في رحيل ميشيل كيلو كرديآ- بيار روباري

 

 

سمعت بالراحل “ميشيل كيلو” بعد أن ورث القاتل بشار الأسد البلد من أبيه المجرم، مثلما سمعت بأسماء أخرى من المعارضين للنظام الأسدي السفاح.

في العموم كنت أتفق معه حول الموقف من النظام الطائفي والأمني، الذي بناه حافظ الأسد على مدى أربعين عامآ. وبرأي كان محقآ عندما طالب بالإصلاح التدريجي لأنه كان يعرف النظام معرفة جيدة، وقد إختبره بنفسه ودفع سنوات من عمره ثمنا لمواقفه السياسية المنتقدة للنظام الأمني، وأدرك صعوبة القضاء على النظام عسكريآ، وأن أي تمرد عليه يعني سحق الشعب السوري بالدبابات، وهذا ما فعله النظام حقآ بالشعب السوري، ودمر البلد عن بكرة أبيه، وإرتكب مجازر فظيعة للغاية بحق المخالفين له.

 

ميشيل كيلو، كان معارضآ جريئآ وبقيا على مواقفه طوال حياته السياسية وكان نظيف اليد، بخلاف الأكثرية الساحقة من المعارضين السوريين الذي نخر وينخر الفساد بهم. وكان ميشيل من أنصار الديمقراطية والعدالة الإجتماعية، بحكم خلفيته الماركسية وعضويته في الحزب الشيوعي السوري التي لم تدم طويلآ، ودراسته في المانيا الشرقية.

 

وعندما إنطلق “ربيع دمشق”، كان في مقدمة المشاركين فيه ومن صناعه، ومن الموقعين على إعلان دمشق. وكان يدعوا إلى منح الكرد حقوقهم الثقافية وحل القضية في إطار الحل الوطني. وسجن مرات عديدة من قبل نظام الأسدين، ورغم ذلك لم يرضخ للنظام ولم يلتزم الصمت.

عندما اندلعت الثورة السورية السلمية عام 2011، مطالبة بالحرية والكرامة، وجد ميشيل كيلو وأخرين من المعارضة مثل (الراحل مشعل تمو، كمال اللبواني، مأمون الحمصي، رياض سيف، أنور البني، ..) أنفسهم جزءً طبيعيآ من الثورة، وإعتبروها ثورتهم وإنضموا إليها بشكل طبيعي. وأصبح السيد كيلو أحد أبرز وجوه المعارضة السورية أيام الثورة وأحد المعبرين عنها بإسلوبه المعروف.

 

ميشيل كيلو والعديد من اليساريين السوريين، أخذوا في السنوات الأخيرة من حياتهم السياسية، يزاودون على البعثيين من أزلام النظام الأسدي – العفلقي في المسألة القومية، حقيقة لم أستطع فهم هذا التغير السلبي والتراجع الفكري، في فكر ومواقف ميشيل واللبواني وأخرين مثلهم.

حتى وصل به الأمر إلى حد التطرف “القومي” بكل معنى الكلمة، حيث خرج على التلفاز وأخذ يتهجم على الشعب الكردي في غرب كردستان وقياداته السياسية، بشكل عنيف وتلفظ بألفاظ كتلك التي تلفظ النازيين الألمان بها عندما كانوا يتحدثون عن اليهود أي”إبادتهم وحرقهم”!!!

هذا الكلام العنصري البغيض والمرفوض بشكل قاطع، مسجل وموجود على الشبكة العنكبوتية، إستفز الشعب الكردي بشكل كبير، وكان محل إدانة وإستنكار واسعين من قبل كافة شرائح المجتمع الكردي، ورد عليه الكثيرين من المثقفين والكتاب والشعراء الكرد وأنا واحد منهم، وذلك في إطار الأدب والقانون والإحترام، ومواجهته بالحجة والبرهان.

 

السؤال الذي كان وما يزال:

إذا كان اليساريين السوريين والليبراليين يهددون الكرد بالحرق والإبادة، إذا طالبوا بيفدرالية أو دولة مستقلة لهم! فماذا تركوا للمتطرفين والإرهابيين الإسلاميين والقومجيين العنصريين العرب؟

ثم كيف يمكن للكرد بعد كل ذلك ،الثقة بالمعارضة السورية والتعايش معها في بلد واحد مستقبلآ؟

 

في الختام، أتمنى على أبناء شعبنا الكردي، عدم الشماتة في شخصٍ قد توفى الله، وليس من الشهامة والرجولة بشيئ الشماتة في ميت. عندما كان ميشيل حيآ يرزق، ردينا عليه وبقسوة وأنا واحد منهم، لأنه كان بإمكانه الدفاع عن نفسه.

 

21 – 04 – 2021

3 Comments on “في رحيل ميشيل كيلو كرديآ- بيار روباري”

  1. تحياتي لك يا استاذ الكريم. فلماذا الكورد لم يكونوا عنصرين قومية و وطنية و هل الكورد بشكل حضاري و ديمقراطية سوفة يتحررون و يحررو الطن . الجواب كلا . وهل الكورد بل خطابات و ليقاءات و استقبالات سوف يتحررون و يحررو الطن . كلا . و أليس بالتوحد يتحرر اوطان و أليس بالعنصرية والتعصب قومية يتحرر اوطان .

  2. راح فطيسا و عقبال بقية القطيع و لم و لن اترحم على كل من قال بكلمة سوء او اساء ولو طفل كوردي….

  3. سيظل الكوردي الساذج يستغرب من تغيير موقف أعدائه. ايها الكوردي المسكين يجب أن تعرف أن عدوك اذا بادلك ببعض المودة فاعلم انه يعرف انك في قبضته ويريد أن يستدرجك لغايات دنيئة وعندما يعلم انك يمكن أن تنال بعض من حقوقك فإنه يصبح ن أشد اعدائك. الغريب ليس في هولاء الاعداء ولكن المصيبة الكبرى انه يوجد من الكورد من يحب عدوه في أشد حالات العداء كما هو حال الكورد الايكرتو مع اردوكان. الغريب أن عائلة البارزاني ماضية في بيع كردستان عن طريق بناء الشقق بالآلاف وبيعها للعرب. الغريب في الجهلة الببكة اللذين يقنعون الايزيديين انهم ليسوا كوردا في سنجار.

Comments are closed.