المرأة والأمن… توأمان- عبدالله جعفر كوفلي / باحث اكاديمي

 

يمر اليوم ١٣/١٠/٢٠٢٣ الذكرى الثالثة والعشرين لصدور القرار المرقم(١٣٢٥) في سنة ٢٠٠٠ من مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وهو قرارٌ تاريخي يدعو إلى مشاركة المرأة وتمثيلها في العمليات السياسية وحل النزاعات، وحمايةِ النساء والفتيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيزِ حقوق المرأة بموجب القوانين الوطنية، من بين فقرات رئيسيةٍ أُخرى.

تلعب المرأة دورًا مهماً وكبيرًا في الحياة العامة لإنها نصف المجتمع وأم وأخت وزوجة للنصف الاخر، فهي تشارك الرجل في إدارة شؤون الحياة اليومية، وهي المربية والمقررة والساندة والداعمة والمدافعة الشرسة عن حقوقها لأنها الام الحنونة التي تملك بين أضلاعها قلبًا نابضًا وناصعاً أبيضًا كالثلج نقيًا نقاء العسل واختاً وفيًا وزوجة صالحة.

تلعب المرأة دورًا مهماً في حفظ أمن واستقرار الدول والأوطان ، فهي اللبنة الاساسية في الأسرة وبدونها يفقد معناها وهدفها والمعلوم ان الأسرة المتماسكة والبعيدة عن الانحرافات السلوكية تمثل مصنع بناء الانسان الصالح المصلح الذي يلعب دوره في اداء المهام الموكلة إليه خاصةً في حماية أمن واستقرار المجتمع، إنسانًا سليمًا في سلوكه وتفكيره بعيدًا عن العنف والارهاب ومخلصًا ومكافحاً وحاميًا لحقوق الانسان ومحافظًا على امن الوطن ومحبًا لوطنه وشعبه وعلمه.

من جانب آخر فإن المرآة تستطيع ان تلعب دورها بإدارة شؤون البلاد على كآفة الأصعدة وخاصة في سلك التربية والتعليم خارج اطار الأسرة ببناء الانسان الصالح المخلص لإن المؤسسات التعليمية والثقافية والاجتماعية تلعب دورا مهماً وأساسيًا في حماية امن واستقرار المجتمع.

من الناحية الأخرى فإن دور المراة كبير ومؤثر عندما تشارك في أداء المهام الموكلة إليها ضمن المؤسسات والأجهزة الأمنية لأنها تستطيع ان تقدم ما يعجز عنه الرجل ويمثل دورها تكامليًا وتضامنيا مع دور الرجل بل لا تقل عن دوره حيث أنها كانت موثرة في رسم الأحداث واتخاذ القرارات والمواقف ضمن أكبر المؤسسات الأمنية العالمية واستطاعت ان تتحدى العوائق وتتحمل المسؤولية.

ان صدور القرار الأممي المشار إليه ما هو تأكيد على دور المرأة في تحقيق السلام والامن والاستقرار على مستوى العالم ولا يعني ابدآ عدم وجودها او إنكار دورها قبل ذلك، بل أنها كانت وما تزال اللاعبة القوية والمؤثرة والحامية الأمينة لصون أمن بلدها من خلال مشاركتها الفاعلة مع غيرها في بناء الانسان السليم الذي يقدر على حماية نفسه من كل انحراف وإشاعة.

نبارك لأمهاتنا وأخواتنا هذا اليوم مع تمنياتنا لهن بالتوفيق والنجاح المستمر وحياة كريمة وآمنة..

٣١/١٠/٢٠٢٣