تكبدت اذرع ايران وذيوله هزائم متوالية , وانفرط عقد محور الممناعة بانكسارت محبطة , اخرجته من دائرة النفوذ والتحكم بالقرار السياسي ومصير ألاوطان والشعوب , القابعة تحت قبضته السلطوية , وانكسر النفوذ والوصاية الايرانية في المنطقة وتأقلمت مخالب ايران , بعد التبجح والتكابر , بأن ولاية الفقيه تحكم السيطرة الكاملة على أربع عواصم عربية , سورية ولبنان واليمن والعراق , ففي لبنان بعد الحرب , حزب الله مع اسرائيل , مني بهزيمة ساحقة في الجنوب اللبناني اصبح مدمر بالكامل وكذلك الضاحية والبقاع وبيروت , واضطر تحت ضغط هزيمته المنكرة , ان يوافق على وقف إطلاق النار ويخضع الى تطبيق قرار 1701 واتفاق الطائف بتسليم سلاحه وحل سلاحه العسكري , ويبقى على الجانب السياسي فقط في عموم لبنان , وجاء انتخاب ميشال عون , بعد تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان , حوالي عامين , في ابتزاز القوى السياسية في الرضوخ واجبارها على انتخاب مرشحه سليمان فرنجية , وبعد انتخاب الرئيس المنتخب الجديد , تعهد في استرجاع الدولة اللبنانية المخطوفة من حزب الله , وعلى نزع سلاح كل الفصائل , وحصر السلاح بالجيش اللبناني فقط , وإعادة هيبة الدولة بعدما فقدت لأعوام طويلة , يكون قرار الحرب والسلم والمؤسسات بيد الدولة , وليس بايادي حزبية , ووقف التهريب وغسيل الأموال , والسيطرة على المطار والمرافئ , ونقاط الحدود تحت اشراف الدولة , يعني بكل بساطة , تمزيق احتكار حزب الله للدولة اللبنانية , اما في سورية وسقوط الدكتاتور بشار الاسد , هذا السقوط المدوي والسريع , كسر ظهر ايران , بحيث ان احد قادة الحرس الاثوري , يصف خسارة ايران في سورية بالكارثية , بأنها اكبر من انفصال اقليم الاحواز عن ايران , بالرغم من ان اقليم الاحواز يمثل شريان الحياة الى ايران , حيث اغلب آبار النفط توجد في هذا الاقليم العربي , الذي اقتطع من العراق في الماضي . أما في اليمن فإن سيطرت الحوثيين على السلطة بحكم المنتهي , بعد الضربات الجوية الامريكية والبريطانية والاسرائيلية . لم يبق للنفوذ والوصاية الايرانية سوى العراق , لذلك طلب رئيس امريكا الجديد ترامب في رسالة موجهة الى الحكومة العراقية , بحل الحشد الشعبي , واذا لم يرضخ للحل , سيكون هناك جحيماً للحشد الشعبي بكل الوسائل الاقتصادية والعسكرية . وهذا الطلب ينسجم مع دعوة المرجع الشيعي الاعلى السيد السيستاني , بنزع سلاح الفصائل المسلحة ونزع سلاحها , وحصر السلاح بيد الدولة العراقية , وبما أن رئيس الوزراء محمد شياع السيستاني جاء من الاطار التنسيقي وهذه الاحزاب تدين بالولاء المطلق الى المرشد الإيراني علي خامنئي , وليس الى مرجعية النجف الاشرف السيد السيستاني . بعض القوى السياسية ايدت بقوة طلب المرجعية , وكان هناك حراك سياسي وديني يتجه الى نزع سلاح الفصائل وحصر السلاح بالدولة العراقية , التي تمثلها المؤسسة العسكرية , والحكومة والبرلمان غير قادران على حل الحشد الشعبي , هذا القرار أكبر من قوتهما التنفيذية , ولهذا الغرض الذي يحدد مستقبل العراق هو مرشد ايران لا غيره ,وتجنب المخاطر الجسيمة التي قد تقع على العراق بالعواقب الوخيمة , سافر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى طهران والى المرشد الايراني , لكي يسهل عملية حل الحشد الشعبي وتجنب الفوضى وزعزعة الاستقرار السياسي , بالضغط على الفصائل الممتنعة ان تستجيب لطلب الحل , واقناعها المتغيرات الدراماتيكية التي حدثت في المنطقة , التي هي أشبه بالزلزال القوي , لكن نتائج الزيارة كانت مخيبة للامال , بل محبطة تفتح طريق الخطر الجسيم للعراق , فكان التعنت والكبرياء وتجاهل مصير العراق , بروح عدائية وضع العراق وسط النيران المشتعلة والمدمرة , إذ طلب خامئني من محمد شياع السوداني . بتعزيز دور الحشد الشعبي وتوسيعه وتسليحه , ومستعد الجيش الايراني ان يقوم بالتدريب والاستعداد للحرب , باعتباره القوة العسكرية الاولى في العراق . مما وضع الحكومة العراقية في حرج ومنزلق خطير , وهذا يتعارض كلياً مع دعوة المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني , الذي جاء منطلقاً من روح وطنية , في حفظ وصيانة العراق من المخاطر , في سلامة ووحدة العراق أمنه واستقراره , وتجنب الانزلاق الى الضربة الامريكية / الاسرائيلية , التي قد تعيد العراق الى أكثر من ثلاثة عقود الى الوراء , يعني ترجع الرواتب الى حدود 100 دولار في الشهر , كما كانت في العهد الدكتاتوري الساقط . ان العراق في مفترق الطرق , اما السلامة بتلبية دعوة السيد السيستاني , وأما الحرب والخراب بالرضوخ الى رغبة المرشد الايراني العدائية , كأنه ينتقم من العراق , وايران في وضع تعيس وبائس , وكل المؤشرات بأن المفاعل النووية , ستكون شهية الضربات الجوية الامريكية / الإسرائيلية , فقد سقطت كل الشعارات البراقة التي تتاجر بها محور الممانعة وإيران , التي هي في الحقيقة , لا تقتل ذبابة واحدة ……….. والله يستر من الجايات !! .