المدنية  في الدول العربية غير المدنية في العراق – مهدي المولى

 

المفروض  المدنية واحدة  لكن لماذا تختلف  مدنية العراق

المعروف ان   دعاة المدنية دعاة  للديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية وحقوق الانسان وحرية الرأي وهذه دعوة كل دعاة المدنية في كل الدول العربية وفي العالم  لكن دعاة المدنية العلمانية دعوتهم خلاف ذلك تماما

كل دعاة المدنية وانصارها في الدول العربية والعالم يقفون ضد الارهاب الوهابي المدعوم من قبل ال سعود ويقفون مع الشعوب التي تتعرض لهذا الارهاب ويساندون الشعوب والمنظمات التي تقاتل الارهاب والارهابين   الا دعاة المدنية في العراق يقفون الى جانب الارهاب والارهابين ويساعدون ويساندون رحم هذا الارهاب وحاضنته ال سعود

كل انصار ودعاة المدنية في الدول العربية والعالم يقفون الى جانب الديمقراطية والتعددية ويساندون الشعوب والمنظمات التي تدعوا اليها الا دعاة المدنية في العراق فانهم يقفون بالضد منها تماما ويقفون الى جانب اعداء الديمقراطية والتعددية الفكرية يقفون الى جانب ال سعود وكلابها داعش القاعدة والزمر الصدامية

كل انصار ودعاة المدنية في الدول العربية والعالم يؤيدون ويناصرون كل المنظمات التي تناضل ضد الارهاب والارهابين وانصار الفكر الواحد والرأي الواحد والحزب الواحد الا دعاة المدنية في العراق فانهم يقفون ضد هذه الشعوب وتطلعاتها

لا شك ان تحرير العراق في 2003  خلق فرصة كبيرة لتحرك هذه القوى  والمساهمة في بناء عراق ديمقراطي تعددي حر ومستقل الا انها لم تستغل هذه الفرصة وهكذا ضيعت على نفسها وعلى الشعب العراقي فرصة  كبيرة ومهمة لو استغلت استغلال حكيم وشجاع لتمكنوا من بناء عراق حر ديمقراطي الا انهم لم يستغلوها ابدا

لا اريد ان ابخس حق القوى المدنية حقها واقلل من شأنها     كان بامكانها ان يكون لها دورا فعالا في بناء عراق ديمقراطي تعددي   اذا كان تحركها وفق رؤية واقعية عقلانية   لكنها بقيت  تحلم وهي عاجزة عن اي حركة

كان المفروض بهذه القوى اي العلمانية المدنية الديمقراطية ان توحد نفسها قبل التحرير وتدرس الاوضاع دراسة كاملة وتفهم الواقع فهما واقعيا وتضع خطة وبرنانج واقعي عقلاني بعيد عن الاحلام والقفز على المراحل او حرقها والايمان بالديمقراطية يعني كل الشعب يحكم بكل اطيافه واعراقه والوانه  ويدعوا الافكار تتلاقح لا تتصارع  لكنهم لم يفعلوا ذلك هذا من جهة ومن جهة اخرى بدأت حركة معادية للشعب العراقي والقوى المدنية  بأسم العلمانية تديرها وتشرف عليها مجموعات صدامية بدعم وتمويل من قبل ال سعود متعاونة  مع ابواق ال سعود  تحت اسم العلمانية والمدنية وحرية الرأي وحقوق الانسان في العراق وكان صوتها اعلى الاصوات واكثر اتساعا مما طغى على دعاة وانصار المدنية العلمانية الصادقين وبالتالي اصبحوا جزء من هذه المجموعات  الارهابية  من حيث لا يدرون حتى اصبحنا لا يمكننا ان نفرق  بين  الضاري وسعدي يوسف   بين جريدة المدى وجوقتها العراقية وبين جريدة الشرق الاوسط التابعة لمخابرات ال سعود  بين فضائيات الخشلوك  والشرقية والرافدين ودجلة والتغيير العراقية وبين العربية والعربية الحدث وغيرها  بين عزيز الحاج وابو مصعب الزرقاوي

الجميع تتحدث بلسان واحد واتجاه واحد ولسان واحد وتتحرك وفق خطة واحدة هي تمجيد ال سعود وتعظيم كلابهم الوهابية  ويطلقون على داعش والزمر الصدامية وجحوش البرزاني وثيران العشائر بانها ثورة شعبية وقوات محررة في حين يطلقون على الحشد الشعبي وقواتنا الباسلة قوات احتلال ومليشيات فارسية رافضية مجوسية  ويحملون مسئولية ذبح ابناء المنطقة الغربية وسبي نساء سنجار الحشد  الشعبي الفارسي واعتبار العراق محتل ولا بد من عودته الى الحضن العربي

وهذه الحالة هي التي غطت على انصار المدنية و العلمانية ودعاتها وانهت وجودهم  ولم نعد نسمع ونرى غير اصوات خدم وعبيد صدام   والوجوه القذرة التي كانت  تقدم شرفهم وكرامتهم الى صدام ومن حول صدام  لم نسمع اي من هؤلاء تحدث عن الحرية عن الديمقراطية عن حقوق الانسان في زمن صدام وكأن صدام كان ديمقراطي وتعددي وينسون اذا قال صدام قال العراق

وهكذا اختفوا دعاة العلمانية والمدنية في العراق ولم يبق لهم من اثر حيث اصبحوا غطاء لابواق صدام وال سعود  وتضليل المواطن العراقي

ربما هناك من يقول هناك فساد وسوء خدمات وسرقة  ثروة العراق والعراقيين وهذا امر لا يمكن انكاره وتجاهله    فهذا  لا يدفع القوى المدنية الى التخلي عن الشعب  وعدم الوقوف معه في محنته بل العكس يجب الوقوف معه بكل شجاعة وحكمة  مهما كانت التحديات والتضحيات