خطوة نوعية بإتجاه إسقاط النظام الايراني- منى سالم الجبوري

إعتقد ولازال النظام الحاکم في إيران يعتقد بأن الاساليب القمعية والمتمادية في وحشيتها، والتي يستخدمها بصورة مضطردة ضد الشعب الايراني، کفيلة بإسکات معارضة الشعب الايراني ضده الى الابد، لکن الذي فاجأ النظام القمعي وبشکل خاص جدا الجلاد الولي الفقيه خامنئي، عندما إنتفض الشعب الايراني في 16 سبتمبر2022، ضد النظام وهتف بسقوطه وإستمر في إنتفاضته لأشهر عديدة، فقد إهتز النظام وقادته من جراء ذلك من الاعماق وأصيب بصدمة أربکته وأرعبته کثيرا، لکن وفي ظل الصمت والتقاعس الدولي وخصوصا الغربي لتلك الانتفاضة فقد بادر النظام الى قمعها بمنتهى الوحشية، وتنفس الصعداء ظنا منه”کأي نظام ديکتاتوري” من أنه قد تخلص من الرفض الشعبي وحسم الامر لصالحه.
الاخبار والتقارير الواردة من داخل إيران والتي تشکل مقاطع الافلام التي تنقل أحداثا حية، تعطي إنطباعا بأن هناك شيئا غير عاديا يجري في إيران، ذلك إن التحرکات والنشاطات الاحتجاجية المتصاعدة لمختلف شرائح وأطياف وطبقات الشعب الايراني والمستمرة على أعقاب إنتفاضة سبتمبر، وبوتيرة ملفتة للنظر بحيث تکاد أن تغطي معظم أرجاء إيران، يمکن القول من أنها تختلف عن أي تحرکات ونشاطا أخرى ضد هذا النظام خصوصا وإنه يتم بصورة تبدو وکأن الشعب الايراني قد أخذ الدروس والعبر من تجاربه الماضية في التصدي ومواجهة ضد هذا النظام والصراع ضده.
تزامن التحرکات الاحتجاجية مع النشاطات النوعية لوحدات المقاومة وشباب الانتفاضة وخصوصا وإن الايام الاخيرة قد شهدت تطورات نوعية بهذا الصدد وبالاخص بعد إستهداف شباب الانتفاضة لمقر القوة الجوفضائية للحرس الثوري للنظام في طهران، فإنه يمکن إعتباره خطوة نوعية للأمام بإتجاه العمل ضد هذا النظام، الى جانب إن المحتجين لم يعودوا يتخوفوا من الاجهزة القمعية عندما تتصدى ضدهم حيث يشتبکون معها ببسالة منقطعة النظير فيجعلونها تضطر لکي تلوذ بالفرار خصوصا عندما تعلم بأن الشعب الايراني کله متضامن ويقف الى جانب هذه الاحتجاجات.
التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية والذي صادر وسرق ثورة الشعب الايراني الانسانية التقدمية وألبسها ثوب التخلف والجهل والشعوذة والتطرف الديني والارهاب، جاء اليوم الذي يواجه فيه الشعب الايراني بمختلف أطيافه بل ويجد نفسه مرة أخرى وجها لوجه أمام المقاومة الايرانية التي قامت بتعبأة داخلية وخارجية ضده وعرته وکشفته على حقيقته الاجرامية البائسة، وأقنعت العالم کله وليس الشعب الايراني فقط من إن بقاء وإستمرار هذا النظام يعني إستمرار التهديد والخطر القائم ضد السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وإننا وفي الوقت الذي نجد فيه المقاومة الايرانية تقود حملة سياسية واسعة النطاق دوليا ضد هذا النظام فإن الشعب الايراني يتجاوب مع هذه الحملة ويسير في طريق الامل الطريق الذي سينتهي بإسقاط النظام وتغييره.