حقيبة ليالي رمضان-   مغامرة غير تقليدية في جامعة بوليتكنيك – دهوك – حاتم خاني

 

انتهت فعاليات احياء ليالي رمضان في المعهد التقني في دهوك , وهو واحد من اهم المعاهد التابعة لجامعة بوليتكنيك دهوك حيث تكافح هذه الجامعة لاثبات وجودها على مستوى المحافظة اولا ومن ثم السعي للانتشار عبر الاقليم والعراق . حيث تضمنت هذه الفعاليات مسابقات ثقافية , ومسابقات رياضية , ومسابقة الشطرنج الفكرية , بالاضافة الى المسابقة الشعبية الاولى على مستوى الاقليم والعراق في شهر رمضان المبارك الا وهي مسابقة ( المحيبس المشهورة )
الفعاليات كانت محاولة جادة وغير تقليدية قام بها السيد عميد المعهد الدكتور اراز رجب , للوصول الى تحقيق جملة من الاهداف لعل اهمها هو محاولة تقريب المؤسسة للمجتمع وتعريفها امام المواطنين باستخدام فعاليات مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذا المجتمع ومن خلال مناسبة لها قدسيتها واهميتها لدى مجمل المواطنين , مسلمين وبقية الطوائف الدينية .
وعلى الرغم من الامكانيات المحدودة المتوفرة حاليا نتيجة الوضع الاقتصادي المتأزم في الاقليم , وعلى الرغم من كونها خطوة محفوفة بالمخاطر نتيجة المفاهيم السائدة لدى مجتمعاتنا بصورة عامة ولدى معظم طبقات المجتمع المتعارف عليها بان المؤسسات التعليمية ما هي الا ابنية وهياكل  تلقى فيها المحاضرات ومقتصرة ومحصورة في اتجاه واحد فقط وهو مسلك التعليم , وان العلاقة الوحيدة الموجودة في هذه الكيانات والمسموح بها هي علاقة الاستاذ بالطالب والتي تتركز بمنح هذا الطالب المعلومات المطلوبة والمتعلقة باختصاصه الدراسي فقط . لكن على الرغم من كل ذلك الا ان الامسيات اقيمت طوال شهر رمضان المبارك والمغامرة التي قام بها السيد العميد ادت الغرض المطلوب منها .

وقد يكون كسر المفاهيم المشار اليها حتى لدى الفئات التعليمية  من المجتمع ليست سهلة وقد تستغلها بعض هذه الاطراف المتنافسة لتنتقد هذه الخطوة وهذا التوجه وتحاول الدفع بها الى وجهة اخرى للحصول منها على نتائج عكسية .

لكن الخطوة نجحت نجاحا باهرا , وتم تحقيق معظم الاهداف المرجوة منها , ونعتقد بان الجامعة ومنذ تأسيسها لم تكن معروفة لدى المواطنين بقدر ما هي عليه الان.
وقد اظهرت هذه الخطوة امرين اثنين :

1 – ان الجامعة فيها امكانيات كبيرة جدا يمكن ان يتم استغلالها للترقية بها الى المراتب المتقدمة على كافة المستويات والحصول على شخصية الجامعة التي تميزها عن بقية الجامعات الموجودة في المحافظة باعتبارها جامعة تقنية يتخرج منها كادر هو الاساس في التقدم العلمي .

تجدر الاشارة ان رئيسة الجامعة قد خطت في بداية مشوارها بعض الخطوات الكبيرة بهذا الاتجاه وحاولت بالفعل تحقيق التوجهات التقنية للجامعة لكي يكون لها شخصية متميزة عن الجامعات الاخرى ,الا اننا نعتقد ان الكوادر القادمة من الجامعات الاخرى و الذين تسلموا المسؤوليات الحالية لن يتمكنوا من التأقلم مع هذا الاتجاه باعتبار انهم من ضمن الكادر الاكاديمي النظري الذي لا يتقبل اي توجهات لا تتناسب ودراساتهم . ومن هنا برز السيد عميد المعهد التقني – دهوك , الدكتور اراز رجب مختلفا تماما عنهم لكونه ابن هذا المعهد ويعرف تماما كيفية التعامل مع كل النواحي التي تساهم في نجاح الجامعة , ونجح بالفعل خلال فترة قصيرة جدا من التقدم بالمعهد الى الامام لتسلم الريادة على كل المعاهد والكليات الاخرى التابعة للجامعة .

2 – ان النوايا الطيبة وبذل الجهود الكبيرة للعاملين في حقل الاعلام الخاص بالجامعة والمعهد ايضا غير كافية , بل تحتاج الى رفدها بكوادر مختصة اخرى تساعدهم وتحمل عنهم العبء الكبير الملقات على عاتقهم , وعلى رئاسة الجامعة عدم الاكتفاء بالانجازات البسيطة التي تحققت بفضل اندفاع الكادر الاعلامي الموجود , ولكن يجب استغلال هذا الاندفاع وهذه الرغبة الكبيرة لديهم ودعمهم بشكل غير اعتيادي لكي نحصل على نتائج غير اعتيادية تليق باسم الجامعة نظرا لاهمية الاعلام في ابراز الجوانب المختلفة للجامعة من حيث موجودات الجامعة ومكوناتها والتي نعتقد بافتقار بقية الجامعات لها فالجامعة تحتوي على مختبرات لا تتوفر في بقية الجامعات , وتحتوي على ورش قد تكون الافضل على مستوى الاقليم , وبشهادة اللجنة المرسلة من وزارة التعليم العراقية , كما انها تضم قاعات دراسية حديثة في محتوياتها ومعظمها جديدة , وفيها كادر طبي واداري وعلمي متمرس على الرغم من تضاءله بمرور الايام وعدم تعويضه بالكوادر المماثلة وعلى الرغم من محاولة الكوادر الجديدة نزع خصوصية هذه الجامعة وتقليد الجامعات الاخرى .

كانت خطوة في الاتجاه الصحيح لن يجرؤ عليها التقليديون في كل الجامعات , وقد ساهمت بالفعل في اكتساب جامعة بوليتكنيك موقعا رصينا , ستثبت قوادم الايام نجاح هذه التوجهات .

 

حاتم خاني