السفير الأميركي لدى روسيا يرفض المغادرة

رفض سفير الولايات المتحدة في روسيا، جون سوليفان، مغادرة البلاد، رغم دفع الكرملين له للعودة إلى وطنه بعد عقوبات جديدة فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن على موسكو، بحسب ما نقل موقع “أكسيوس” عن مصدرَين مطلّعين على الوضع.

وكانت واشنطن أعلنت، الخميس، سلسة عقوبات شملت طرد عشرة دبلوماسيين روس وحظرا على البنوك الأميركية لشراء ديون مباشرة صادرة عن هذا البلد بعد 14 يونيو.

وردت موسكو، الجمعة، بطرد عشرة دبلوماسيين أميركيين وفرض قيود مختلفة من شأنها أن تعرقل عمل البعثات الدبلوماسية الأميركية في روسيا، فضلاً عن حظر المؤسسات الأميركية والمنظمات غير الحكومية على أراضيها بسبب “تدخلها العلني” في السياسة الروسية الداخلية.

لكن الروس لم يطردوا سوليفان. وبدلاً من ذلك، استدعاه الكرملين للقاء مسؤول كبير في السياسة الخارجية، يوري أوشاكوف، الذي أوصاه بالعودة إلى واشنطن للتشاور مع مسؤولي بايدن، وفقا لأكسيوس.

وكانت روسيا استدعت سفيرها لدى الولايات المتحدة، الشهر الماضي، للتشاور بشأن مستقبل العلاقات مع واشنطن، في خطوة جاءت بعدما قال بايدن إن بوتين “سيدفع الثمن” لتدخله المفترض في الانتخابات، مبديا موافقته على التقييم القائل إن بوتين “قاتل”.

وجهة نظر سوليفان، وفقًا لأشخاص مطلعين على تفكيره، هي أنه إذا أراد بوتين أن يغادر، فسيتعين عليه إجباره.

ويأتي تبادل فرض العقوبات في وقت واصلت العلاقات بين الخصمين الجيوسياسيين تدهورها على خلفية اتهامات الولايات المتحدة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020 والتجسس وتنفيذ هجمات إلكترونية.

ويأتي هذا في الوقت الذي تشدد فيه روسيا على أنها منفتحة على فكرة عقد قمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن.

ودانت الولايات المتحدة، الجمعة، “التصعيد المؤسف” من جانب موسكو. وقال متحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة “ليس من مصلحتنا الدخول في حلقة من التصعيد، لكنّنا نحتفظ بحقّ الردّ على أيّ عمل انتقامي روسي ضدّ الولايات المتحدة”.

منذ وصوله إلى الحكم، تعهّد بادين بأن يكون أكثر صرامة حيال روسيا من سلفه، دونالد ترامب، المتهم بالتهاون مع الرئيس الروسي.

واقترح بايدن مطلع الأسبوع على الرئيس الروسي عقد قمة في دولة محايدة.

وقال الخميس: “حان وقت خفض التصعيد”، معتبراً أنه من الضروري عقد لقاء ثنائي “هذا الصيف في أوروبا” من أجل “إطلاق حوار استراتيجي حول الاستقرار” في مجال نزع الأسلحة والأمن.

في المقابل، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن “بوتين تحدث (أولاً) عن ضرورة تطبيع العلاقات وخفض التصعيد. يتحدث عن ذلك بشكل مستمرّ. إنه موقف مقتنع به”.

وأضاف “من وجهة النظر هذه، فإن تطابق وجهات نظر الرئيسين هو أمر إيجابي”، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود نقاط خلافية عدة بين واشنطن وموسكو.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية أنها تنظر بـ”إيجابية” إلى مقترح البيت الأبيض عقد القمة بين بوتين وبايدن رغم التوتر بين البلدين وسط العقوبات المتبادلة وحشد روسيا قواتها قرب الحدود الأوكرانية.