لماذا تخلفنا عن العالم – احمد موكرياني

 

دأبنا نحمل فشلنا وتخلفنا على الآخرين ونخشى ان نسمي الأحداث وشخصياتها بأسمائها، تربينا ان نخاف من المعلم بدل ان نحترمه ونخاف من القانون بدل ان نلتزم به، ونخاف من الشرطي ومن المركز الشرطة ومن العسكري ومن المدير الإداري في كل مؤسساتنا، وكأنهم النخبة لهم السلطة وعلينا الطاعة، ونخاف المطالبة بحقوقنا او ان ننتقد خطأ الحكومة لأن كل من يطالب بحقوقه يعاقب ويسجن او يقتل. فلا توجد عائلة في منطقتنا لم يفقد فردا او افرادا ظلما من قبل القوى المتسلطة داخليا او القوى الغازية الخارجية، ان كانت من الجوار او عملائها او من عبر البحار والمحيطات، فقد تلقيت اكثر من تحذير من عزيز وصديق ان لا اكتب واترك الكتابة، فلست كاتبا اعتاش من الكتابة وثقافتي علمية بحتة لا علاقة لها بالأدب ولكني اعشق الأدب العربي دون ان اتقيد بقواعدها لأني لا احب القيود عندما اصور ما اشعر به بالكلمات، ومن يبحث عن القواعد لا يمكن ان يكون حرا في التفكير، ولست عربيا ولكن معظم اصحابي واصدقائي عربا ومن معظم البلدان العربية بتسمياتها، وتعودت الصدق مع نفسي واعبر عما بنفسي دون خوف او رياء ان كنت ماسكا لقلمي او ناقرا على اللوحة المفاتيح او ان كنت جالس امام ملك او رئيس، فقد جالست واعتذرت عن مجالسة بمن يحلم الآخرون مجالستهم دون ان اهابهم او اخشى من عدم رضاهم، وراسلت رؤساء الدول والحكومات والمنظمات العالمية دفاعا عن شعبي او عن الشعب اليمني الذي اكن له كل حب واحترام، او طالبا للتدخل بعدم تنفيذ اعدام مناضل احترمه.

 

لماذا تخلفنا عن العالم:

  • الاستعمار: اُستعمرت منطقتنا من قبل العرب والترك المغول، فأصبحوا هم أصحاب الأرض، اما المواطنون فاصبحوا هم الأقليات كما هو الحال في أمريكا وكندا وأستراليا، وزيفوا التاريخ بأنهم جاؤوا فاتحين ولم يكونوا غزاة، فإن كنتم فاتحين فلم هَجرتم أصحاب الأرض من مدنهم وقراهم وحرمتم أصحاب الأرض من حقوقهم وحرمتم عليهم ثقافاتهم ولغاتهم وفرضتم عليهم الضرائب لخزائن الخليفة والسلطان وحرمتم المساوات معهم التي هي من المبادئ الأساسية في الدين الإسلامي الحنيف، حيث رفعتم رايته في غزواتكم وغيرتم ديمغرافية مواطن الشعوب بالقوة وبالمحفزات للغزاة للإقامة في الأراضي المهجرة منها اصحابها، وعملية تعريب وتتريك وتفريس مازالت مستمرة في كردستان العراق وإيران والأناضول والشام وعملية التهميش مستمرة للأمازيغ في شمال أفريقيا، وعملية التطهير المذهبي من قبل المليشيات الإيرانية في العراق جار دون حياء او ردع.
  • التخلف:
    • جاءنا البدو (الأعراب) الجزيرة وبقوا متخلفين الى يومنا هذا دون ان تؤثر فيهم الحضارة ولا التعاليم الدين الإسلامي، فمازالت العصبية القبلية مدعاة فخر للعشائر، ويلبسون الغترة والعقال وكأن الحضارة توقفت عند المرابع البدو ويقضون مشاكلهم وخلافاتهم بالفصل العشائري خارج قوانين الدولة وشرائعها، ويحملون السلاح خارج سلطة الدولة.
    • وجاءنا الفرس بالمذهب الصفوي المحرف عن الدين الإسلامي الحنيف للنيل من العرب ومن الدين الإسلامي انتقاما من المسلمين لقضائهم على الإمبراطورية الفارسية، واتخذوا من عبادة القبور والكهنة (أولياء البدعة) واختلاق معجزات لأئمة آل البيت سلام الله عليهم ما لم يقم بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لبث الفرقة بين المسلمين بتأليه آل البيت عليهم السلام وتفضيلهم على الأنبياء والمرسلين.
  • التجارة بالدين الإسلامي: انتعشت التجارة بالدين منذ عهد معاوية بن ابي سفيان والعهد العباسي والعهد التركي المغولي العثماني، فبدعوى نشر الدين الإسلامي برروا لغزواتهم للجمع الغنائم والسبايا وجمع الجزية (الضريبة) بدل تطوير الزراعة والصناعة ليقدموا نموذجا للعالم ليحتذو بهم الكفار والمشركين ويدخلون الدين الإسلامي طوعا لا كرها، كما فعل اليمنيون (عرب اليمن احفاد سام ابن نبي الله نوح عليه السلام) في الدول في شرق آسيا عن طريق التجارة بالصدق والإخلاص والأخلاق الحميدة للذين استوطنوا في اندونيسيا ودول شرق اسيا، فأصبحت اندونيسيا اكبر دولة إسلامية بعدد نفوسها اكثر من 270 نسمة دون ان تغزوها الجيوش الأعراب والمغول الترك ودون سبي نسائها واستعباد رجالها او فرض الجزية عليهم. ادعوا الله ان يعيد الرشد الى اهل اليمن من اللذين انخدعوا بالبدعة الصفوية والتصنيف السلالي لمن يدعون انهم من آل البيت وسلالتهم اعلى مكانة من بقية اليمنيين ولهم الإمارة والخمس، وتناسوا السنوات العزلة والتخلف في الأيام الإمامة المتوكلية، حيث كانوا يعيشون في العصور الوسطى والعالم في القرن العشرين.
    • ان النموذج العراقي بعد 2003 مثال واضح للتجارة بالدين، حيث أصبحوا الحفاة من القيادات الأحزاب والمليشيات الإيرانية أثرياء بعد ان اتى بهم الغازي الأمريكي ليمنع تقدم العراق تكنلوجيا ونوويا، فهم الآن ينافسون أغنياء العالم في ثرواتهم وبطائراتهم الخاصة، فسرقوا الأموال الشعب العراقي ومنعوا تطوير الزراعة والصناعة في العراق لينعشوا تجارة اسيادهم في جمهورية إيران، والشعب العراقي يعاني من فاقة العيش والجور والتهجير والقنص والخطف لأبنائه من قبل المليشيات العميلة لإيران.
  • سوق استهلاكية للبضائع والأسلحة: ان اسواقنا تدر المليارات الدولارات على الاقتصادات إيران وتركيا والدول الغربية، فليس لدينا في العراق ما نتباه بها سوى الأرقام القياسية لسرقة اموالنا من قبل حكامنا والمليشيات الإيرانية، اما الدويلات الخليج فتتباها بالصفقات التجارية للأسلحة بالمليارات الدولارات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وببناء اعلى البنايات يصممها ويبنيها مهندسون غربيون واعلى النافورات المياه باستخدام مضخات مصنوعة ومستوردة لهم من الغرب وبأكبر سجادة مصنوعة في إيران وبأغلى السيارات يقودها شبابهم المدللون في العواصم الدول الأوربية، ولكنهم لم ينتجوا علاجا للأمراض المزمنة في بلداننا وخاصة العلاجات التي توقظ عقولنا من غفوتها لتلحق بالعالم المعاصر.

كلمة أخيرة:

  • ان جائحة كورونا اخرت سقوط النظام العراقي، ولكنها كشفت عن زيف النظام بسبب الانهيار الاقتصادي، وكشفت عن حرامية القرن الحادي والعشرين اللذين تاجروا بالدين وبالدماء الشهداء ليصبحوا تجار وملوك وأمراء دون ان يتوجوا، فأتحدى أي مسئولا او قيادي حزبي يستطيع التجول في أسواق بغداد او اية مدينة عراقية شمالا او جنوبا او شرقا او غربا دون حراسة واطقم مسلحة بكل أنواع الأسلحة، ان إيام النظام العراقي أصبحت معدودة وسقوط النظام سيكون اقتصاديا وشعبيا، فلا يمكن للخونة والعملاء والحرامية التغلب على الشعب مؤمن بحقه، هكذا روى لنا تأريخ الأمم نهاية الخونة والعملاء بصفحاته السوداء في ذيل الصفحات المشرقة للأبطال والشرفاء اللذين قاوموا الظلم والاستعمار.

 

3 Comments on “لماذا تخلفنا عن العالم – احمد موكرياني”

  1. استاذي العزيز ,احمد موكرياني اشكر قلمك واحيي شخصيتك وقلة نادرة من الكورد امثالك عندنا نحن الكورد فلك مني الف تحية وتقدير واحترام

    1. شكرا دكتور مامو على تقديرك لكتاباتي واعتز بهذا التقدير اجل تقدير ويزيد يقيني بما اؤمن به في الاستمرار وان شاء الله اكون عند حسن ظن الجميع

  2. Maybe the most important thing to ask ourselves as Muslims, is this one:

    Why we are priesting for a God who allowes to slave an another human kind, and we still are hollifing a pedophilic prophate names Muhammed …. !!!

    I’m daring all Muslims to be honest with themselves, and then try to answer the question.

Comments are closed.