المرأة الكوردية والرياضة – أ . د . قاسم المندلاوي  

    المرأة الكوردية ومنذ قديم الزمان سباقة للمشاركة في الالعاب الرياضية فمثلا كانت تقطع مسافات طويلة مشيا في الطبيعة للتنزه والترويح النفسي و الفكري ، وكانت تعبر الوديان والسهول كما انهن لا يخشين تسلق قمم الجبال الوعرة لتمتعهن مهارة فائقة في فنون التسلق ولياقة بدنية عالية ، وشاركت المراة الكوردية ايضا في ميادين القتال قديما و حديثا مع قوات البيشمركة في التدريبات العسكرية وفي القتال ضد العدو داعش وغيرهم دفاعا عن ارض وشعب كوردستان ،  وشاركت المراة الكوردية في الرقصات الشعبية الفلكلورية كنوع من رياضات الترويح النفسي والرشاقة ، وقدمت ايضا اغاني و اناشيد وطنية و ثورية في الحفلات والمناسبات القومية والاعياد الوطنية وغيرها … جدير بالاشارة كانت نساء الفيليات واللريات تتمتع بحرية اجتماعية اكثر مقارنة مع النساء في المناطق الاخرى من كوردستان ، وهناك رقصات لورية فلكلورية ، والتي تعتبر السمه المميزة للتراث القومي و الثقافي و الحضاري للشعب الكوردي ، وشاركت المرأة الكوردية في المبارزة والعاب الخيل و الفروسية و كانت يتنافسن ويتحدين الرجال في سباق الخيل .. ان غياب المرأة الكوردية في يومنا هذا عن ممارسة الرياضة وخاصة المشاركة في التدريب و المسابقات  يرجع لعوامل كثيرة و مختلفة منها : سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها جعلتها بعيدة عن الرياضة والسباقات الدولية ، ولا ننسى قلة توفرالمنشآت والاجهزة الرياضية ” الملاعب والصالات و المسابح و الاندية الرياضية الخاصة بالمرأة ،  كذلك غياب القاعدة الرياضية في المدارس على اختلاف مراحلها ، حيث لا وجود لتدريب الفتيات الموهبات وحتى” درس الرياضة ” ملغية اوشكلية في اغلب المدارس والكليات و الجامعات ، علما ممارسة الرياضة  مهمة جدا لكل انسان منذ مرحلة الطفولة ” جذب الطفل لحب الرياضة ”  و تعويده و تكيفه لممارستها دون خوف ، وان تصبح جزءا من حياته منذ صغره .. ولاجل النهوض بالرياضة النسوية في كوردستان :  اولا – ضرورة تشجيع الفتاة الكوردية ، وتوفير الحوافز المعنوية و المادية لمشاركتها وبشكل فعال في التدريب  والسباقات و البطولات المدرسية و الاندية الراضية و الخارجية .. ثانيا – العمل بمدأ خذوهم صغارا ، وهنا ينبغي ايجاد بيئة مدرسية مناسبة تساعد على تعليم الاطفال ” اناثا و ذكورا ”  وقبل كل شيء غرس القيم التربوية الاخلاقية في نفوسهم وتنوع الانشطة  الاجتماعية و الرياضية و الفنية في المدرسة بحيث تستطيع الفتاة  من خلالها تفريغ انفعالاتها و طاقاتها ومشاعرها و احساسها ، وعن طريق الرياضة تستطيع بناء العلاقة الاجتماعية الجيدة و المتينة ويجب التعاون بين البيت و المدرسة و بين المعلمين واولياء الامور لمعالجة العقد و الحالات و السلوكيات الخاطئة والمرفوضة التي ترتكبها بعض الفتيات و الفتيان  .  ثالثا  –  تفعيل ” درس الرياضة ” ضمن جدول الدروس و جعله ذات قيمة حقيقية كباقي الدروس والا فما فائدة وجوده في الجدول دون التنفيذ والاهتمام  .. رابعا – ضمان الاحتياجات و المستلزمات الضرورية للتلامذة و الطلبة والتي تساهم في تشجيعهم و زيادة  حبهم و تعلقهم  بمزاولة الرياضة .. خامسا  – الابتعاد كليا عن استخدام العنف خلال التعامل مع التلامذة والطلبة ، لان العنف يقلل من القدرات العقلية و يخلق حالات المشاكسة والانحراف .. سادسا – ضرورة اهتمام الاعلام بجميع انواعه واشكاله بالرياضة :  تقديم برامج ومقابلات عن الرياضة المدرسية وتشجيع الفتيات على ممارستها ، وان يكون للاعلام دور فعال ومهما في تشجيع المراة لمزاولة الرياضة لاجل الحفاظ على لياقتها البدنية والصحية والاستفادة من الطبيعة الجميلة في كوردستان   .. سابعا – رفض العادات و التقاليد التي تصدر عن اشخاص حاقدين ومتخلفين ومن بعض المصادر المشبوه والذين لا يريدون الخير للفتاة و المراة الكوردية للمشاركة في الانشطة الرياضية  .. ثامنا – بناء قاعدة من الملاك النسوي من خريجات كليات ومعاهد التربية الرياضية في اقليم كوردستان ” التي اصبحت عددها اكثر من تسعة مؤسسات رياضية  متخصصة ” لتاخذ على عاتقها مهمة  تدريب الفتيات داخل المدارس الابتدائية و المتوسطة و الثانوية و الجامعات وهنا ضرورة الدعم المعنوي وتوفير الحوافز المادية .. تاسعا  –  اهتمام  بالمهرجان الرياضي المدرسية وتشجيع الفتيات والطالبات على ارتداء الزي الكوردي الجميل وخصوصا ازياء شعبية وتراثية كوردية خلال مسيرة الفرق المدرسية في الاستعراض .. عاشرا  – الاهتمام الى سباقات العاب القوى و تدريب الفتيات  عليها  قبل المشاركة في السباق النهائي ” اجراء سباقات تجريبية ”  لكي تستطيع الفتاة تحقيق نتائج رياضية جيدة ونقترح هنا : فتح مراكز تدريب داخل المدارس التي تتوفر فيها ساحات وملاعب ، وتعين مدربات اكفاء  للقيام بمهمة الاشراف على التدريب  .. احد عشر — ضرورة التركيز على تدريب الالعاب الفردية وخاصة العاب القوى و السباحة والريشة و الطاولة والرماية والالعاب القتالية مثل رفع الاثقال و التايكواندو وغيرها فضلا عن الالعاب الفرقية ” كرة الطائرة والسلة والقدم  ”  .. اثنا عشر – : نقترح ايضا :  1  – ادخال ” درس التربية الرياضية ” ضمن ”  جدول الدروس ” في الكليات و المعاهد “.فضلا عن الاهتمام  بتدريب البطلات وتحت اشراف مدربات ومدربين اكفاء . 2  – اجراء استعراض رياضي سنويا لطالبات وطلاب الجامعات و المعاهد في اقليم كوردستان مع التاكيد على مشاركة لاعبات ولاعبين الكليات و المعاهد الحكومية و الاهلية . 3  –  اجراء استعراض خاص لكليات و معاهد التربية الرياضية في اقليم كوردستان وكنموذج مثالي في تنظيم  والقيادة والتحكيم ” للمسابقات الرياضية ” و تحقيق ارقام قياسية وانجازات رياضية عالية . 4  – تشجيع الطالبات الموهبات على التدريب في الاندية الرياضية و المشاركة في السباقات الفردية و الفرقية ” سلة طائرة يد قدم ” والالعاب القتالية ” المصارعة و الجودو و التيكوندو و رفع الاثقال ” والعاب الساحة والميدان ” الاركاض السريعة و المتوسطة والطويلة  و القفز العالي و الطويل والثلاثية ورمي الثقل و الرمح و القرص و المطرقة و الالعاب السباعية ” وغيرها ”  ويجب على اللجنة الاولمبية الكوردستانية و الاتحادات الرياضية و الاحزاب و المنظمات تشجيع الفتاة الكوردية ولا ننسى اهمية تشجيع العائلة وخصوصا الابوين ،   كما على حكومة الاقليم بناء اندية رياضية في المدن ، وبقرب من الاماكن السكنية وان تجهز باحدث الادوات و الاجهزة الرياضية .                                              .