أردوغان..مفتاح الحلول !- أثير الشرع

نترقب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أيام إلى العراق، وأهمية هذه الزيارة تكمن بأن تركيا دولة منبع نهري دجلة والفرات ودولة جارة يمكن التعاقد معها وفق مصالح متبادلة بما يضمن مستقبل الشعبين، فنظرية النفط مقابل المياه التي سعى لها حزب العدالة والتنمية لا بأس بتطبيقها، والأسعار التفاضلية التي يبيع بها العراق نفطه إلى الأردن يجب أن تطبق على تركيا التي لديها الكثير من مفاتيح الحلول.

خاض العراقيون معارك عديدة على أرضهم وخارجها، و مر العراق بأوقات صعبة أحزنت شعبه وكادت تفقده وحدته لو حكمة رجال الدين وبعض رجال السياسة، وحان الوقت لإيجاد حلول تنهي تلك الأزمات وتدخل العراق وشعبه مرحلة جديدة تنعم بالإستقرار إسوة بجيرانه.

المرحلة المقبلة تتطلب من السلطات العراقية أن تكون أكثر واقعية وتمتلك نظرة ثاقبة لتحاشي سيناريو عام 2019 فالتحركات التي تقوم بها السيدة رومانوسكي وهي السفيرة فوق العادة للولايات المتحدة في العراق تنذر بما لا تشتهيه سفن الماسكين بمقود السلطة، ونخشى أن يكون تقريرها الذي ستقدمه الى مراجعها في واشنطن بداية نهاية العملية السياسية التي أسسها الحاكم المدني للعراق بول برايمر.

عندما نستذكر الحروب والأزمات التي خاضها العراق نجد بأن بعض النساء ممن كن سفيرات لهن الأثر الكبير مما يحصل الآن فالأولى هي مس بيل، السكرتيرة الشرقية للسفارة البريطانية في العراق آنذاك والتي وُصفت بكونها صانعة الملوك؛ نظراً إلى دورها الكبيرعلى صعيد تشكيل الحكومات العراقية، لا سيما في عهد الملك فيصل الأول الذي توفي عام 1933و الذي إرتبطت به بعلاقة مميزة، والثانية هي أبريل غلاسبي، السفيرة الأميركية في عهد النظام السابق، حيث كان لقاؤها الأخير بصدام حسين قبيل غزو الكويت بمثابة جواز مرور للغزو، بعد أن أبلغت صدام موقفاً مشوباً بالغموض الدبلوماسي الخلاق لأهداف التوريط، بحيث فهمه على أنه غض نظر أميركي على ما سوف يقدم عليه صدام بعد فترة قصيرة
أما الثالثة، فهي إلينا رومانسكي، السفيرة الأميركية الحالية، وهي سيدة متقدمة في السن، لكنها تمتاز بالحيوية والنشاط الدائم وعلى كل المستويات، ومع اختلاف الأدوار بين النساء الثلاث، فإن وضع كل واحدة منهن في سياق الدور الذي لعبته في تاريخ هذا البلد يمكن أن يعطي صورة عن إختلاف الأحوال والمصائر مع إختلاف الظروف.

ونتيجة لما تقدم فإن على الحكومة العراقية أن تتعظ مما حصل لأسلافها  وتبحث عن المخرج المناسب للأزمات التي عصفت بالعراق، ونرى بأن تركيا هي البوابة المناسبة لخروج معظم المشاكل التي يعانيها العراق، فالمياه، الكهرباء، طريق التنمية وحتى الأمن يمكن أن نجد لهذه الملفات حلولا ناجعة في حقيبة أردوغان وعلى العراق إستثمار هذه الزيارة لصالحه دون تفويت الفرصة التي لن تتكرر، خصوصاً بأن الزيارة ستتزامن مع إنتهاء إتفاقية لوزان.