نظام لايمکن أن يتعايش مع روح هذا العصر- منى سالم الجبوري

 

النهج العدواني المثير للشبهات والذي إتبعه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية طوال ال44 عاما المنصرمة، لم يلحق أضرارا کبيرة وفادحة بشعوب المنطقة والعالم، وإنما کان ولايزال المتضرر الاکبر هو الشعب الايراني الذي إستغل ويستغل هذا النظام مقدراته من أجل تنفيذ مخططات التي ترهق کاهل الشعب الايراني وتجعله يئن من تحت وطأتها، وقد کانت ولازالت المقاومة الايرانية المبادرة لکشف وفضح هذه المخططات العدوانية مع التأکيد على إستحالة إعتدال وإصلاح هذا النظام وتغيير سياساته الشريرة، وهذا ماکان وراء إندلاع إبتفاضة 16 سبتمبر2022، والتي إستمرت لسبعة أشهر وقلبت أوضاع النظام رأسا على عقب.

خلال الاعوام السابقة، کانت الظروف والاوضاع بصورة أو بأخرى مواتية لهذا النظام کي يقوم بتنفيذ مخططاته ومشروعه المشبوه في المنطقة والعالم، وقد کان يتصور البعض في المنطقة والعالم بأن هذا النظام سيکف يوما عن سياساته هذه ويسلك نهجا جديدا يضمن السلام والامن والاستقرار في المنطقة، لکن مرور الاعوام أثبت عقم وإستحالة هذا التصور وعدم جدواه، وإن هذا النظام لايمکن أبدا أن يتخلى عن نهجه العدواني الشرير المعادي للإنسانية وسوف يبقى أکبر تهديد وخطر على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وإن من يصدق بأن هذا النظام سيرعوي وينصاع لمنطق الحق والصواب ويتخلى عن التطرف والارهاب والتدخلات في بلدان المنتقة فإنه يعيش وهما ليس إلا.

بعد 44 عاما من التحذيرات المستمرة التي أطلقتها المقاومة الايرانية والمعززة بالادلة والمستمسکات على المخططات المشبوهة لهذا النظام، فإن هذا النظام وبعد أن أدرك مدى دور وتأثير تحذيرات المقاومة الايرانية وبياناتها ومواقفها بخصوص الدور والمخططات المشبوهة له في المنطقة والعالم، فإنه يعمل حاليا وبعد کل هذه الاعوام من أجل أن يغير ماقد کشفت عنه المقاومة بشأنه ويذر الرماد في الاعين من خلال تطميناته بشأن إنه سيعمل على إستتباب السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وقطعا فإن مايقوم به حاليا دليل على تفهم کامل لتحذيرات المقاومة والثقة بها، حيث إن هذا النظام قد صار مرفوضا ليس من جانب الشعب الايراني فقط وانما من جانب الشعوب العربية والاسلامية و من سائر أرجاء العالم، وإنه ومهما فعل سيبقى جسما وکائنا غريبا وطارئا على إيران والمنطقة والعالم ولايمکن له أن يتعايش وينسجم مع بلدان وشعوب العالم لأنه أساسا لايٶمن بالسلام والامن والاستقرار، وإنه مهما بذل من جهود ومهما قام بمساع تمويهية مشبوهة من أجل تغيير القناعات بشأن طابعه الشرير والعدواني على خعيد المنطقة والعالم فإنها محاولات لن تحقق أهدافها وتبوء بالفشل وإن عليه اليوم أو غدا يرحل عن سدة الحکم في إيران.