بعد سليمانى ايران تحت التجربة- عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي

 

kuvileabdelah@yahoo.co.uk

5/1/2020

 

اثار الهجوم الامريكي بطائرات مسيرة على موكب قائد الحرس الثوري الايراني (قاسم سليماني) قرب مطار بغداد الدولي في صبيحة يوم 3/1/2020 و التي ادت الى مقتله و قتل ابو مهدى المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي اثار  ردود داخلية و دولية متعددة بين من اعتبرها (خطوة متهورة) من قبل الرئيس الامريكي (دونالد ترامب) و يشعل فتيل الحرب بين الجانبين و دعوات متكررة الى ضبط النفس و التهدئة و عدم التصعيد العسكري التي سيحرق الاخضر و اليابس و بين من احتفل بمقتلهم بطريقته خاصة .

ان العلاقات الايرانية الامريكية و منذ عام 1979 بعد ان قام اصحاب العمائم بمسك زمام السلطة فيها لم تكن في احسن احوالها بل كانت يتجه من اسؤ الى اسؤ و كان التهديد و الوعيد و محو الاثار لسان حالهم و لم تكن هناك مواجهة مباشرة بل حرب كلامية او بالوكالة عن طريق اطراف مواليين لهما و كل منهما يبحث عن منطقة نفوذ له و لكن بعد عام 2003 و تحرير العراق اطلق ايران يدها في المنطقة و باتت الحاكم و المدبر لأمور الحكم في العراق و لبنان عن طريق حزب الله و سوريا بعد عام 2011 و اشعال نار الثورة فيها و اليمن عن طريق الحوثيين و صرح المسؤولين الايرانيين ان اربعة عواصم عربية باتت تحت سيطرتهم و تفعل كل مافي مصلحتها من تنصيب و تأسيس و تدمير و تقتيل و حرب طائفية امام انظار امريكا و العالم الديمقراطي و تكتفي بالاستنكار و التهديد .

مقتل سليماني و المهندس ادخل العلاقات الامريكية الايرانية الى مرحلة جديدة حيث تم عقد اجتماعات في اعلى المستويات و خرجت بيانات استمرار الثورة و الانتقام في اقرب فرصة و ان المصالح الامريكية ستكون في مرمى نيرانهم و صرح خامنئي ان من دافع سليماني عنهم سيأخذون الثأر و هنا اشارة واضحة على ان ايران لاترغب في المواجهة المباشرة مع امريكا .

بهذه العملية استعادت امريكا ثقة مواطنيها اولاً بقدراتها العسكرية و الامنية و ان دماء مواطنيها لاتذهب سدى بل انها خط احمر لايمكن المساس اليه اينما وجدوا و اثبتت للمجتمع الدولي ان امريكا ستفعل المستحيل من اجل حماية مصالحها و مواطنيها ناهيك عن التأييد الذي احرزه (دونالد ترامب) لحملته الانتخابية القادمة و ان لسان التهديد و العقوبات الاقتصادية لم تجد نفعاً مع ايران فلا بد من قص اظافرها ليس لأنها عبثت في المنطقة بالخراب و الدمار و توسعت , بل لأنها وقفت بالضد من مصالحها بعد مرور اكثر من (24) ساعة على مقتل سليماني لا تزال التهديدات مستمرة سواء من الشارع الايراني الغاضب او الحكومة و القيادات المختلفة و لكنها لم تترجم الى ارض الواقع على الرغم من التحوطات الامنية التي اتخذها امريكا في سفاراتها و شركاتها و معسكراتها المنتشرة في المنطقة , فإيران في مرحلة التجربة فإما ان تنفذ ما يهدد به طيلة الفترة السابقة و تثبت لشعبها و شعوب المنطقة و العالم بأنها القوة التي لا تستهان بها و تملك اجندات متعددة تستطيع ان تحارب بها امريكا او انها تبقى على لغتها الدارجة و بالتالي ترضخ لمطالب امريكا بالانسحاب من العراق و سوريا و لبنان و اليمن و تقف عند حدودها المرسومة و التنازل عن السلاح النووي بالالتزام بالاتفاقيات المبرمة في هذا الشأن و تعترف بعدم قدرتها على المواجهة و ان مقتل سليماني كشفت كل اوراقها . فيما اذا تم اضافة الرأي القائل بأن سليماني اصبح كبش فداء لأسراره التي كان يمتلكها طيلة فترة عمله في المواقع المتعددة و ان قوة ايران و اثبات الوجود تكمن في الرد و إلا سيكون مصيرها التآكل و الحروب الداخلية مثل سوريا و العراق و غيرها من البلدان .

2 Comments on “بعد سليمانى ايران تحت التجربة- عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي”

  1. ** من ألاخر
    ١: صدقني لن تقوى على فعل شئ ، فالجوعى لايقوون على القتال طويلاً ، وان فعل أذنابهم كحزب ألله فهذا يعني مسح الجنوب اللبناني من لبنان ؟

    ٢: أعتقد ستكون هنالك غارات أمريكية مدمرة لمقرات ولمعسكرات الميليشات العميلة في العراق وسوريا ، كررو قصف أي قاعدة لهم ، وقد فعلو ، وسيضعون الايرانيين في خانة الانتحار الجماعي ، سلام ؟

  2. ” صدقوني ” ….كيف…… نصدقك…..
    من أهم ميزات رجال الدين …..هي الصبر وكلما زادت مرتبته في علوم الدين يجب أن يزداد صبرًا و تحمل …..ولكن الكل شاهد بابا الڤاتيكان وكيف لايتحلى بخصلة الصبر والتحمل لمجرد أمرأة مسكت يده بشده وهو أيضا أعترف بذنبه والرجل أعتذر …… فلا تقارن بعقلك ومنظور رؤيتك بين بابا الڤاتيگان وغيره ……
    أما بخصوص حزب الله والجنوب ، فأنت تتكلم من نفسك …..أسرائيل تعيش الخوف .، لقد دمروا في تموز ٢٠٠٦ …..ولكن النصر حفظ في تاريخ تلك الأيام من أروع صفحاته

Comments are closed.