“خاص لصوت كوردستان”
يستمر الدكتور خزعل قائلاً: ما هو رأيك اليهود ليست لهم حضارة.
توضيحي على ما قاله الدكتور أعلاه: في هذه الجزئية لا أتوسع كثيراً، فقط أقول للدكتور أن الحضارة العبرية تجدها في تصميم كتابهم التوراة الذي يعني باللغة العبرية التعليم؟. ثم، لاحظ هذا الكتاب الذي دون قبل آلاف السنين في كتاب بين دفتين؟ بينما القرآن جاء بعد التوراة بقرون عديدة، وعندما جمع دون على الرقاع والأكتاف واللخاف والأقتاب وكان حمل عدة جمال؟. حتى أن النبي محمد حين قضى بين اليهود جاءوا له بكتاب التوراة وضعه على وسادة وقضى لهم به؟. تصور كتاب بين دفتين في ذلك العصر؟ لم يكن حمل جمال وضع على وسادة؟. ثم، أن ما نراه اليوم من علماء يهود الذين لهم فضل كبير على البشرية، بلا شك أنهم امتداد لأولئك اليهود الأوائل أصحاب التوراة الذي كان حافزهم للحصول على الجوائز العالمية وفي مقدمتها جائزة نوبل. لقد وجدت في الموسوعة الحرة أن اليهود الذين حصلوا على جائزة نوبل في الأدب بين أعوام 1901- 2018 عددهم 12 أديبا. وفي الكيمياء بين أعوام 1905- 2006 20 عالم عبري- يهودي حصلوا على جائزة نوبل. وفي الطب وعلم وظائف الأعضاء بين أعوام 1908 – 2011 حصل 40 دكتور عبري – يهودي على جائزة نوبل. وفي الفيزياء بين أعوام 1907 – 1973 حصل 22 عالم عبري – يهودي على جائزة نوبل. وعن جائزة نوبل للسلام بين أعوام 1911- 1995 حصل 9 شخصيات عبرية- يهودية. وفي الاقتصاد بين أعوام 1970- 2008 حصل 20 اقتصادي عبري – يهودي على جائزة نوبل. وفي المقابل حصل العرب الذين نفوسهم تفوق على 300 مليون نسمة على خمس جوائز نوبل للسلام: 1- أنور السادات للسلام. 2- ياسر عرفات. – عندما منح ياسر عرفات جائزة نوبل للسلام قرأت في جريدة سويدية تعليقاً لشباب حزب المدرات – Moderat Partiet قالوا: يجب أن تمنح جائزة نوبل لمن لم يقتل، لا أن تمنح لمن يقول لا أقتل بعد اليوم؟- 3- محمد البرادعي. 4- توكل كرمان. 5- أربعة أشخاص من تونس. وفي الأدب جائزة يتيمة كان قد حصل عليها عام 1988 نجيب محفوظ عبد العزيز. وفي الكيمياء عام 1999 أحمد زويل الذي كان مقيماً في أميركا وتوفى عام 2016.
حقاً أن العنصرية تعمي البصر والبصيرة. إن الدكتور خزعل وغيره من العرب يزعمون أن لا تاريخ ولا حضارة لليهود في إسرائيل،- التاريخ يعني الوجود على الأرض؟- بينما القرآن في سورة المائدة آية 21 يقول لهم: يا قوم اخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم… . إن الأرض المقدسة التي كتبها الله للشعب العبري (اليهود). إن مفسري القرآن أكدوا على هذه الأرض التي جاءت في الآية المذكورة أعلاه كوعد الإله لهم. قال مجاهد:هي الطور وما حوله – طور اسم الجبل الذي كلم الله تعالى موسى عنده أو عليه، وهو طور سينين، أي: طور سيناء. أضف إنه اسم سورة في القرآن- وقال الضحاك هي :إيليا – أحد أسماء أورشليم- وبيت المقدس، وقال عكرمة والسدي:هي أريحا، وقال الكلبي: هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن، وقال قتادة:هي الشام كلها. وهذه آية أخرى في سورة الأعراف رقمها 161 تقول: إن بيت المقدس لليهود: وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين. يقول شيخ المفسرين الطبري: قال أبو جعفر: القرية هي بيت المقدس. أنا لا علي بالصراع الذي بين العرب واليهود، أنا أتكلم عن التاريخ والحقائق الموجودة في بين دفتي الكتب المقدسة وغيرها وما قاله المفسرون.
ويضيف الدكتور خزعل في سرده: ليست بالضرورة كل الشعوب لها حضارة. الأكراد هم أكراد فقط لا غير نقطة على السطر لا هم ميديين ولاهم حيثيين ولا هم ميتانيين. وهذا كله مع الأسف الشديد ناس بسطاء جداً – أنا واحد من هؤلاء البسطاء، لا بل أبسطهم- في الإعلام السومريون أكراد، الأكديين أكراد، وادي الرافدين كله أكراد – يظهر كلامهم يؤثر في الدكتور وغيره من العرب؟- ما يصير يا أخوان لما نحن نبين بهذه الطريقة الأمور. ما يبنى على الخطأ سيكون خطأ في يوم من الأيام. الأكراد شعب متحضر الآن وموجود وعاش وليس قديم جداً، بالمناسبة كان مدغم مع الفرس،هو ما عندنا أعطونا نصوص. حتى ما تسمى حضارة ميدية، لا توجد حضارة ميدية ولا أي أثر لها على الإطلاق لا لغة ولا بناية ولا كتب أي شيء، ما موجود شيء اسمه الفارسية. لماذا نتعب حالنا، أنا أقول لك لا توجد حضارة اسمها عربية، هذا ليس عيباً، مع أن العرب موجودين في الحضر وموجودين في الحيرة والغساسنة وقسم منهم جاء من اليمن، لكن هذه لا تشكل حضارة، الحضارة كما قلت ثانية وعاشرة وألفاً سيستم – قاعدة- جبار يشتغل ليل نهار بتجانس عجيب غريب.
ردنا على ما زعم الدكتور خزعل في الجزئية أعلاه: دعنا عزيزي القارئ نرى ما هي الحضارة التي يتحدث عنها الدكتور؟ لنقرأ ما قاله العالم الذي عرف الحضارة ألا وهو (ادوارد بيرنت تايلور- Edward Burnett Tylor) 1832- 1917م مؤسس علم انثروبولوجيا الثقافية (علم الإنسان) يقول: الكل المركب الذي يجمع بداخله جميع المعتقدات، والقيم، والتقاليد، والقوانين، والمعلومات، والفنون، وأيّ عادات، أو سلوكات، يمكن أن يحصل عليها فرد ما في مجتمع ما. أليس لغالبية الشعوب على كوكبنا الأزرق المفردات الحضارية التي عرفها ادوارد أعلاه؟. وفي سياق كلامه قال الدكتور خزعل: الأكراد شعب متحضر الآن. طيب يا دكتور، لو لم يكن لديه جذور عميقة في الحضارة كيف يتحضر؟ لما لا يتحضر شعب البوشمن؟ لماذا لم تتحضر المجاميع البشرية التي لا زالت تأكل لحوم البشر؟ لماذا لم تتحضر شعب الأبورجيون في أستراليا؟ لماذا لم يتحضر الشعب الذي يحلل قتل الآخر إذا لم يكن على عقيدته؟. مثلاً ، أن القبلي الذي في الصحراء؟ قط لا يتحضر، أتعرف لماذا؟ لأنه لا يملك حضارة، الحضارة فكر وإبداع وعمل،أن الإنسان القبلي يكره العمل فكيف يبني حضارة؟، الإنسان القبلي يعشق الغزو ويحصل على قوت يومه بحد السيف أو بسنان (نصل) الرمح؟. فلذا يشكل هذه الثقافة العنيفة 99% من حياته اليومية، فلذا تجده يعشق العنف والإرهاب ويفجر مراكز تجارية ويقتل آلاف الأبرياء، ويذبح بالسكاكين الصدئة، ويفجر نفسه في سيارة ملغومة في الشوارع والأسواق، ويذبح الأوروبيين الأبرياء في عقر ديارهم بالسكاكين الصدئة دون رحمة إلخ إلخ إلخ، بلا شك مثل هذه الجماعة… لا تعرف الحضارة ولا أختها.
فيما يتعلق بالميديين والميتانيين والحيثيين ردينا عليه في سياق ردنا هذا لا يحتاج أن نخوض فيه مجدداً. نعم أنا أحد الذين يقولون:إن السومريين كورد. وادي الرافدين وادي كوردي، لكني لم أقل الأكديين أكراد. سبق وقلنا، حتى إذا لم يكن هناك مصادر كافية في هذا المضمار ممكن أن نأتي بالقرائن التي يقبلها العلم والعقل والمنطق، ممكن أن نقارن بين اللغة السومرية القديمة واللغة الكوردية اليوم، ممكن أن نقارن بين الأزياء السومرية والأزياء الكوردية اليوم، ممكن أن نقارن بين الأسلحة التي كانت لدى سومر وما لدى الكورد اليوم من سلاح تقليدي، ممكن أن نرى من أين جاء السومريون وأين هم الكورد اليوم؟ إلخ إلخ إلخ. سبق لي وقلت يظهر أن الدكتور خزعل كالعرب الآخرين لا يقرأ عن الكورد فلذا يفتقر إلى كثير عنهم وعن وطنهم الذي اسمه من اسمهم كورد ستان. يقول الدكتور: الكورد شعب ليس قديم. طيب يا دكتور أنا أتحداك قارن اسم الشعوب الأخرى في شرق الأوسط كالعرب، الفرس، الأتراك، اليهود، السريان مع اسم الشعب الكوردي في صفحات التاريخ إذا لا يكون اسم الكورد رقم واحد عندها وأقدم من الجميع نقول حقاً كما زعمت إنه شعب حديث العهد في المنطقة. يا دكتور خزعل، قلت في سياق حديثك: لو أقول أن البابليين عرب الناس تشرشحني. طيب إلا تخاف أن الكورد وغيرهم من أصحاب الضمائر الحية أن تشرشحك حين تزعم أن الكورد كانوا مدغومون مع الفرس!!! – لمن لا يعرف معنى الإدغام، أن الإدغام هو إدخال الشيء في الشيء. أي أدخله فيه وصار جزءًا منه – لا أود أن أقول كلاماً أجرح به الدكتور خزعل، لكنه أرغمني على قوله، إذا لا يعترف ويعتذر عن تدليسه عن ما زعمه كذباً بحق الكورد أقول له: أدغم الله وجهك؟. صدقني عزيزي المتابع لن ولم ولا يقول مثل هذا الكلام… غير الإنسان الأمي الذي يجهل التاريخ، يا دكتور خزعل، راجع المصادر التاريخية العربية وغيرها وأنظر متى ذكر الكورد في التاريخ، ومتى ذكر الفرس ثم أطلق العنان للسانك يقول كلمة حق بحق الشعب الكوردي الجريح؟. في هذه الجزئية لا أقول لك سوى إنك شرشحت نفسك بهذا الكلام… أقل ما يقال عنه كذب فاضح وكلام سخيف. يبقى سؤالي عن مقارنة قدم الشعوب المذكورة مع الشعب الكوردي أعلاه قائماً حتى تجيب عليه. قبل أن تجيب: لا تأتي لنا بأسماء يخالف اسم العرب وتقول كان اسمهم كذا، وهكذا فرس وغيرهم. عجبي، دكتور، أكاديمي ويلغي التاريخ بصفحة لسانه!!! حين يزعم: حتى ما تسمى حضارة ميدية، لا توجد حضارة ميدية ولا أي أثر لها على الإطلاق لا لغة ولا بناية ولا كتب أي شيء. يا دكتور خزعل، مدينة السليمانية التي في جنوب كوردستان ليست بعيدة عن بغداد بالقرب منها يوجد كهف في جبل سەرسەرد – Sarsard في چەمی ڕێزان – Chamy Ryzan باسم قزقەپان – Qzqapan يقع قرب مدينة تاسلوجه التابعة لمحافظة السليمانية في جنوب كوردستان، يوجد في داخل الكهف تمثالان الذي على اليمين هو الملك الميدي الثالث كياكسار (هوخشتر- هووَخ شَتَرَ)، إن جبل سەرسەرد المشار إليه يضم العديد من الكهوف التي سكنها الإنسان الكوردي القديم في العصور الغابرة. إن الكهف المذكور بجانب النصبين – تمثالين- يضم مقبرة ملكية. وعلى جدار المقبرة نقش يرمز إلى الإله الزرادشتي آهورا مزدا إله النور. أدناه صورة للنصب المذكور تمعن فيه جيداً دكتور ستجد بينهما النار الزرادشتي المقدس:
يا من تلغي التاريخ بشطحة لسان، أليس النصب أعلاه علامة من علائم الحضارة؟. أليس رأس الشاة الجبلية (أنثى الضأن) المذهبة أدناه علامة من علائم الحضارة في ذلك العصر الغابر؟:
أدناه لوحة برونزية فيها كتابة عثر عليها في همدان عاصمة الإمبراطورية الميدية عام 1930 من قبل (ارنست هرتسفلد) والآن موجودة في متحف متروپوليتن – Metropolitan:
أدناه نصب لشخص ميدي يرتدي زياً ميدياً موجود على جدار قصر خشايارشا في تخت جمشيد. بعيداً عن المكابرة، قارن هذا الزي مع الزي الكوردي اللوري والكلهوري والفيلي أليس هو نفس الزي إلى يومنا هذا؟:
ثم، أليست العربة الميدية التي ذكرها (ا.م. دياكونوف) في المصدر الذكور ص 147 من القرن الخامس قبل الميلاد علامة من علائم الحضارة؟ ألم يبني نبوخذ نصر الثاني جداراً في شمال بابل خوفاً من هجمات الميديين، وأول من تكلم عنه هو المؤرخ اليوناني كسينوفون؟. بابل التي كانت قوة عظمى في ذلك التاريخ ترتعب من قوة الميديين لو لم يكن لهم حضارة وقوة كيف تخاف منها؟ هل أن أميركا بعظمتها تخاف من جيبوتي؟. ألم يوجد في بابل الجدار الميدي؟ يا ترى على ماذا يدل هذا الجدار في ذلك العصر؟. أليس عند العرب إحدى أسماء أنواع الدرع ماذي (ميدي)؟ وعند العرب قبل الإسلام العسل الماذي، الذي يأتيهم من جبال كوردستان من ميديا. عن صناعة المنجنيق كسلاح فتاك في العصر القديم الذي كان يوازي صاروخ “توماهوك” في عصرنا الحالي. يقول ابن كثير في البداية والنهاية ج1 ص 168/169: ثم وضعوا إبراهيم (ع) في كفة المنجنيق الذي صنعه لهم رجل من الأكراد يقال له هيزن، وكان أول من صنع المنجنيق… . انتهى الاقتباس. أليس صنع هذا السلاح قبل 4000 سنة في أيام إبراهيم يعتبر حضارة أم ماذا يا دكتور؟. للعلم أن ما قاله ابن كثير نقله كبار المؤرخون والمفسرون العرب بصيغ متباينة لكن لم ينكروا اسم الكورد، من هؤلاء المؤرخ والمفسر محمد بن جرير الطبري (838 – 923م) قال في كتابه (جامع البيان في تفسير آي القرآن) ج 10 ص 43 ذكر هذه الرواية أيضاً الإمام الحافظ المجتهد المفسر حافظ البغوي (433- 516) للهجرة في كتابه لتفسير القرآن المسمى (معالم التنزيل) ج 3 ص 250. وذكرها فخر الدين الرازي (543- 606) للهجرة في كتابه لتفسير القرآن أيضاً (مفاتيح الغيب) ج11 ص 151. وذكرها محمد بن أحمد الشهير بالقرطبي ولادته غير معروفة لكن وفاته (671) هجرية في كتابه لتفسير القرآن المسمى بـ(جامع لأحكام القرآن) ج11 ص 200. وذكرها ابن الكثير، والبيضاوي، والشوكاني، والآلوسي، والشنقيطي وغيرهم كثر.
وفيما يتعلق باللغة،جاء في الموسوعة الحرة باللغة الفارسية، أن العديد من الباحثين ومنهم (ا.م. دياكونوف) مؤلف كتاب (تاريخ ماد) الشهير يقولون: إن الكتابة المسمارية – الهخامنشية- المعروفة بالفارسية القديمة في حقيقتها هي كتابة، خط ميدي اقتبسها الفرس منهم. وأكد هذا الفيلسوف (ويل ديورات – Will Durant ) في كتابه الشهير قصة الحضارة : الفرس اقتبسوا اللغة الميدية. دعنا من المسلمين والعرب الذين قالوا أن كوردياً أول من صنع المنجنيق. لاحظ ماذا يقول اليهود في سفر – سفر يعني كتاب- التكوين في آيات 10:2 وفي سفر الأخبار الأيام الأولى 1:5 يتكلم عن حدود مملكة مادي – ميديا- يحدها نهر اركسيس – أعتقد النهر لا زال موجود بهذا الاسم تقريباً وهو نهر آراس ومقدس عند الكورد إلى اليوم حيث يطلقوه كاسم على أبنائهم- وبحر قزوين إلى الشمال والشمال الشرقي، وفرثية – إنها أسماء قديمة يجب أن نشرحها للقارئ الكريم حتى يعرف أين هي الآن. طبعاً فرثية ليست لها علاقة باسم الفرس؟. وكانت تسمى پارت بالباء الكوردية بثلاث نقاط. اليوم هو إقليم في شمال شرق إيران يسمى خراسان وتوجد فيها حدود مليونان من الكورد. – للعلم، أن خراسان بعيدة عن شرق كوردستان الذي يقع في غرب إيران – وهركانية هي گرگان (جرجان) وصحراء فارس من الشرق. وفارس وسوسيانة من الجنوب – سوسيانة هي شوش الحالية عاصمة دولة ايلام (عيلام)- وآشور وأرمينية من الغرب. هل أن هذه الحدود لإمبراطورية ميديا كانت في الفضاء، في ما وراء الطبيعة، أم على الأرض على هذا الكوكب الذي نقف عليه؟. السؤال هنا، أين أصبح هذا وغيره في كوردستان؟ هل اضمحل كما يضمحل الماء المسكوب على الأرض؟ أم هناك امتداد لهم اليوم على ذات الأرض التي ولدوا مع تربتها وصخور جبالها باسم الكورد وكوردستان؟.
25 02 2022
يتبع