من ئافرين الى كري سبي مرورا بسريكانيي وشنكال وقنديل الهدف واضح: – سيف دين عرفات

 

 

كتبت على صفحتي في الفيسبوك بتاريخ 15 / 6 / 2020 ومنذ الدقائق الاولى للعملية العسكرية التركية في باشوري كوردستان بأن تركيا بدأت عملسة عسكرية سمتها ب ( مخلب النسر ) ضد أهلنا في الباشوروأضفت بأن ذلك تم بالتأكيد بموافقة بغداد ووسط صمت حكومة كوردستان الفيدرالية، وقلت بأن هدف تركيا من ذلك هو باختصار ابادة الازديين واحتلال بادينان وقسم من سوران والتمهيد لاحتلال كركوك والموصل ومعبر سيمالكا وخنق روزئافايي كوردستان.

مر اسبوع بالكامل على تلك العملية وكانت البداية هو الهجوم الجوي الكثيف على المائات من القرى والاماكن وبشكل خاص مخيمات الازديين المحمية من قبل الامم المتحدة من الناحية المعنوية والنظرية.

جاء الهجوم في اعقاب زيارة رئيس الميت التركي هاكان فيدان الى بغداد بزيارة سرية لوضع خطط خبيثة للقضاء على المكاسب المتحققة في الباشور، وبعد استلام رئيس الوزراء العراقي الكاظمي منصبه بعدة أيام، وبعد ما كنا نسمعه من وراء الكواليس من امور خطيرة جدا على مستقبل الكورد في الباشور، على سبيل المثال إصدار محافظ بابا گور گور قرارا سريا لطرد الكورد من كركوك وجلب العرب والقيام بتغيير ديموغرافي على غرار ئافرين وگري سپي وسريكانيي في روژئاڤا والتخطيط لإحتلال المنافذ الحدودية في الباشور وحل الپيشمركة، انها أمور خطيرة وفرمان بعودة الكورد الى المربع الاول والعودة الى الحرب الكوردية العربية العفلقية البعثية.

بعد مرور يومين من ابراز تركيا لعضلاتها العسكرية قامت بالتزامن مع القصف الجوي بعملية برية سمتها ( مخلب النمر ).

من المعروف بأن داعش قام في صيف عام 2014 م بالهجوم على شنكال وقراها مقترفة أبشع المجازر بحق الازديين والآن وفي خضم رجوع المائات من العوائل الازدية الى شنكال تقوم تركيا بهاتين العمليتين والهدف هو ابادة الازداهيين في شنكال وانهاء وجودهم في كوردستان اي ان تركيا تقوم باكمال مهمة داعش، تركيا تقوم بكل ذلك تحت ذريعة محاربة حزب العمال الكوردستاني.

وعند بداية العملية العسكرية بتاريخ 15 / 6 / 2020 م كتب وزير الدفاع التركي على التويتر ( بدأت عملية مخلب النسر. طائراتنا تقوم بهدم الكهوف فوق رؤوس الارهابيين)، وهكذا بدأت العملية بقصف جبال قنديل وسنجار في باشوري كوردستان وسط تهليل خلوصي آكار وأردوغان بانتصاراته الوهمية.

منذ انطلاقة الثورة في آب من عام 1984 م وحتى الآن كانت الحكومات التركية كلها وبدون استثناء تقول بأنها مسألة ساعات وايام وأشهر وسنقضي على هؤلاء الارهابيين بحسب مفهومهم، ولكن تبين عمليا استحالة القضاء على ال ب ك ك لاسباب لست بصدد ذكرها الآن ولكن العقود التي مرت هو خير دليل تاريخي على ذلك.

ومن المعروف بأن تركيا أنهت من طرف واحد العملية السلمية التي كانت جارية بين ال ب ك ك وتركيا في عام 2015 م ومن وقتها لا تتوانى الدولة التركية بقصف جبال قنديل وباشوري كوردستان وشمال كوردستان بين فترة واخرى وسط صمت العراق الفيدرالي ومساعدة ايران لتركيا وقصف تلك الاماكن بالتزامن مع العميات العسكرية التركية، وحزب ال ب ك ك يقوم ايضا بالعمليات ضد العسكر التركي انتقاما لذلك، والاماكن التي تم قصفها سابقا منذ انهاء المفاوضات السرية هي كثيرة جدا اعتبارا من ئافرين وكري سبي وسريكانيية التي تم احتلالها جميعا وصولا بمناطق حول اربيل والموصل وشنكال وجبال قنديل وشمال كوردستان.

في عملية مخلب النمر التي بدأت يوم الاربعاء الماضي هاجمت القوات البرية باشوري كوردستان بكل قوتها العسكرية بواسطة الآليات العسكرية الثقيلة وقوات الكوماندوس والطائرات الحربية والهليكوبتر والطائرات المسيرة، وبالتزامن مع كل هذا قامت تركيا بأقسى الاجراءات ضد الكورد وحزب ال ه د ب حيث تم اقالة العديد من رؤوساء البلديات وتعيين ازلام اردوغان وبالقوة بدلا منهم كما تم سجن العديد من برلمانيي ذلك الحزب علما بأنهم يمتلكون حصانات دبلوماسية وذلك خوفا من المظاهرات المعارضة التي قد تتم في اعقاب العمليات العسكرية.

اذن العملية العسكرية تستهدف بشكل خاص الازداهيين الذين تعرضوا لفرمان داعش عام 2014 م حيث نفذ داعش اقذر انواع المجازر والمذابح التي تندى لها جبين الانسانية وبحسب ارقام الامم المتحدة تم انهاء حياة خمسة آلاف يزيدي ويزيدية وخطف اكثر من سبعة آلاف اطفال ونساء وصبايا حيث تم اغتصابهم وسبيهم واستعبادهم وبيعهم في سوق النخاسة امام مرأى العالم والمجتمع الدولي، والعمل الوحيد الذي ساعد على انقاذ حياة عشرات الآلاف من الازداهيين هو قيام وحدات من ال ي ب ك وال ي ب ز حينها بعمل بطولي وفتح ممر آمن في جبال شنكال وروزئافا لانقاذهم.

والآن وجروح الازداهيين لم يلتأم بعد تأتي هذه العملية التركية ضدهم تحت حجج وذرائع تركية وهمية وكاذبة.

ومن هذه الحجج قول اردوغان بأن ال ب ك ك قام في الاشهر الماضية بالهجوم على القوات الامنية والشرطة من قواعدها في شمال العراق بحسب مصطلحه، علما بأن الواقع هو عكس ذلك على مبدأ ضربني وبكى وسبقني واشتكى، ومن حججه الاخرى قوله بأن العمليات العسكرية هي شرعية لانها ضد ارهاب ال ب ك ك للقيام بتحييد عناصرها التي هي خطر على الامن القومي التركي، ولكن الواقع هو ان اردوغان قام بهذه العملية لتحقيق الاهداف المذكورة اعلاها اضافة الى نقل ازماته ومشكلاته الداخلية ومنها الازمات الاقتصادية الى خارج تركيا في سبيل تقوية حكمه والتمسك بالكرسي الى نهاية عمره.

الآن مر اسبوع كامل وهذه العملية تكلفتها باهظة وبدأت الاصوات ترتفع عالية ضد اردوغان في الداخل والخارج، فعلى سبيل المثال أعلن أحمد ابو الغيط رئيس جامعة الدول العربية بأن العملية التركية تنتهك سيادة دولة العراق، كما ان الحكومة العراقية وبرلمان كوردستان ادانتا العملية واعربت الحكومة العراقية عن انزاعجها من القصف وخاصة ان ذلك تم ضد معسكرات اللجوء في مخمور وسنجار.

يبقى ان اقول بأن الناتو والاتحاد الاوربي لا يزالان صامتان وبدون موقف حتى لحظة كتابة هذه السطور، وفي النهاية اعتقد بأن العملية العسكرية ستفشل كما فشلت غيرها على غرار عملية عام 2008 م الا ان تركيا ستحصد نتائج ذلك باقامة قواعد عسكرية جديدة بالاضافة الى القواعد القديمة في كوردستان التي يزيد عددها عن عشرين قاعدة عسكرية.

 

سيف دين عرفات – ألمانيا – في – 22 / 6 / 2020 م