غياب النساء عن التظاهرات في العراق !!- عماد علي

 

من المستغرب لنا، و من خلال متابعتنا لما يحصل في العراق، اننا نرى التظاهرات تتوسع يوما بعد اخر و لم نر ما توقعنا ان يكون لها الدور الاكبر فيما يحصل  و هي المرأة و دورها الهام فيما يحصل، لانها تضررت اكثر من الرجال. فهل العنف و القوة تمنعهن عن المشاركة المشرفة في طلب حقوقهن المهضومة اكثر من الرجال ام ان الظروف الاجتماعية هي التي تمنع عنهن ما سمح للرجال في اداء دورهم .

هنا لا اريد ان احدد الاسباب الاجتماعية و التاريخية الطويلة العريضة، و على الرغم من ان دور النساء كان مشهودا له من قبل و في تاريخ العراق بالذات و ما حصل فيه منذ تاسيسه. و لا يمكن ان اؤمن بان للمرأة دورا ثانويا في مثل هذه المهمات المشرفة . ربما يمكنني ان اقول بان السلطة العراقية الجديدة مابعد سقوط الدكتاتورية قد ضغطت كثيرا على المراة واصبحت هي مهمشة في اداء دورها العام في الدولة و ما يقع عليها من المهمات الوطنية و التي يتشرف تاريخ العراق بما احتواه من دورهن المشرف في اداء واجباتهن و احساسهن الوطنية و وطنيتهن و نضالهن.

تابعت كثيرا التظاهرات و لم ار الا بائعة المنديل و موزعة اللفات على المتظاهرين و هن من العفيفات الكريمات، اما من يرفعن صدورهن في كل حدب و صوب لم ار منهن، فهل يمنعن من قبل ذويهن ام هن من يفضلن الدور الثانوي و قد حجبت عنهم الحقيقة كما  تحجبت كثيرهن دون ارادتهن بطلب الاسلام السياسي. ام الظروف الاقتصادية الاتكائية لهن فرضت عليهن ان يتكئن على الرجال في هذا المهام ايضا، و لكن اين الموظفات اللاتي لا يختلف قدرتهن و اماكيناتهن الاقتصادية و العقلية عن الرجال.

هنا لو بادرت مجموعة منهن في الاشتراك لاصبحن قدوة في الامر و كان لعملهن دور تاريخي يمكن ان يشهد له التاريخ. و يكون عاملا مهما لعدم تحريف العملية و اثبات سلميتها وسيكون امرا مهما في الحفاظ على الممتلكات العامة و الخاصة و يكون لمشاركتهن صوتا مدويا عالميا بحيث يفرض الكثير على السلطة  في العراق و العالم ايضا و سيكون بادرة تقدمية توضح ما يحملن من العقلية لاثبات مساواتهن عمليا. علىالقل هو التمعن فيما حصل قبلهن و يجب ان يعتبرن من نساء الدول الاخرى كمصر و تونس .