هل كان صالحا؟ً – عماد علي

 

القول الماثور يدلنا دائما على انه لا يمكن ان يستقر في نهاية كل امر الا الصحيح الفاعل المناسب، اي لا يصح في النهاية الا الصحيح مهما خفيت جوانب اي امر بحيل او مراوغات مختلفة من قبل من له الصلة به.

شغل الكثيرون مناصب عدة في العراق و كوردستان ايضا، فكان لزمن كفيلا لبيان الاصح من الاخطا سواء كانة يتعلق الامر من ان الشخص المناسب يشغل المكان المناسب وليس هناك تشويه في بيان حقيقة الشخصية و ما يحمله من الافكار و التوحهات و السمات ، و لم يخدع من يقيمه بضلال من اجل الذات و تشويه او تضليل الراي العام للنجاح في الحصول على ما كان ينويه. من لم يتذكر ما تشدق به الرئيس العراقي السابق من اقوال و اشعار دون فعل حول قدرته و نزاهته و تواضعه و انسب الكثير من الصفات التي لم يكن يملكها و ما عبر عنه من توجهاته ليلتفت من كان يهمه ان يلتفت الىه من هذه الشخصية او ذاك مجرد لتصديقه من اجل تحقيق ما كان يريد في وقته فقط، و نحج لمدة طويلة و مرر ما ارادة على الكثير من المسؤلين و المواطنين. بيد انه عندما استلم المنصب و ادعى بانه لخدمة كافة العراقيين بجميع قومياتهم و اديانهم و مذاهبهم و توحهاتهم، غير انه تبين في نهاية الامر بانه لم يخدم حتى حزبه الذي رشحه كثيرا فضلا عن الشعب او ما ادعاه. في نهاية مهامه بيٌن بشكل جلي ما كان يخفي و ما يكن تحت عبائته بمجرد عدم حصوله على الاصوات المطلوبة ليستمر على نهجه .

لم اقابل هذا الشخص في حياتي و ليس لي اية مصلحة معه ولم اكن يوما ضده بسبب خاص او اية عمل يمكن ان يربطني به، و لكني من خلال تقييمي الشخصي له من كافة الجوانب و ما عرفت عنه و ما بدر منه من الافعال في السياسة باسم السياسة و صفات لم اراها عند اي شخصية سياسية اخرى، و عليه ادركت بانه ليس الا ضخصية مصلحية قحة، و عند اهماله رفاقه في الحزب الذي اسسه و وثقوا به استوضح انه ليس له صديق او رفيق او اي سمة يمكن ان يعتمد عليها. انه مثلما انبثق و انفلق بين ليلة و ضحاها نتيجة دعم شخصية كبرى له، و في نهاية الامر وصل الى  حال يمكم القول بانه اُفل سياسيا و شخصيا الى الابد بمجرد انه خسر في محطة او انعطافة. كان يمكن ان يتقدم الى الامام لوكان مبدئيا مؤمنا بقضية ما. تبين انه ليس قوميا او يساريا او ليبراليا او حتى ديموقراطيا كما تشدق و ادعى، بل جل ما كان يفكر فيه هو كيفية ضمان المناصب التي اعتلاها فقط. في بداية عودته و ارجاعه منة خارج العراق و دعمه و امكانه من قبل الرئيس الاسبق جلال الطالباني، و كان لهذا اسباب حزبية داخلية و سياسية كوردستانية و لم يقصر مام في فرض ارادته فيها لصالحه.

من خلال ما بدر منه ابان حكمه و لقاءه بالشرائح العديدة من الشعب العراقي و الكوردستاني و من خلال كلامه و ما طرحه كان دوما يفكر في استرضاء الموجودين في مجالسه مهما كان كلامه، و فلم يدع حتى الكورد بشكل عام و تكلم عنهم في اجتماعاته العديدة مع الفائات العراقية و لم يدع الاحزاب الكوردية و العراقية التي لم تكن لهم علاقة جيدة معه الا و تكلم عنهم بالتي لم يكونوا فيه لمجرد انه اراد ان يرضي الاخر الذي يعلم بما يكنه ازاء ما يتكلم عنهم .

ستكتشف الايام المقبلة ما نتكلم عنه اليوم بشكل صريح و واضح، سوف يكشف الزمن ما فعله و كيف لم يدع زاوية و يستغلها من اجل بقائه دورة اخرى الا ان الظروف الموضوعية منعت هذه المرة من استغلال الواقع المعقد و لم تتناسب معه المعادلات السياسية و اوقعه في النهاية شر وقعة . فان عدم حضوره لاستلام و تسليم المنصب، يبين مدى نرجسيته و انانيته بشكل واضح بعيدا عن كل الاتكيتات، و لم يضر بهذه الوقفة الا نفسه.