أنا شخصيآ لا أحمل النظام الأسدي القاتل، مسؤولية الأحداث الدامية الأخيرة في مدينة قامشلو الكردية البارحة (يوم الأربعاء)، ولا الإشتبكات التي سبقتها في كلتا المدينتين الكرديتين بين الكرد وعصابات النظام الأسدي. قد يستغرب البعض كلامي هذا، لكن عندما يقرأون المقالة حتى نهايتها، أنا واثق هذا الإستغراب سيزول.
من يأتي بأفعى سامة إلى داره، ويتركها تتحرك بحرية في أرض الدار، عليه أن يدرك بأن الأفعة السامة ستلدغ كل من الدار، وكل من يقترب منها أو يغفل عنها. وهذا بالضبط ما فعله حزب (ب ي د)، بإبقائه على بؤر “سامة” تابعة للنظام المجرم مع تماثيل الطاغية حافظ الأسد، في مركز كل من مدينة قامشلو والحسكة.
ويتهرب قادته من الإجابة على تساؤلات الشعب الكردي وخاصة من أبناء المدينتين والمثقفين الكرد، عن سبب تمسكهم المميت بالإبقاء على بؤر تابعة لهذا النظام المجرم في أكبر مدينتين كرديتيين في غرب كردستان!! يبررون إبقائهم على نقاط أمنية للنظام في كلتا المدينتين، بحجة حاجتهم للنظام فيما يتعلق بالمعاملات وإخراج الشهادات ومعالجة الناس في مشافي النظام بدمشق وحلب.
هذا مجرد كلام سخيف وفارغ لا معنى له ولا قيمة وغير حصحيح على الإطلاق، وهم أجبن من يتجرأوا على قول الحقيقة. الحقيقة أنهم وقعوا على وثائق وإمور غير مشرفة وغير وطنية كردية، أثناء تسليم النظام المنطقة الكردية لهم، ثم مدهم بالسلاح والمال. النظام الأسدي لم يسلمهم المنطقة الكردية ببلاش ولوجه الله، هذا مجرد كذب في وضح النهار. ثم خرجوا علينا بمقولة “ثورة روزأفا”، وهي كذبة ثانية للتغطية على تعاملهم مع النظام، أي ثورة وأي تعتير.
ثم ضد مَن ثرتم في المناطق الكردية التي إنسحب منها النظام الأسدي وسلمكم أياها بشروط؟؟ أنتم ثرتم على الشباب الكردي الثائر ضد النظام الأسدي القاتل، لقاء منحكم حكم المنطقة مؤقتآ حسب تقديره. وإلا كان بإمكان جلال الطالباني ومسعود البرزاني، اللذان فرض سلطتهما على المناطق التي إنسحب من قوات وأجهزة صدام “بالثورة” دعوكم من هذا التهريج.
ولا يمكن التفوه بمثل هذه الخزعبلات سوى أناس فقدوا وعيهم وإحترامهم لأنفسهم، لأن الجميع يعلم هناك ثورة واحدة في سوريا، وهي ثورة الشعب السوري بأسره، والتي فجرها أطفال “درعا” والكرد كانوا جزءً منها لفترة معينة، وحزب العمال الكردستاني من خلال فرعه السوري، منع الكرد بالقوة الإستمرار في الثورة السورية، هذه هي الحقيقة.
إن بقاء هذه البؤر “الأمنية السامة” في مدينتي الحسكة وقامشلو الكرديتين ومعهم المستوطنيين العرب،
سيبقي الوضع متوترآ وغير أمن وقابل للإنفجار والإشتعال في أي لحظة، والضحية هم أبناء شعبنا الكردي المسالمين، وهذا ما يعلمه القاصي والداني.
السؤال: ما الفائدة السياسية من الإبقاء على هذه البؤر الأمنية السامة التابعة للنظام الأسدي المجرم؟
لا فائدة على الإطلاق لا الأن ولا في المستقبل، ويمكن للمنطقة الكردية العيش من دون هذه البؤر السامة التي يستخدمها النظام ضد الكرد وتعريض أمنهم وحياتهم للخطر اليومي، هذا عدا عن شبكات التجسس التي زرعها النظام في صفوف قيادات الأحزاب الكردية دون إستثناء، وبين صفوف المستوطنين العرب والمواطنيين الكرد.
إقليم جنوب كردستان مر بنفس التجربة وهو الخروج عن سيطرة النظام المركزي، وإستطاع العيش دون اللجوء إلى الإبقاء على بؤر أمنية صدامية في مدينتي السليمانية وهولير. حتى قام بتميز عملته (الدينار) عن ذاك المتداول في مناطق النظام العرقي، أيام المجرم صدام حسين، وذلك من خلال ختمه بختم خاص، كي لا يتأثر بتقلبات سعر العملة العراقية في مناطق صدام. إخوتنا في جنوب كردستان كانوا أيضآ محاصرين من قبل تركيا وإيران ونظام صدام. ولهذا ما يسوقه قادة (ب ي د) في جلساتهم الخاصة من مبررات، مجرد هراء وضحك على الذقون ويخدعون أنفسهم.
ما الحل؟
الحل بكل بساطة، هو إنهاء هذه البؤر”الأمنية السامة” بشكل كامل وبالقوة، وطرد كل المستوطنيين العرب من كلا المدينتين والمدن الأخرى، ومحاسبة ومحاكمة عملاء النظام الأسدي وسجنهم بما فيهم عملاء النظام من الكرد. هكذا يمكن الحفاظ على حياة أبناء شعبنا الكردي في المدينتين، وتنظيفهما من القذارة والسموم البعثية العفلقية والنظام الأسدي الطائفي المجرم.
في الختام، إراقت دماء أي مدني أو عسكري كردي على يد عصابات المجرم بشار، هي في رقبة قادة حزب (ب ي د) والمتحالفين معه.
22 – 04 – 2021
Dest xwesh.
للاطلاع
التراث الكردي ومصيره- بيار روباري
http://sotkurdistan.net/2021/04/20/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D9%87-%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A/
تعليقي أدناه:
“كاك بيار روباري المحترم
تحية
أحسنت اختيار الموضوع وابدعت في التعبير عنه مستهلا بالتعاريف أولا، ثم التحليل الموضوعي والاختتام بترجمة المفردات الكردية الى العربية والانجليزية. ملاحظة: “لوتك خانه“ جديدة عليّ كناطق بالسورانية. “زورخانه“ مفردة ايرانية مشتركة وأترجمها الى gymnasium. أقترح لادارة الموقع تبنيه كنموذج للمقالات التي غالبا تفتقر الى هكذا اسلوب في التعبير. بل هي تفسير وتأويل للأحداث والقضايا من منطلق الاراء الشخصية.
ودمتم سالمين
محمد توفيق علي”