“حرب شوارع” في الحسكة بعد تمرد عبد القادر حمو عن النظام السوري

تشهد مدينة الحسكة “حرب شوارع” واشتباكات منذ أمس الأربعاء، بين قوات الأسد وعناصر “الدفاع الوطني” بقيادة عبد القادر حمو، ضمن منطقة المربع الأمني.

وجاءت الاشتباكات بعد محاصرة قوات الأسد بالدبابات والأسلحة المتوسطة مقرات “الدفاع الوطني”، بهدف عزل حمو بالقوة بعد إعلانه رفض القرار وعصيانه.

ونشرت صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات تظهر لحظة استهداف الدبابات لمقر عبد القادر حمو.

وتحدث مدير “وكالة نودم روجافا” الكردية، هاوار هبو، عن “حرب شوارع في الحسكة بين قوات الحكومة والدفـاع الوطني”، مضيفاً أن الطائرات الحربية بدأت تحوم في أجواء الحسكة.

من جانبها، ذكرت إذاعة “شام إف إم” الموالية أن عنصراً من قوات الأسد قتل وأصيب أربعة آخرون، إضافة إلى إصابة ستة مدنيين خلال الاشتباكات بين “الجيش وعناصر مسلّحة وسط الحسكة”.

وقال الصحفي في وكالة “أسوشيتد برس” هوكر العبدو، إن “النظام سيطر على موقع للدفاع الوطني في البراد الآلي”.

وأضاف أن “الوساطات في التوصل إلى حل لإنهاء المشكلة فشلت”، مشيراً إلى أن “النظام يعتزم إنهاء مشكلة قائد الدفاع الوطني المتمرد عبد القادر حمو، الذي يهدد بعرض فضائح ضباط بالنظام”.

وأكد أن الاشتباكات أدت إلى “إغلاق المحال التجارية والمدارس وتأجيل الامتحانات الجامعية”.

بالمقابل، طالب حمو عناصره باستهداف قوات الأسد حتى استعادة المقار التي سيطرت عليها، قائلاً “اعتبروا الدولة عدواً لكم”.

واتهم في تسجيل مصور نشرته وسائل التواصل، مدير “مكتب الأمن القومي السوري”، علي مملوك، بطلب ثلاثة ملايين دولار من أجل تسوية وضعه وإعادة الأمر إلى وضعه السابق.

وذكرت صفحة “الدفاع الوطني” في القامشلي أن ما يجري هو “نتيجة خلافات بين ضباط من الجيش وقائدنا عبد القادر حمو”.

وأضافت أن “قوات الهجانة (حرس الحدود) هاجمت نقاط تمركز قواتنا في المربع الأمني مما أدى إلى نشوب اشتباكات أسفرت عن إصابات”.

وأكدت أن القوات ستبقى موجودة في المربع الأمني “ما دام قائدتنا موجود”، في إشارة إلى عبد القادر حمو.

بداية العصيان

وتعود المشكلة إلى الشهر الماضي عندما اعتدى حمو بالـضرب على الشيخ عبد العزيز محمد المسلط، أحد شيوخ قبيلة الجبور وابن شقيقه.

وأدى ذلك إلى استنفار قبيلة الجبور، والتي دعت إلى حل “الدفاع الوطني” في الحسكة وتسليم حمو لمحاسبته.

وحددت قبيلة الجبور مهلة 48 ساعة لنظام الأسد لتسليم حمو، قبل أن تندلع، منتصف الشهر الماضي، اشتباكات بين أبناء القبيلة وقوات “الدفاع الوطني” بعد انتهاء المهلة.

وتحت ضغط العشائر، عزل نظام الأسد حمو من قيادة “الدفاع الوطني” وعين بدلاً عنه يوسف حمود.

وذكرت صفحة “الدفاع الوطني في الحسكة” أن “قائد مركز الحسكة في الدفاع الوطني يصدر قراراً بتكليف المقاتل يوسف خليفة حماد كقائد لقطاع الحسكة بدلاً من المقاتل عبد القادر حمو، الذي تم استدعائه إلى دمشق للتحقيق”.

إلا أن حمو رفض إخلاء مقاره وتسليم صلاحياته، حسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.

من هو عبد القادر حمو؟

حمو من مواليد 1979، بدأ ضمن اللجان الشعبية التي شكلها نظام الأسد لقمع المتظاهرين في الحسكة.

وبسبب علاقته مع الضابط في المخابرات العسكرية النقيب بسام العرسان، تمكن من فرض نفسه في الحسكة، بعد تشكيل ميليشيا بالقرب من فرع “حزب البعث”.

وتسلم حمو قيادة “الدفاع الوطني” منذ سنوات، وفرض أتاوات على تجار ومحلات وبسطات سوق الهال.

كما يملك موارد مالية كثيرة، حسب وسائل إعلام محلية، منها مركز البراد الآلي.