سلسلة تأريخ بادينان العمادية : د٠ مسعود كتــاني – الجزء الرابع : خديجة مسعود كتاني

 

الإدارة والاقتصاد

التجارة والضرائب – الحرف والعادات الشعبية في (إمارة بادينان العمادية)

الجزء الرابع : خديجة مسعود كتاني

نقود  العثمانين في العراق و بادينان

مصدر الصور Pinterest

نقودالعثمانيين في بهدينان

كانت العملة العثمانية بداية عهد الدولة تعرف باسم  (الغروش) أو (القروش)وكانت تسك من معدن (البرونزوالنحاس) وفي أواخر الدولة أصبحت (الليرة) مرادفا لها فكان مضافا اليها اسم السلطان الذي في عهده ظهرت تلك العملة فكان يقال (ليرة مجيدية) وليرة رشادية على سبيل المثال٠

ضرب العثمانيين النقود (الذهبية، الفضية، والنحاسية)التي انتشرت وتداولت في كل أنحاء الدولة، إماراتها ذات الحكم المباشر واللامباشر أي الشبه مستقلة مثل الكثير من الامارات الكردية، في بادينان وكردستان عامة٠مما أثرت على العملات السابقة تدريجيا، لكنها لم تنقطع كليا لان عملات الدول والدويلات والامارات التي سبقت الحكم العثماني شكلت (سيولة) هائلة في الشرق الأوسط برمته٠ وبقيت متداولة في الداخل والخارج بالاخص النقود الذهبية والفضية وظلت المعايير، الاوزان، والنسب هي التي تقرر قيمتها في التعامل التجاري، بغض النظر الى المكان أو الدولة التي ضربت فيها أو عائديتها٠ وكان  (الرصيد الحقيقي) يكمن في المعدنين النفيسين (الذهب والفضة) واللذان كانا وراء ديمومة التداول وديناميكية التعامل٠

 

إحتل العثمانيون العراق سنة ٩٤١هـ /١٥١٦م  حينها ازداد التبادل النقدي التجاري

أكثرعن ذي قبل، (نزل النقد العثماني بدرجة وحجم أكبر الى الامارات الكردية ومنها بادينان) الى جانب العملات الأخرى الغير عثمانية المتداولة أصلا٠

واشتدت المنافسة التجارية على العراق عامة وخاصة بغداد٠ وبين دولتي الشرق الأوسط، (العثمانيين والصفويين) ودخلت العملات (الأوروبية) الذهبية والفضية الدولة العثمانية عن طريق الضرائب، والجزية، الاحتلال، والتجارة من البحر المتوسط بواسطة الاساطيل المتعددة٠ مما مهد الطريق لدخول الكثير من النقود الأجنبية التي وصلت الى مختلف الولايات والامارات ولكن بدرجة أقل٠ (والمتحف العراقي) خير شاهد على هذه المجموعة القيمة من النقود الذهبية، الفضية، النحاسية والبرونزية) لذلك العهد، ولقد زارها المؤلف مرارا وتكرارا للاطلاع على هذه المسكوكات التأريخية المهمة٠ وتمكن مشاهدة (النقود الإسلامية التي وردت للشرق الأوسط من بقاع الاسلام في العالم القديم – للقارات الثلاثة : آسيا، أوربا، أفريقيا ومنها عن طريق التجارة الى الشام، شمال أفريقيا، والعراق ومنها الى (كردستان و اماراتها) والى آسيا الصغرى٠ أهم أسباب انتشار النقود وجود (دور ضرب السكة النقدية) بالقرب من المناطق، الامارات والولايات (الكردية)

قائمة بالنقود العثمانية التي ضربت في العراق

في ٨٢٦هـ – ٩٧٤هـ  و ٩٥٠هـ – ١٥٤٤م و ٩٥٨هـ – ١٥٥٠م و ٩٦٠هـ – ١٥٥٢م  كلها (ضربت في بغداد أما التأريخ الأخير ضرب في الحلة والموصل أيضا) التي ضربت في بغداد تحمل كتابة (سلطان سليمان بن سليم شاه عز نصره بغداد ضرب سنة ٩٥٨هـ ) والوجه الآخر يحمل عبارة (ضارب النصر) أما التي ضربت في الحلة يحمل على الوجه الأول عبارة (العادل الكامل سلطان أبو اللطف سليمان شاه إبن سلطان سليم عز نصره)، وعلى الطرف الثاني (سلطان البرين والبحرين ضرب حلة خادم الحرمين الشريفين) ٠

 

نقود السلطان (سليم الثاني) ابن السلطان سليمان القانوني الضعيف إداريا وقليل التدبير مقارنة بإخوته الاثنين، اللذان قتلا على يد والدهما (السلطان سليمان القانوني)

النقود أدناه كانت متداولة بصورة إعتيادية في كل أنحاء (الدولة العثمانية) والامارات الكوردية وبادينان الى جانب العملات الأخرى للدول والدويلات الصفوية والجلائرية، القره والآق قوينلو فضلا عن الاموية، العباسية، المغولية وغيرها رغم التراجع الذي أصابها ولكن التداول كان جاريا ومسموحا ٠

 

 

نقود (السلطان سليم الثاني) إبن (سليمان القانوني) من ٩٧٤- ٩٨٢هـ

الدينار الذهبي (في بغداد) باسمه ، ودرهم فضي بوزن (درهم  ٢٥، ٣ قراط) وكان يسمى (سليمي)

نقود (السلطان مراد الثالث) حكم  ٩٨٢- ١٠٠٣هـ  ضربت النقود في ٩٨٢هـ في (الموصل)

نقود (السلطان محمد الثالث)  ١٠٠٣هـ / ١٥٩٣م  ضربت في (بغداد)

نقود (السلطان مراد الرابع) ١٠٣٢- ١٠٤٩هـ  ضربت في الحلة سنة ١٠٤٣هـ – ١٦٣٣م  و ضربت في بغداد قبل فتحه لبغداد ٠

نقود (السلطان محمد الرابع)  ١٠٥٨- ١٠٩٩هـ  ضرب نقد باسمه في بغداد تزامنا مع أمير بهدينان (قوباد بك الثاني) في العمادية،  كذلك في عهد الأمير (مراد خان بك الأول) ثم مع (قباد بك الثالث) و (سعيد بك الثاني) و (بارام خان بك) … حيث دام فترة حكم (السلطان العثماني محمد الرابع ٤١ سنة) إذ عاصر اربع أمراء بهدينان في إمارة العمادية٠

نقود (السلطان محمود الثاني) ١٢٢٣- ١٢٥٥م اسم النقد (خيرية) ضرب في (بغداد) في ١٢٣٨هـ – ١٨٢٢م  و ١٢٤٧هـ – ١٨٣١م، كتب على الوجه الأول :

(محمود خان غازي، ضرب في بغداد ١٢٤٧هـ ) وعلى الوجه الثاني (زمان سلطان السلاطين عدلى طغرا ) وضربت كذلك في (اسطمبول) كانت دنانيره الذهبية الأخيرة ذي معيار غير كامل لكنها دخلت التجارة بشكل طبيعي في إمارات الكرد وبادينان وأنحاء الإمبراطورية العثمانية٠

أما النقود الفضية العثمانية المضروبة في العراق (الدراهم) = (الدراخم) بدأت بالظهور في :

(٩٤٢هـ – ١٥٣٥م الى سنة ١٢٤٩هـ ) وأشهرها دراهم (السلطان سليمان القانوني)

وكانت أوزانها كالآتي : وزن النقد الفضي الأول في ٩٤٢هـ – ١٥٣٥م  (درهما واحدا ضرب في بغداد ) = ٦- ٦٬٥ قيراط

في ٩٤٨هـ – ١٥٤١م ضرب في بغداد بوزن (درهم واحد) ومعيار =٥ ،٦ قيراط

في ٩٦٠هـ – ١٥٥٢م ضرب في بغداد ووزنه (درهم واحد) ومعياره =  ٧٥، ٥

قيراط

في ٩٥٦هـ – ١٥٤٦م ضرب في بغداد وقيمته المعيارية (لربعه) ٣،٥ قيراط

في ٩٥٨ هـ – ١٥٥٠م ضرب في بغداد ربع الدرهم ٤ قيراط

وفي الموصل ضربت دراهم  فضية بوزن درهم و (أربعة وستة قيراط)

وكانت جميع الدراهم (القروش الفضية) المضروبة في بغداد تسمى(بەغدایی)

 

رأى المؤلف (د٠ مسعود الكتاني) أهمية كبيرة في متابعة المعلومات التأريخية شفاهيا ، خلال شخصيات عمادية كبارالسن، من الأقارب والمعارف ممن لهم خبرة ودراية  في الأمور التأريخية إضافة للمصادرالاخرى٠ على سبيل المثال كان يصطحب عمته (عائشة شينێ البالغة ٩٣سنة) من منطقة الزهور في الموصل كونها تسكن لدى ابنتها (فخرية) يجالسها ويحاورها ساعات طويلة حول كل ما هب ودب في العمادية وبادينان لقد كانت موسوعة بحق الرحمة على روحها)٠ وشخصيات من عصره ممن لهم الخبرة الحقيقية، عن الاحداث ومجريات الامور التي تلامس واقع الاحقاب الغابرة،  لكي لاتذهب سدا٠ مما لها أهمية كبيرة لدى المؤلف الذي لا يتوانى عن البحث المستمر فلم يترك متحفا الا وزاره عشرات المرات أو دار المخطوطات سواء على مستوى العالم في (الغرب أيام الدراسة) أو الشرق الأوسط ٠

 

يقول المؤلف : د٠ مسعود كتاني (رحمه الله)

(إحتفضت ببعض السجلات والتسجيلات التركية العثمانية بين كتب العائلة للرواتب والضرائب والحاصلات والواردات الحكومية، أسماءها مكتوبة في جداول حسابية تعود لزمن (الجد وإخوانه الأربعة) أولاد الجدة الكبيرة (صالحة خان إبنة عمرأغا الكتاني) رئيس عساكر (إسماعيل بك) الذي أغتيل على يد أحد الخونة من العمادية يدعى(خالد کەبکەبا) = (خالد كب كبا ) جاسوس (ميرێ کورە) لقاء رشوە٠ وكان يورد كثيرا في حديثها مصطلح (بەغدایی) ويقصد بها الدراهم الفضية العثمانية التي ضربت في بغداد٠ لقد كانت عجوز وقوره لبيبة، مدبرة وكان ديوانها يجالس شخصيات عمادية لتبادل الحديث ومن الشخصيات (مفتي العمادية، الحاج عبدالعزيزآغا إبن عمها،والحاج شعبان من وجهاء عمادية ومصطفى أفندي ملا يحي المزوري) كانت تلك الشخصية النسائية راوية نطوقة مقتدرة تحمل مخزون هائل من الحقائق التأريخية، ومعرفة في إدارة القضايا والأمور فضلا عن ذاكرة نيرة تحمل وقائع لاكثر من قرن ونصف تروي تأريخ الاحداث عاشتها أو توارثتها عن والديها وأجدادها والمعاصرين بحيث يضرب بها المثل٠

في تلك الحقبة : ظهر النقد (فواري) قيمته (عشرة شاميات) انتشر في البصرة بداية ثم دخل الى الشمال تدريجيا٠

ضرب النقد باسم السلطان (محمود الثاني) العثماني باسم (العشرة) في بغداد، وكان نصف بيشلك = ١٠قروش في إسطنبول وقيمته (٥) قروش في بغداد

ظهرت نقود (الروبية، نصف الروبية، وربع روبية) الإنكليزية الفضية دخلت التداول وإزداد التعامل بها ( كون معيار الفضة فيها عالي حوال٩٠٠ أوأكثر) ودخلت بهدينان بغزارة

ظهر النقد (القمري) الإنكليزي أيضا، دخل التجارة والتداول في الاسواق بعد (إنهيار الإمارات الكردية) منها إمارة بهدينان، وقيمته بعدد (المتليكات) وازداد التداول بها في بهدينان فضلا عن جيلين من اسلافنا تداول بها قبلنا واسماءها كانت متداولة حتى الحرب العالمية الاولى٠

أما الفلوس النحاسية فكانت مرافقة للفضية المختلفة في التداول اليومي في الأسواق في بادينان وخارجها اذ كانت كسور القروش والقمريات تكمل بالفلوس في عمليات بيع وشراء السلع بالاسواق٠

ومن الفلوس النحاسية (مانقر) وقيمته واطئة تكمل بها أسعار البضائع والسلع اليومية في الأسواق وللتداول٠ وأصل المصطلح هو (مانكون – ومونكون – مانغر)

يعود الى المغول٠اسمه كان متداولا على الالسن في بهدينان كمصطلح مقترن باشياء ليست ذات قيمة ٠ كل (مانقرين = آقچة) في إسطنبول ٠ وكل وقية من النحاس يصنع منها (٨٠٠ مانقرا) كثر تداوله في العراق عامة والامارات الكردية وكان يسمى (المانقر الأحمر)

في عهد ( السلطان عبد المجيد) صدرت العملة الورقية العثمانية قبل نهاية الدولة وسقوطها على غرار النقد الورقي المغولي والصيني ٠

سنة ١٦٦١صكت (السويد) نقدا ورقيا دفع الى التداول التجاري ثم تلها (إنكلترا) في ١٦٩٠ م  وبعدها (فرنسا) ودول أوربا الاخرى٠ دخلت هذه (العملات الورقية) الدولة العثمانية أيضا لكنها كانت محدودة، لعدم الاقبال على (العملة الورقية) من قبل التجار الأهالي عامة٠ودخلت العملة الورقية الى مناطق كردستان وبادينان أوائل القرن العشرين مرة ثانية٠

ظهرت العملة الورقية بتأريخ (١٢٥٦- ١٢٨٠هـ) ثم الغيت من التداول ٠ وفي

١٢٩٣هـ – ١٨٧٦م أعيد طبعها ثانية وانتشرت في أنحاء الدولة لاربع سنوات ثم منعت ثانية من التداول بها ٠ في ١٣٣٣هـ أعيدت للتداول، وكل ورقة بقيمة (٥٠٠) قروش عمل بها لسهولة جباية الضرائب٠

ثم ضربت (٤٠مليون) قروشا من الكاغد بواقع (٥٠٠) قروش للكاغد الواحد وتلتها فئة ( ١٠٠، ٥٠ قروشا) تحمل ختم الدولة وتوقيع وزير المالية٠

أصدرت أوراق نقدية جيدة (الكاغد والتقنية) من فئة (٥٠٠، ١٠٠٠،١٠٠،٨٠) قروشا، والى (١٠٠٠ ، ٥٠ ، ١٠٠قروش) كاغد (الورق)

طبع الامريكان (١٢مليون قروش) ودفعتها الى داخل الدولة العثمانية لتلافي التضخم النقدي الهائل آنذاك جراء الحرب (الروسية -العثمانية)٠

حرقت الدولة العثمانية أعداد كبيرة من العملة الورقية (وطبعت٢٠قروشا من الكاغد) باسم (قوائم الجيش = ئوردى قاسمەس) استعملت لدفع الضرائب، حتى قلّت بين الأهالي بنسبة٣٠٪؜ فضلا عن قلة الاقبال على العملة الورقية٠استفادت الدولة العثمانية من ذلك٠ مما أدى استقرار البنك العثماني ٠

ظهرت العملة ثانية في عهد السلطان (مراد الخامس) ١٨٧٦م والذي خلع عن كرسي السلطنة٠

جاء (السلطان عبدالمجيد ) وضرب في ١٢٥٩الليرة الذهبية باسمه وفي ١٢٦٠(نصف ليرة ذهبية) وفي ١٢٧٢(ربع) ليرة ذهبية قيمة الليرة ( ١٠٠قروش) كلها تداولت في المناطق الكردية وبهدينان ٠ثم ضرب (السلطان عبدالمجيد) ، (الريال الفضي العالي النقاوة) باسم (مجيدي)

والليرة الذهبية = ٥ مجيديات، ازداد التعامل بالمجيدي الفضي والليرة الذهبية ونصف وربع الليرة الذهبية٠وكانت قيمة المجيدي = ٢٠ قرشا  ثم صدرت عملة (نصف وربع مجيدي فضي) وبقي هذا التعامل نشطا لحين سقوط الدولة العثمانية٠ ودخلت أنصاف وأرباع المجيدي والقليل من المجيدي الكامل في صناعة وصياغة الحلي، وطاسات الرأس فوق الپوشیات، القلادات، الاساور، الخواتم والاحزمة٠ استخدم هذا الحلي في بادينان والمناطق الكردية الى منتصف القرن العشرين وأخذت حيز بين مقتنيات الفلكلور الكردي٠

جاء السلطان (عبدالحميد الثاني)  ١٩٠٩م – ١٣٢٧هـ  فألغى التعامل بالعملة الورقية لهبوط القدرة الشرائية في الأسواق والامارات الكردية٠ لكنه ضرب نقد ورقي ١٣٣٢هـ بقيمة تعادل

النقد المعدني رغم ذلك كانت العملة المعدنية أقوى بكثير٠

ملاحظة

كانت الدراهم الفضية العثمانية كثيرة التداول في المناطق الكردية بشكل عام وكانت مكتوبة بالشكل التالي،

  • (السلطان محمود بغداد ١٠٥٢هـ على الوجه الأول) و الطغراء على الوجه الاخر و٩٨ على نقد آخر له
  • السلطان محمد عز نصره على قطعة أخرى
  • السلطان محمد ضرب بغداد ٥٥ ( أي ١٠٥٥هـ)
  • سلطان محمد بن إبراهيم خان عز نصره ضرب بغداد
  • السلطان مراد غازي – عز نصره ضرب بغداد ٤٩ (أي ١٠٤٩هـ)
  • ضرب ١٠٥ (أي ١١٠٥هـ) مع النقوش على الأطراف إضافة لنقاط وخطوط
  • خلد ملكه بغداد على وجه و (السلطان بن أخمد خان) على الوجه المقابل
  • غازي عز نصره على طرف والطرة على الوجه الاخر
  • بغداد ١٠٤١هـ – غازي بن غازي عز نصره

يتبع:

النقود الغربية المتداولة في كوردستان ………الجزء الخامس والأخير