القوة العضلية واهميتها في الانجاز الرياضي     – 1 – ا . د . قاسم المندلاوي 

تعد القوة العضلية من الصفات البدنية المهمة ، فهي احدى أهم مكونات اللياقة البدنية التي لابد أن يمتلكها الرياضي للوصول إلى مستوى متميز لتحقيق أفضل نتيجة رياضية ، فهي تؤثر بدرجة كبيرة في تنمية الصفات البدنية الأخرى طبقاً لنوع الفعالية واللعبة الرياضية . فالقوة العضلية وحسب راي علماء المدرسة الشرقية “هي قدرة عضلة أو مجموعة عضلية للتغلب على مقاومة خارجية ” او انها ” قدرة التغلب على مقاومة خارجية بواسطة جهد عضلي ” وهي ايضا ” قدرة العضلة أو العضلات للتغلب على أقصى مقاومات أو مواجهة المقاومات  أثناء الأداء ” وحسب راي علماء المدرسة الغربية : هي قابلية العضلة على بذل الجهد ضد مقاومة ” وتؤكد المصادر العلمية الامريكية ” أن القوة العضلية ذات أهمية خاصة ، أذ انها تعد أساس الحركة الذي يستطيع الإنسان من خلالها أن يحرك شيئاً أو مقاومته ، وتلعب دوراً رئيساً ومهماً في الالعاب الرياضية  ، فهي تسهم في انجاز أي نوع من أنواع الجهد البدني ، و تتفاوت نسبة اسهامها تبعاً لنوع الاداء، لذلك فهي تشغل حيزاً كبيراً في برامج وخطط التدريب الرياضي ،. و ترتبط القوة العضلية بالصحة العامة للفرد، إذ تعمل على الوقاية من الاصابات والانزلاق الغضروفي وهي ايضا تؤدي الى زيادة قوة عضلات البطن ومقاومة الالام اسفل الظهر ” للمنطقة القطنية من العمود الفقري ” وتعطي القوام الشكل المتزن والجميل . وتعد القوة العضلية المصدر الأساس في أداء الحركات الاعتيادية ايضا ، اذ إنّ أية حركة ومن اي جزء من الجسم  حتى لو كانت بسيطة فإنها تحتاج إلى إنتاج مقدار كافٍ من القوة العضلية للتغلب على وزنه ، اما بالنسبة لاشكال او انواع القوة  العضلية : هناك  بعض اختلافات بسيطة في وجهات النظر من لدن العلماء و المختصين حول تحديد واهمية اشكال القوة ، فخبراء المدرسة الالمانية وعلى راسهم البرفيسور ” هاره ” يقسمون القوة الى ثلاث اشكال ” القوة القصوى والقوة المميزة بالسرعة و مطاولة القوة ” بينما نجد لدى خبراء المدرسة الجيكية وعلى راسهم البريفسور ” اشبرينر” يقسمون القوة إلى أربع اشكال ” القوة القصوى و القوة الانفجارية و القوة المميزة بالسرعة و مطاولة القوة ” ، فالاختلاف هنا بين القوة الانفجارية والقوة المميزة بالسرعة ، حيث ان القوة الانفجارية تؤدى لمرة واحدة ، اما القوة المميزة بالسرعة ، فتكرراكثر من مرة  … وهناك تقسيمات اخرى للقوة منها (القوة المطلقة والقوة النسبية والقوة العظمى) و تعد القوة القصوية كواحدة من اشكال القوة مهمة للالعاب الرياضية التي تتطلب التغلب على مقاومة خارجية ذات أوزان كبيرة كما في رفع الأثقال و المصارعة و الملاكمة و الكارتيه و الجودو و التايكواندو والكيك بوكسينغ و الجوجتسو و الايكيدو و غيرها ، وفي فعاليات القفز و الوثب … الخ  … وهي اقصى انقباض ايزومتري او أقصى قوة يمكن للعضلة أو مجموعة عضلية إنتاجها من خلال الانقباض الإرادي ، وهنالك الكثير من المفاهيم لهذا الشكل من القوة واغلب العلماء  يؤكدون أنّ القوة القصوية ” هي أنقباض عضلي شديد و لمرة واحدة أو أقصى كمية من القوة يمكن إخراجها لمرة واحدة ” ، اما بالنسبة لاستخدام اشكال القوة في برامج وخطط التدريب فهناك اختلاف في برامج وخطط التدريب وخاصة بالنسبة لابطال المستويات العليا وطرق اعدادهم وتهيئتهم للمسابقات العالمية و الاولمبية حيث لكل مدرب طريقة خاصة و اسرار تدريبية لا يتحدث عنه ولا ينشر اي شيء في المجلات العلمية . ومن هذا نجد سر تفوق مدارس التدريب  العالمية فمثلا : المدرسة التدريبية الامريكية تهيمن على  السباحة و كرة السلة ” للنساء و الرجال ” وعلى بعض مسابقات العاب القوى ، بينما المدرسة الروسية و اليابانية تهيمن على  الجمباز ” للنساء و الرجال ” والمدرسة الامريكية الجنوبية تهيمن على كرة القدم والمدرسة الصينية على الالعاب القتالية وهكذا والامثلة كثيرة ومتنوعة .. اما بالنسبة لطرائق وخطط  وبرمجة تدريب الصفات البدنية الاخرى ” السرعة و المطاولة و المرونة و الرشاقة  ” فان لكل مدرسة نظام خاص ايضا في تنميتها طبقا لاهداف الخطة التدريبية في  تحقيق انجازات رياضية عالية و ارقام قياسية اولمبية و عالمية  .
                          يتبع