من ادب المهجر- قُبلةُ الالهام والسلام- بدل رفو

 

غراتس \ النمسا –

 

على أمواج الفجر..

يرسم على ثوبها الشفاف،

حين تستجيش راحات يديه

على أنواء الضوء الخافت،

وعطرٌ يسيل لذكرى تهزُّ هيجانهُ

وتوقهُ للغابات العاريات..

للمحات عمرٍ راحل يسطر من فياض الرحلات صباحات،

توقظُ أحزانهُ ريحاً ،تفتش عن عتبات التباكي

شوقاً من شذى درب الحياة.

يرسم سماء سامقة ..

يهزُ ثوبها فراشاً على سجادة..

يتوجُ بها الارض اغتراباً ووشمات ..

حمامات وغيوما ودفء بساتين الارض قبلات.. !!

***    ***

شاعرٌ.. يلعقُ الغربة بين سجوف الدنيا،

بصلوات ولتحتفي بالشهد كلما دقت أبواب الفقراء،

ولكن من فوهات مدافع الفيضانات،

تفترش الارض  قصائد وجعٍ..

ليتمدد الشجنُ في قلب الارض

قرابيناً وجثثاً على قارعة الطرق .

الزلازل.. تمطر تعاريج الزمن

والتاريخ..  أرض تجردت من الالوان والانسانية

في أرض يباب ،

وقتها توقظ اشراقة الانسان في صراع

مع الظلم والقضبان..

رغم صور الحياة الممزقة والسهام

وتراتيل الليل الحزينة !!

***     ***

إرمِ أنتصارات أجدادك المزيفة ،

وإياك أن تتكئ على ذراع التاريخ

وحضارة آلاف الاعوام ..

وأنت تلهثُ وراء كسرة خبز..

وراء لتر وقود..

يحدثانك عن زيف أغنيتك الخالدة ،

وأنت تُلوِّحُ بتلويحة وداعٍ أخيرة

صوب قارات الصمت الدافئ!!

***     ***

هنا ..

في قارات الدنيا إخضرت فينا الحياة

خلف ستائر ليل الغربة،

بعيداً عن الارتزاق وكلبنة الحياة

ومقبض السكين،

عن شهوات العدو لأنهار الدموع

وعبث العمر..

وشتائمه فاقت الصراخ والتوقعات !!

***     ***

على أمواج الفجر وعلى ثغرك ..

رأيتُ فيهما سمائي ووحدتي،

وحريتي في ظل قبلةٍ لا مثيل لها في الأسفار

وأغاني الغجر ،

قبلة ..إلهامٌ للشعر وسلامٌ لخيمة الكلمات

في طرقات الترحال والعبور

صوب مملكة صمت العطر

قبلة لحد الاغماء!!