها والايمان بالديمقراطية يعني كل الشعب يحكم بكل اطيافه واعراقه والوانه ويدعوا الافكار تتلاقح لا تتصارع لكنهم لم يفعلوا ذلك هذا من جهة ومن جهة اخرى بدأت حركة معادية للشعب العراقي والقوى المدنية بأسم العلمانية تديرها وتشرف عليها مجموعات صدامية بدعم وتمويل من قبل ال سعود متعاونة مع ابواق ال سعود تحت اسم العلمانية والمدنية وحرية الرأي وحقوق الانسان في العراق وكان صوتها اعلى الاصوات واكثر اتساعا مما طغى على دعاة وانصار المدنية العلمانية الصادقين وبالتالي اصبحوا جزء من هذه المجموعات الارهابية من حيث لا يدرون حتى اصبحنا لا يمكننا ان نفرق بين الضاري وسعدي يوسف بين جريدة المدى وجوقتها العراقية وبين جريدة الشرق الاوسط التابعة لمخابرات ال سعود بين فضائيات الخشلوك والشرقية والرافدين ودجلة والتغيير العراقية وبين العربية والعربية الحدث وغيرها بين عزيز الحاج وابو مصعب الزرقاوي
الجميع تتحدث بلسان واحد واتجاه واحد ولسان واحد وتتحرك وفق خطة واحدة هي تمجيد ال سعود وتعظيم كلابهم الوهابية ويطلقون على داعش والزمر الصدامية وجحوش البرزاني وثيران العشائر بانها ثورة شعبية وقوات محررة في حين يطلقون على الحشد الشعبي وقواتنا الباسلة قوات احتلال ومليشيات فارسية رافضية مجوسية ويحملون مسئولية ذبح ابناء المنطقة الغربية وسبي نساء سنجار الحشد الشعبي الفارسي واعتبار العراق محتل ولا بد من عودته الى الحضن العربي
وهذه الحالة هي التي غطت على انصار المدنية و العلمانية ودعاتها وانهت وجودهم ولم نعد نسمع ونرى غير اصوات خدم وعبيد صدام والوجوه القذرة التي كانت تقدم شرفهم وكرامتهم الى صدام ومن حول صدام لم نسمع اي من هؤلاء تحدث عن الحرية عن الديمقراطية عن حقوق الانسان في زمن صدام وكأن صدام كان ديمقراطي وتعددي وينسون اذا قال صدام قال العراق
وهكذا اختفوا دعاة العلمانية والمدنية في العراق ولم يبق لهم من اثر حيث اصبحوا غطاء لابواق صدام وال سعود وتضليل المواطن العراقي
ربما هناك من يقول هناك فساد وسوء خدمات وسرقة ثروة العراق والعراقيين وهذا امر لا يمكن انكاره وتجاهله فهذا لا يدفع القوى المدنية الى التخلي عن الشعب وعدم الوقوف معه في محنته بل العكس يجب الوقوف معه بكل شجاعة وحكمة مهما كانت التحديات والتضحيات