الثابت في السياسة هو أن كل شئ متغير… ليس هناك من خان الكورد سياسيا… هشام عقراوي

 

السذاجة في السياسة تتمثل بالاعتقاد أن بأن هناك قواعد أخلاقية سارية و سائدة في السياسة لدى الدول و لدى حتى الاحزاب السياسية  أو أن يقوم الكورد (الذي يخص موضوعنا) بفرض سياسة معينة على أمريكا أو حتى سوريا و تركيا و العراق و أيران.

في السياسة كل شئ في تغير مستمر و الفاهم هو الذي يعرف متى ستحدث تلك التغييرات و  يدرك خارطة التغييرات لدى الدول و القوى التي يتعامل معها.

سذاجة الكورد السياسية نراها عندما يتحدث بعض السياسيين عن فرض الشروط على الطرف الاخر. أو الحصول على التعهدات من أمريكا أو أية دولة أخرى مقابل تقديم التسهيلات لتلك الدول و التعامل معهم، و الثابت هو أن لا عهود و لا مواثيق للدول و للقوى السياسية من الناحية السياسة. تلك الدول أيضا تغير  سياساتها بحصول التغييرات و قدوم المستجدات التي تأتي على الاغلب خارج المتفق علية.

و لتبسيط الامر نتحدث عن غربي كوردستان و ما يحصل هناك:

تركيا من حيث المواثيق كانت مرتبطة بأمريكا و حلف الناتو و كانت علاقاتها عدائية مع روسيا, و لكن هذة الدولة رأت أن روسيا هي التي ستوفر لها مطامحها في سوريا، فقامت بتغيير سياستها ضاربة عضويتها في الناتو بعرض الحائط. أمريكا  و دول الناتو أيضا لم يطبقوا بنود حلف الناتو على تركيا بعد شرائها للاسلحة الاستراتيجية من روسيا و لم يمنعوا الاسلحة الاستراتيجية الامريكية الالمانية عن تركيا و على الرغم من ذلك قدمت أمريكا التسهيلات لتركيا و أعطتها منطقة أمنه.  هذه كانت ضمن سياسة متغيرات  الجميع من تركيا الى أمريكا و الى روسيا و باقي الدول كلهم لم يلتزموا فيها بالمواثيق و التحالفات التي بينهم.

الكورد في غربي كوردستان من ألطبيعي أن يتأثروا بهذه التغييرات و من الطبيعي أن تتراجع أمريكا و روسيا عن ألتزاماتها مع الكورد ايضا ضمن نفس نظرية التماشي مع المتغييرات و دوما الطرف الضعيف هو الخاسر و لا ينفع في هكذا حالات لا الاوراق و لا الوعود و لا المواثيق بل تقوم الدول و القوى السياسية بالحفاظ و التحرك حسب مصالحهم.

في كل عملية تغيير سياسية يحصل تغيير في المعادلة السياسية و العسكرية ايضا، قد تكون نتيجتها محو حد من حدود المعادلة. وفقط عند هذه الحالة يمكننا التحدث عن الاخلاق السياسي و ليس عن السياسة بحد ذاتها. لأن السياسة تعني التوسع و الانتشار على حساب قوة سياسية أخرى أو دولة على حساب دولة أخرى و لا يجري فيها أي أعتبار لحق الطرف الاخر بالعيش أو البقاء.

الكورد في عملهم السياسي ينفذون أما سياسة دولة أخرى أو أحزاب أخرى و حتى أن تحولوا الى طرف في معادلة سياسية صعبة فأنهم يجرون على الاغلب وراء السياسة الدولية و المحلية و ليسوا طرفا قائما بذاته مستقل سياسيا و عسكريا و يستطيع البقاء ضمن المتغيرات التي قد تقع حسب الحتمية في السياسة.

التحرك الكوردي في أغلب الاحيان يأتي من فكرة أن بأستطاعتهم خداع الاخر و بناء دولة كوردية أو كيانات كوردية مستقلة عن طريق التحول الى جزء من مصالح دولة أخرى كأمريكا أو روسيا أو حتى الدول التي تحتل كوردستان. و هذه هي التي نطلق عليها السذاجة في السياسة فالمصالح الامريكية و الروسية قد لا تتفق مع مصالح الكورد دوما. قد تتفق لوقت معين و قصير و لكن سرعان ما تتغير تلك المصالح أعتمادا على التغييرات السياسية العالمية و المحلية. أما توافق المصالح الكوردية مع الدول المحتلة فهمي من مستحيلات السياسة و ليست فقط سذاجة سياسية. و هنا نتحدث عن المصالح الكوردية و ليست الحزبية.

على الكورد أن يتحولوا الى طرف فعال و حد واضح و ذو قيمة في معادلات المنطقة و المعادلات الدولية و هذا لا يأتي عن طريق التحول الى جزء من مصالح دولة أو دول أخرى. على الكورد قراءة المتغيرات قبل حصولها لأن حصولها هو شئ حتمي في السياسة.

أمريكا لم تقم بخيانة الكورد يوما من الايام و كذلك روسيا  فهم يمارسون السياسة التي يرونها سليمة لهم و لكن هذه الدول ليست لديها أخلاق سياسية و لديها نفاق سياسي  و يعتاشون على دماء الشعب الكوردي. و على النقيض منهم فأن الكورد لم يمارسوا السياسة مع أية دولة من الدول و منهم أمريكا و روسيا و لم يمارسوا حتى النفاق السياسي، بل قاموا بخدمة من يحتاج الى خدماتهم و هذه  لا تسمى بالسياسة.

6 Comments on “الثابت في السياسة هو أن كل شئ متغير… ليس هناك من خان الكورد سياسيا… هشام عقراوي”

  1. السياسة هي حرب ضد خصمٍ لا يستخدم السلاح , عندما تبحث عن منافع لك يعني على حساب آخر , هكذا بكل بساطة , إذن فليست هناك خيانة في السياسة وكما قال مكيافلي الغاية تبرر الوسيلة يعمل بها الجميع ويستنكرها الجميع إلاّ مكيافلي لم يعمل بها لكنه عرّفها لأنه كان صادقاً مستقيماً وشريفاً , كل سياسي ينطق بكلمة خيانة فهو مغفل لأنه سمح لخصمه أن يحتال عليه ,أخطاؤه هي التي جعلت خصمه ينال منه ويخسر هو هدفه فيرقع فشله ويعزي نفسه بخيانة الآخر ……… . الكلام لا ينتهي لأن السياسة أيضاً لا تنتهي والحياة تمضي فتسحق المغفلين ويتفوٌّق الخونة بحسب تعريف الفاشلين .
    أكراد العراق فتح لهم بوش باب الإستقلال على مصراعيه لكنهم أساؤوا الفهم فتركتهم أمريكا , كم مرة زار رئيس الاقليم أمريكا ورجع بخفي حنين ولا يزال الكورد متمسكين ومن أجلها وقفوا ضد بشار الكوردي المستعرب الذي لا حياة للكورد بغيره في سورية , أردوكان هو أمريكا وهو صاحب الناتو الحقيقي ومع ذلك يريد منه الكورد أن تُعاديه أمريكا لأجلهم , أليس هذا جنون وغداً سيصفون أمريكا بالخياتة لأنهم مغفلون , كورد العراق رحبوا بداعش ظناً منهم أنهم سيكونون أقليماً سنيّاً لهم ويعترفون بإستقلال كوردستان لكنهم عندما دخلوا ، إنقلبت الموازين السريّة وخسر الكورد كل شيء . فمن الخائن ، في الإستفتاء هدد العبادي علناً وبعد مهلة هجم لم يكن أمامه إلاّ هُزال السلاح فهربوا بجلدهم فاتهموا بالخيانة . أهكذا تحارب الجيوش ؟ من الخائن ؟

  2. ليس خطأ ان تحاول كسب حلفاء، اعداء لأعداءك، فإن تحرير فيتنام تم بالاعتماد على الاتحاد السوفياتي والصين مشاركين معهما بالعقيدة السياسية ضد الرأسمالية الغربية، ولكن فشلوا الافغان في تحرير بلادهم بعد اخراج الاتحاد السوفياتي من افغانستان باعتمادهم على الولايات المتحدة الامريكية، لإن غاية الولايات المتحدة الامريكية كانت هزيمة الاتحاد السوفياتي ولم تكن تحرير الافغان ، ولكن الخطأ ان لن تستغل الفرص المتاحة لك، كان استقلال كوردستان او على الحصول على فدرالية كاملة واستعادة الاراضي المستقطعة وكركوك في 2003 اكثر احتمالا من اي وقت آخر لو تمسكوا الكورد بمطالبهم، ولكنهم كمحاربي المسلمين في جبل أحد تخلوا عن مطالبهم الاساسية عندما غمرتهم فرحة الانتصار فانشغلوا بكسب الغنائم المغانم والحصول على منصبي الرئاسة والوزارة الخارجية بدل رئاسة مجلس النواب الوزارات التي لها علاقة مباشرة بكوردستان وتطويرها فأستبعدوا عن المساهمة في اخذ القرارات الداخلية لحماية كوردستان.
    ان القيادة الكردية كانت ومازالت عشائرية وعائلية وتقود الكورد كخلفاء المسلمين الضعفاء خاضعون للدول كبرى، فجد لي منظرا سياسيا او اقتصاديا يتبوأ مكانة تنفيذية في قيادتي الأقليم في اربيل والسيلمانية، فلن تجد احد، وان المناصب التنفيذية محصورة بالعائلة والعشيرة وبعدهم يأتي الحزبي واخيرا يأتي المستقل النصير للعائلة او للحزب.
    ان القيادة السياسية في غربي كوردستان اكثر دهاءا سياسيا من قيادات كوردستان الجنوبية، فتعلموا من نكسة عفرين ان يناوروا ولم يسمحوا للترك المغول في الهجوم على كوردستان الغربية وهم يعرفون بأنهم واقعون في جزيرة محيطة بقوى الشر من كل جانب ولا يتوقعون من الولايات المتحدة ان تحميهم من الترك المغول.
    لا يمكن تحرير الكوردستان الا بتحرير ارض اناضول من الاستعمار التركي المغولي، ان اراد الكورد الاستقلال عليه بهزيمة الترك المغول وفي عقر قلاعهم في الاناضول، فلا تظنوا ان الجيش التركي الحالي كلهم من احفاد المغول ففيهم الكورد والارمن والعرب وعند ساعة وفي ساحة الوغى ينتصر اصحاب الارض على المستعمر.

  3. الکورد هم الوحيدين علی وجه الأرض يتهمون کل الأمم و الدول و الشعوب بأنهم خانوا أو يخونون الکورد ! و أکبر خائن عرفته البشرية هي الأمة الکوردية ” بشکل عام ” ، حيث هم الوحيدين اللي مستعدين ليقتلوا بعضهم بأبشع الطرق و يغضوا الطرف عمن يقتل أبنائهم ” إذا لم يکن کورديا ” ، الکائن هو کائن جبان ، و لا يفقه لا في السياسة شيء ولا في الحروب ، حروبنا کلها هزائم و تنتهي بمآسي و کوارث لا نعتبر منها ! و حروبنا السياسية خاسرة منذ الثانية الأولی و تنتهي بأن نخذع کما يخذع إنسان عاقل أي حيوان أو أي شخص مختل عقليا ، ترکيا لا تريد روسيا أو الغرب التحالف معها لأنهم يحبون سواد عيون الأتراك أو أکلهم ، لا ، بل لأن الشعب الترکي شعب موحد لم يخن بلده يوما و لم يرحم أعدائه أبدا ، لهذا يکسبون أي معرکة يدخلون فيها ضد أيا کان ، حاربوا الفرس و العرب و الأرمن و الکورد و البيزنطيين و اليونانيين و الروس ، و لم يخسروا أبدا ، أنضروا إلی بلدهم ، تصبح أکبر يوما بعد يوم ، حتی أن من يدعون بأن الدولة الترکية أو العثمانية خسرت الحرب العالمية الأولی ليسوا دقيقيين ، فالأتراك ظلوا يحکمون أراضي البيزنطيين و الکورد و اليونان و الأرمن و العرب إلی هذه اللحظة ، أي أنهم لم يخسروا مترا مربعآ واحد من أي أراض ملك للأتراك ، لهذا الکل يحسب لهم حساب و في الميزان الدولي و السياسي ، شعب شرس و دولة قوية أحسن لکي تکون حليفة لك من شعب مشتت لا تمتلك أي شيء بل يجب أن تحميه و تعطيه المال و السلاح ! کما في حال الکورد ، لو کنت رئيسا لأمريکا أو روسيا لفضلت التحالف مع ترکيا علی التحالف مع الکورد ، ليس حبا بالأتراك ولا کرها للکورد ، بل لأن الکورد لا وزن يذکر لهم في المنطقة و العالم ، مجرد رقم علی الورق

    1. الاخ العزيز حسن ان الترك المغول لم ينتصروا بل اختلقوا دولة جديدة وفقا لمعايير الدول الغربية المنتصرة لتكون شوكة لفرقة الاسلام والمسلمين لمنع انتاج الخلافة اسلامية اخرى تتعاطف معها وتدعمها الشعوب من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي.
      ان عمر الدولة التركية المغولية لم تتجاوز القرن الواحد ويمكن زوالها اذا اتحد الكورد والارمن في حملة دبلرماسية كبيرة لعزل دولة المغول عن محيطها كما عُزلت دولة جنوب افريقيا العنصرية الى ان انهارت بعد 42 سنة من تأسيسها، وكانت الدولة العنصرية في جنوب افريقيا متقدمة جدا، فأول عملية زراعة قلب جرت في جنوب افريقيا واختبر انفجار نووي في جنوب افريقيا قبل اسرائيل والهند، فأن الترك المغول (العثمانيون) حولوا الدين الاسلامي من دين العدالة الاجتماعية الى دين الغزوات الحربية والسبايا والحريم وفي عهدهم انهارت الحضارة الاسلامية وزادت النسبة الأُمية الى 98٪ فلم تكن في بغداد سوى ثلاثة مدارس مسيحية، فساقوا الملايين من الشباب منطقتنا الى حروبها التوسعية من اجل الغنائم والحريم ولم يعودوا الى اوطانهم.
      امام الكورد والارمن فرصة ذهبية خلال السنوات الثلاث القادمة للطعن بالاتفاقيات التي ادت الى تأسيس دولة عنصرية تركية التي حُررت دون مشاركة ابناء الارض، وخاصة ان دولة المغول التركية في عهد الطاغية اردوغان خسرت الكثير من الدعم وقد بدأت المملكة العربية السعودية تحديث منهاجها المدرسية وكشف فضائح الجيش العثماني وسرقتهم لمقتنيات النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة ويعروضونها الآن في استنبول.

  4. ١: يقال {بأن السياسة هى فن الممكن ، كما يقال {لا صديق ولا عدو دأئم فكل شيء مرهون بالضروف والمستجدات حتى بين الاخوة } ؟
    ، فصديق الامس قد ينقلب إلى عدو غداً ، وعدو الغد قد يصبح أفضل صديق ، وهذه حقائق مدعومة بواقع قريب وتاريخ بعيد ، فعنتريات الحمقى والاغبياء كثيراً ما تجلب على أصحابها الكوارث والويلات ؟

    ٢: مشكلة الكورد عموماً والقادة خاصة أنهم لازالوا صبيان على السياسة ، والمشكلة الاكبر عدم الاعتراف بهذه الحقيقة من باب الغرور والتكبر ، والمصيبة الاكبر عدم استشارة المختصين في المجالات التي يريدون نقاشها والاستفادة منها ؟

    ٣: ذكرني صديق بحدث في تجمع للجيش الشعبي في محافظة دهوك ، وكان المسؤول يشرح عن النفط وأماكن تواجده ووو ، وبمعلومات كلها خطاً ؟
    فكان أن رد عليه أحدهم قائلاً رفيقي ما تقوله كله خطأً ، فقال المسؤول كيف خطأ ، فقال أنا جيولوجي ، فرد المسؤول بعصبية عليه {وشنو يعني جيولوجي ، أنا جبوري} سلام ؟

  5. اذا کانت السیاسه وسیلة للوصول الى تحقيق غايه فالوسيله ليست اية مقدسه لا يجوز التجاوز عليها في اطار محدد مغلق . انما هي فعاليه ونشاط نابع من التفكير العميق لايجاد السبل الكفيله لتحقيق الهدف فساحتها مفتوحه وفي توسع دائم تنسجم مع الظروف في مواقع الاحداث الملتهبه بالصراعات المختلفه فالسياسي المحنك هو الذي يتمكن من اختيار افضل السبل من الوسائل التي تاخذ من محيطه في كيفية التعامل مع الحدث وبدراسة مستفيضه عميقه لكافة السبل التي تنسجم مع ايجاد الحلول بمحيطه على ضوء دراسة وبيان كافة القوى المؤثره وذات العلاقه بالقضيه التي هو في نضالها من اجل تحقيقه عليه لا يمكن الاستناد على والاعتماد على اطراف لهم مصالح انيه في التحالفات لتحقيق مصالحهم دون الاهتمام بالطرف المتحالف خاصة الطرف الضعيف في المعادله فالتغير ضروري من اجل تامين سبل تحقيق الهدف .
    عاشت الايادي اخي هشام ما طرحته موضوع مهم جدا متعلق بعدالة قضية شعب ضحية السياسات اللعينه التي تسعى لتحقيق اهدافهم ولو على انهار من دماء شهداء اصحاب الحقوق والحريات وشعبنا الكوردي ضحية لتلك السياسات المقيته عسى ان يخرجوا قادة الكورد واحزابهم بافضل السبل الكفيله بالنصر ومن اولى مستلزمات النصر بناء البيت الكوردي باسس و قواعد تخرج من معادلة الصراعات بالنصر المبين على الاعداء فلا بديل عن وحدة استراتيجيه ثابة نابعه من ارادة الشعب الجمعي تحياتي .

Comments are closed.