كركوك الحقائق والوقائع التاريخية تتكلم عن أصالتها الكوردية وعراقتها الكوردستانية ١٣/٢١- محمد مندلاوي

 

ونظيف على ما تقدم، أن هناك عشرات الموسوعات والمصادر العالمية تقول صراحة:إن كركوك مدينة كوردية وكوردستانية. جاء هذا الطرح الأكاديمي في البحث الذي نشره قبل عدة أعوام الأستاذ (أحمد عزيز). من هذه الموسوعات: الموسوعة الدانمركية التي تقول:كركوك مدينة حقول النفط، تقع في شمال شرقي العراق، وهي جزء من كوردستان. وكذلك تقول الإنسكلوبيديا النرويجية: كركوك مدينة في كوردستان العراق. وأيضاً الموسوعة الألمانية تقول:إن كركوك ضمن كوردستان تاريخياً. تقول الموسوعة العربية العالمية: تعد كركوك عاصمة المجموعات الكوردية في الشمال. كما جاء ذكر كركوك في المجلد السادس من مجلة القفقاس للجمعية الجغرافية الملكية الروسية، استناداً إلى المعلومات التي ذكرها ونشرها المهندس الروسي (سوسيب يوسف) المعروف بـ(جيرنيك)على أثر زيارة التي قام بها للمنطقة بين سنة 1872- 1873م لدراسة إمكانية الملاحة النهرية في حوضي دجلة والفرات، قدر سكان كركوك في ذلك التاريخ بـ(12- 15) ألف نسمة، مؤكداً باستثناء (40) عائلة أرمنية فأن باقي السكان هم من الكورد. أيضاً الموسوعة البريطانية في مادة كركوك تقول:إن مدينة كركوك تقع على مشارف سفوح جبال زاگروس بإقليم كردستان. وذكر كركوك كمدينة الكوردية العلامة الإيراني (علي أكبر دهخدا) في موسوعته اللغوية (لغت نامه دهخدا) ج 12 ص 18278: اين شهر كُرد نشين واز مراكز استخراج وتصفيه نفت است 65,000 جمعيت دارد= هذه المدينة سكنتها من الكُرد، وهي واحدة من مراكز استخراج وتصفية النفط وعدد سكانها 65,000 نسمة. أتلاحظ عزيزي القارئ لم تذكر الموسوعة غير الكورد في المدينة؟. هناك مصدر مهم آخر تحت يدي مترجم باللغة الفارسية ألفه شخصية روسية اسمه (باسيل نيكيتين) كان قنصل روسيا في إيران وكان عضواً في معاهد ومراكز علمية عديدة في أوروبا. يتحدث المؤلف في ص 619 في فصل بعنوان: فهرست مدارس قرآنى (علوم قديمه) در شهرها وآباديهاى كُردستان = جدول للمدارس القرآنية في المدن والقرى الكوردستانية. بعد أن يذكر المؤلف مدارس عديدة في أربيل (هەولێر) وكويسنجق، ورواندز،يذكر المدارس التالية في كركوك: 1- مدرسة ملا عبد الله 2- مدرسة ملا محمود مزنوي 3- مدرسة ملا عبد المجيد أفندي. ويستمر بذكر المدارس الأخرى في عموم جنوب كوردستان في كل من السليمانية وعمادية وآكري (عقرة) ودهوك الخ. ومن ثم يذكر أيضاً المدارس العديدة في شرق وشمال كوردستان. أدناه أيضاً صورة لخارطة رسمية من العهد الملكي للعراق طبعت عام 1939 لكن، كالعادة السلطة الحاكمة آنذاك وضعت فيها دون وجه حق جنوب كوردستان كجزء من الكيان العراقي الذي تأسس عام 1920على يد البريطانيين (الكفار). على أية حال، وتظهر في الخارطة كركوك كإمارة لقبيلة زەنگەنە (زنكنة) الكوردية وذلك عام 1715م:

جاء في كتاب (قاموس الأعلام) المار ذكره، تأليف الكاتب واللغوي (شمس الدين سامي) 1850- 1904م  الذي تقول لنا المصادر إنه كان يجيد اللغات التالية: التركية، العربية، الفارسية، الإيطالية، الفرنسية، اليونانية ، الرومانية. ومؤلفه يعتبر دائرة معارف عثمانية، يذكر فيها بعض المدن الكوردية كـ: ديار بكر (آمد)، وان، رواندوز، كركوك، سليمانية، كرمانشاه، سنددج. ويصف كركوك كأهم مدن كوردستان. وجاء في نفس المصدر رسماً لخارطة كوردستان وفيها كركوك ضمن كوردستان. أدناه صورة لغلاف الكتاب وصفحة منه جاء فيها باللغة التركية العثمانية التي كانت تكتب بالحرف العربي، وفيها مفردات كثيرة مقتبسة من اللغة العربية، والكوردية يقول:”كركوك كردستانك موصل ولاينتده وموصلك ١٦٠ كيلو متر جنوب شرقيسنده وبر صره تبلوك ألتنده أوله رق واسع بر أووه نك كنارنده و ( وادي أدهم) أوزرنده شهرزور سنجاغنك مركزي بر شهر أولوب،٣٠٠٠٠ أهاليسي، قلعەسي، ٣٦ جامع ومسجدي، ٧ مدرسەسي، ١٥ خاني ،١٢٨٢ مغازه و دكان، دبستاني، ٨ حمامي، نهرك أوزرنده بر كوبريسي، بر رشدية و١٨ صبيان مكتبي، ٣ كليساسي وبر حاورەسي واردر. بر تبەنک أوزرنده بولنان قلعه دروبي إبله قلعه نك آلتنده كى محلاتدن ونهرك صاغ طرفنده كى قسمندن مركب اولدينى حالده، ‌أهاليسينك أوج ربعى كرد وقصورى ترك و عرب وسائره در، ٧٦٠ إسرائيلي و ٤٦٠ كلداني دخى واردر إلخ” الترجمة كما جاءت في كتاب الدكتور (جمال رشيد أحمد) كركوك في العصور القديمة ص 49: كركوك مدينة في ولاية موصل بكُردستان وتقع على بعد ١٦٠ كيلو مترجنوب شرق مدينة موصل ووسط تلول صفراء وعلى واد أدهم وتشكل مركز سنجق شهرزور، عدد سكانها ٣٠٠٠٠ وفيها قلعة و ٣٦ جامعاً ومسجداً و ٧ مدارس و ١٥ تكية وزاوية و ١٢خاناً و ١٢٨٢مخزناً ودكاناً ودبستان -‌ أعتقد يقصد بدبستان روضة الأطفال – واحد و ٨ حمامات وجسر واحد على النهر ورشدية واحدة – أعتقد رشدية بمعنى إعدادية أو كلية- و ١٨مدرسة للصبيان و ٣ كنائس وحاورة واحدة، وفي القلعة المقامة على التل وكذلك في المحلات ( الأزقة) الواقعة تحتها وعلى الجهة اليمنى من النهر التي تتركب منها المدينة نجد أن ثلاثة أرباع السكان هم من الكُرد والبقية هم من الترك والعرب وغيرهم، هناك تعيش ٧٦٠ أسرة يهودية و ٤٦٠ أسرة مسيحية كلدانية الخ، انتهى الاقتباس. إن الكلام أعلاه يضرب على فم أي شخص طارئ على كركوك يعتدي على حدود المنطق والحقيقة الساطعة ويتجرأ ويزعم كذباً وبهتاناً بأن كركوك غير كوردية، أن (شمس الدين سامي) يقول بصريح العبارة: نفوس كركوك 30,000 نسمة ثلاثة أرباعها كورد والربع الباقي ترك وعرب وآخرون. لاحظ عزيزي القارئ، حتى أنه لا يقول تركمان، بل يصفهم بالترك؟؟ حتى الدكتور كما مظهر أحمد في كتابه المذكور ص 82-83 نقلاً عن كتاب وزارة الداخلية مديرية النفوس العامة المجموعة الإحصائية لتسجيل عام 1957. ص 240- 141يكشف العرب الذين كانوا في كركوك إبان الإحصاء عام 1957 يقول: كان في كركوك عرب من مواليد محافظات أخرى كـ: موصل وبادية الجزيرة 5494 شخص. ومن بغداد 4855 شخص. ومن ديالى 37083. ومن عمارة 1847. ومن الناصرية 995. ومن الرمادي والبادية الشمالية 864. من البصرة 3500. من الكوت 343. من الحلة 313. من الديوانية والبادية الجنوبية 224. من كربلاء 75. ومن الدول العربية أكثر من 300 فيكون المجموع 19368:

 

01 06 2021

يتبع

 

3 Comments on “كركوك الحقائق والوقائع التاريخية تتكلم عن أصالتها الكوردية وعراقتها الكوردستانية ١٣/٢١- محمد مندلاوي”

  1. هنالك فرق واضح بين اللهجتين التركية والتركمانية التي هي أقرب الى اللهجة الآزرية منها الى التركية. ثم أن اللهجة التركمانية تتضمن الكثير من المفردات والعبارات الفارسية وكذلك طريقة نطق هذه العبارات, وهذا يدلّ على ان ماضيهم له صلة بإيران وليس بتركيا (هنالك تركمان إيران في منطقة خراسان القريبة من جمهورية تركمانستان). كنتُ مرة أتحدث مع رجل آزربايجاني معمّر كان قد عاش الأربعينات والخمسينات وجزءً من الستينات من القرن الماضي في كركوك, وكان لهم دكان في شارع الأوقاف في مركز المدينة. ونتيجة لعشرته الطويلة في كركوك بين التركمان كان محتفظاً بنقاوة اللهجة التركمانية. كان يحدثني عن ذكرياته في كركوك, وكنتُ أُردد وأنا أستمع اليه مؤيّدا أقواله بعبارة (بالي, . بالي, بالي بابا بالي) أي (صحيح . . صحيح, صحيح يابا صحيح). وكان جالساً بجنبنا شخص من أهل الجنوب, فسألني مندهشاً (هل تحسن الفارسية؟ معتقداً انني اتحدث مع صاحبي بالفارسية). طبعا لم أكن أعرف ان الفرس يستخدمون نفس العبارة و بنفس طريقة النطق . بينما بالتركية العبارة هي (أفيت . . أفيت ) ثم أن إنتساب تركمان كركوك بأنفسهم الى التركمان ليس لصالحهم, فمن السهل جدا لمخالفيهم إخراجهم من سكان العراق, وبأن وطنهم هو تركمانستان, بينما لو إدعوا (وهم لا يدعون) بأنهم ترك لكان ذلك أهون عليهم, فهم على الاقل قريبون من الحدود التركية, ولكونهم من الترك لذلك يطالبون ضمهم الى تركيا. تحياتي.

Comments are closed.