ومن هنا يمكن القول إنه بات من الواضح أنه ومنذ مطلع عام 2011وتحديداً منذ تاريخ 19-3-2011، قد تحولت ليبيا ونتيجة الغزو المتمثل بتحالف بعض العرب وتركيا مع حلف الناتو”مع العلم ان الجميع قد انقلب على الجميع بهذه المرحلة ” ،إلى دولة معدومة الاستقرار وهذا الحال يبدو أنه سيستمر لأعوام قادمة على الاقل ،فقد عشنا منذ مطلع أولى ايام العام الحالي2023 تحديداً على تطورات دراماتيكية “دموية”، عاشتها الدولة الليبية من شمالها الى جنوبها، ومن غربها الى شرقها، والواضح أنها ستمتد على امتداد أيام هذا العام، فقد اشتعلت جبهات عدة على امتداد الجغرافيا الليبية، وفي شكل سريع ومفاجئ جداً، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة وفرض واقع وايقاع جديد للخريطة العسكرية الليبية، وخصوصاً بعد الحديث الغربي عن عودة تمدد القوى المتطرفة في شكل واسع بمناطق شرق وجنوب شرقي ليبيا.
هذا الواقع الذي فرض نفسه بليبيا عسكرياً،وتحديداً بالعاصمة الليبية طرابس ،وبعض مدن الجنوب والشرق الليبي النفطية يدلل بشكل كارثي على الحالة الماسأوية للشعب الليبي وللدولة الليبية بكل أركانها ،فقد فرض الواقع العسكري نفسه وبقوة ،على كل التجليات المأساوية التي عاشتها الدولة الليبية مؤخراً ، فقد شهدت البلاد خلال الأشهر الثلاث الماضية ،صراعاً دموياً بين مجموعة قوى مسلحة مدعومة بأجندات خارجية .
تعدد هذه القوى المسلحة على الاراضي الليبية افرز حالة صراع دائم فيما بينها ،فقد أرتبط هذا الصراع المحلي بصراع اقليمي – دولي ،مما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة الليبية مستقبلاً ،وهذا بمجموعه كان مخططاً له من قبل حلف الناتو عندما قرر غزو ليبيا فهذا الحلف رسم مستقبلاً قاتم المعالم للدولة الليبية لابقائها بحالة اللاسلم واللاحرب ،في ظل غياب أي كيان لسلطة فعلية لدولة ليبية على الارض، والمتزامن مع عودة ظهور جماعات متطرفة متواجدة بشرق وجنوب شرق ليبيا ،كانت أعلنت ولائها ومبايعتها بوقت سابق “2016” لتنظيم داعش ،وهذا ما سيزيد حالة التعقيد المستقبلي للحالة الليبية المضطربة اصلاً ،وهذا الوضع كما تحدثنا قد يستمر لأعوام قادمة قبل الحديث عن حلحلة الوضع والملف الليبي.
ختاماً ، وبعد مرور عقد من الزمن من غزو حلف الناتو وبدعم عربي للأراضي الليبية، يمكن القول ان المشهد الليبي يزداد تعقيداً مع مرور الأيام ،وهذا ما يستلزم وضع خطوط عمل فاعلة على الارض الليبية من قبل بعض القوى الليبية الوطنية ،لوضع حد للفوضى وتنسيق حلول مقبولة ،لأيقاف حالة النزيف التي يتعرض لها الوطن الليبي ،والا ستبقى ليبيا الدولة بكل مكوناتها تدور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الأرض الليبية،والخاسر الوحيد من هذه الفوضى هو الشعب الليبي الذي يدفع اليوم من دمه ومن مستقبله ومستقبل اجياله القادمة ضريبة خطأ تاريخي كبير ارتكبه بعض ابناء الشعب الليبي الذين شاركوا بوعي أوبلا وعي بمشروع تدمير ليبيا !!؟؟…