(لماذا المانيا تبنت الفدراليات رغم الديمقراطية)؟ (الخلل بالعراق ديمقراطية بلا اقاليم فدرالية ثلاث) (كخلل قبل 2003 رئاسي بلا فدراليات).. سجاد تقي كاظم

 

الملكية المركزية  قبل 1958…والجمهورية الرئاسية المركزية قبل 2003.. والديمقراطية الانتخابية بعد 2003 …كلها فشلت.. فاين الخلل؟ الجواب واضح.. اذا ما قارنا العراق بدول قوية ومعتبرة بالعالم كسويسرا والمانيا وامريكا وروسيا والهند مثلا.. واذا ما طرحنا سؤال لماذا يتمتع اقليم كوردستان بالاستقرار والنهوض والعمران اكثر من باقي المكونات بالعراق المحروم من الاقاليم الفدرالية بعد 2003؟ لماذا تطبق الفدرالية العمياء العوراء بالعراق.. يتمتع بها مكون ويحرم منها مكونات اخرى.. لماذا جميع دساتير العراق منذ نشئته 1921 لم تكتب من مصالح عراقية … بل كتبت من اجانب من نصوص فرنسية ومصرية.. لدساتير اديولوجية صفراء قومية واسلامية وشيوعية بعد ذلك..

اين الخلل بالعراق بعد تطبيق (الانتخابات الديمقراطية).. كما يحلو للبعض تسميتها ديمقراطية؟

 اليس المانيا وسويسرا وامريكا والهند دول ديمقراطية.. لماذا هذه الدول لم تكتفي بالديمقراطية فقط؟ لماذا تبنت معها الاقاليم الفدرالية  بظل نظام رئاسي قوي.. فحتى النظام الرئاسي بالعراق قبل 2003 الخلل فيه ليس عدم وجود الديمقراطية بقدر عدم وجود الاقاليم الفدرالية.. فروسيا بوتين اتحادية رئاسية اي فدراليات.. فصدام كان لا يمكن له ان يخوض حربا شاملة مع دول مجاورة كمغامرات له او يخوض حروب ابادة ضد مكونات بالشعب العراقي لو كانت الاقاليم الفدرالية الثلاث موجودة.. علما سويسرا مثلا لو طبقت الديمقراطية بدون الاقاليم الفدرالية لكان وضعها كحال يوغسلافيا السابقة حروب وكوارث .. كالسودان والعراق.. وذلك لان الاقليم الفدرالية تطمئن المكونات من شرور بعضها البعض وتجعلها تطمئن لتنتقل لمرحلة ما بعد الطائفية والقومية والعرقية والدينية لمرحلة النضوج والاستقرار النفسي الداخلي.. فتنشغل باعمار دولها واقاليمها.. وتكسر يد من يحاول استغلال مظلومية كل مكون من قبل الضد النوعي.

ولنتبه .. المانيا عبر الديمقراطية وصل هتلر لحكم المانيا.. فجعلها دكتاتورية قمعية..

وصدام نظام رئاسي بلا نظام فدرالي فخلق ذلك نظام دكتاتوري مستبد.. علما اقوى الدول المعتبرة بالعالم واقواها هي دول (رئاسية فدرالية) كروسيا بوتين الفدرالية وامريكا الاتحادية.. وخاصة ان العراق الديمقراطي (الانتخابي) بلا اقاليم فدرالية ثلاث جعل ارض الرافدين (ديمقراطية المليشيات والاحزاب العابرة للحدود والاديولوجيات الشمولية المسمومة كالقومية والاسلامية والشيوعية التي جميعها صدرت للعراق ولم تنخلق فيه ولم تنشئ من بيئة عراقية محلية .. لذلك كانت وبالا عندما تمكنت من بعض شرائح المجتمع الذين جعلتهم يشعرونب الاستغراب داخل العراق ويحاولون تطبيق اديولوجياتهم بسحق جماجم العراقيين.. عليه (ديمقراطية بلا اقاليم فدرالية ثلاث) تحرم المكونات ومحافظات اغلبيتهم من الحرية والاطمئنان والاعمار .. ويتفشى بدل ذلك بينهم الفساد وسوء الخدمات والبطالة المليونية وتفضيل الاجنبي الاقليمي على الداخل العراقي  .

علما دعاة المركزية هم اكثر الناس كراهية للعراقيين انفسهم.. ويرفضون العراق كدولة مستقلة

فنجد شيعي يتحدث عن وحدة العراق المركزية وتجده يحمل حقد دفين ضد الاكراد والسنة.. وسني عربي يتحدث عن وحدة العراق المركزية ويترحم على زمن المقبور صدام والبعث المجرم.. حقد ضد الاكراد والشيعة.. واكراد يتحدثون عن فدرالية اقليمهم.. وحصتهم من الميزانية ورواتب الاقليم من المركز.. وفي داخلهم هم مع الاستقلال التام..  والاخطر ان نجد القوميين العرب يتحدثون عن عراق مركزي واحد… وهدفهم المعلن هو الغاء وجود العراق كدولة وضمه لدول اجنبية بغطاء شوفيني قومي .. لمصر حينا باسم الجمهورية العربية المتحدة وعاصمتها القاهرة وزعيمها مصري.. واسلامي شيعي يتحدث عن العراق الواحد المركزي وهدفه ضم العراق ولاية تابعة لايران ببدعة ولاية الفقيه وضم العراق للجمهورية الايرانية.. واسلامي سني يدعو لعراق واحد وهدفه جعل العراق ولايات تابعة لدولة وهمية باسم دولة الخلافة الشيطانية..

وليس هذا فحسب .. فنجد المركزية هي جسر لكل مكون لحكم المكونات الاخرى كما يحلمون

ويسعون.. فنجد شيعي يتحدث عن عراق واحد مركزي وهدفه ان يحكم رقاب الاكراد والسنة.. وسني عربي يتحدث عن عراق واحد مركزي وهدفه ان يحكم رقاب الشيعة والاكراد..

ومخاوف المحيط الاقليمي من الاقاليم الفدرالية الثلاث بالعراق بظل نظام رئاسي قوي

لخوفهم من انتقال هذه الظاهرة لدولهم كايران وتركيا ومصر وسوريا وحتى السعودية.. فايران والسعودية يدركان بان تاسيس اقليم فدرالي بوسط وجنوب العراق ذي الاكثرية من العرب الشيعة، مجاور اقليم الاحواز العربي الشيعي بايران والمنطقة الشرقية ذي الغالبية من العرب الشيعة من السعودية.. سيجعل وسط وجنوب العراق هو مركز استقطاب للعرب الشيعة بتلك الدول.. وكذلك الاقطاعيات العائلية المعممة وغيرها ادركت بان الاقاليم الفدرالية الثلاث سيفقد كثير من هيمنتها ونفوذها على المكونات التي تتسيد عليها.. فنجد مثلا بكل انتخابات الزعامات و الاحزاب والمليشيات تخوف مكوناتها من المكونات الاخرى.. في حين لو طبقت الاقاليم الفدرالية الثلاث سيفقدون مبررات وجودهم اي هذه الاقطاعيات العائلية المعممة والاحزاب والمليشيات والدول التي وراءهم..

عليه لا حل للعراق الا:

نظام رئاسي قوي باقاليم فدرالية ثلاث.. وكتابة دستور من واقع العراق وليس تمرير اجندات اقليمية وخارجية فيه..