لبنان دخل في عهد جديد في تمزيق الاحتكار السياسي من قبل حزب الله , فقد حصلت تغيرات هائلة تضرب كبد حزب الله , اولاً بانتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون ب 99 صوتاً من مجموع عدد البرلمان اللبناني 128 مقعد , بالضد من 35 صوتاً ( عدد مقاعد حزب الله وحركة أمل ) وبعد ذلك اختيار مرشح تشكيل الحكومة ( نواف سلام ) , بالتغلب على مرشح حزب الله ( نجيب ميقاتي ) بفارق كبير جداً , حصل الأول على 85 صوت , والثاني 9 أصوات , ونواف سلام هو رئيس محكمة العدل الدولية , ليكون مرشح رئيس الحكومة . هذا التحول في المشهد السياسي , غير المعادلة السياسية السابقة , حيث كان لا يرشح اي رئيس جمهورية , إلا تحت اشراف وموافقة حزب الله , وكذلك اختيار رئيس الحكومة , فقد اختار حزب الله رئيس الحكومة السابقة نجيب ميقاتي لتجديد ولايته , وكان كل عمر ولايته يحقق ارادة ورغبة حزب الله , حتى أصبح الناطق باسمه , بما هو معروف في الإعلام العربي والدولي , يعني دولة لبنان اليوم , تتخلص من التركة الثقيلة التي تركها حزب الله , وانتهى عهده السيء الصيت والسمعة , وانتهى مشروع السياسي لحزب الله الى الفشل الذريع , فقد استولى على مفاصل الدولة اللبنانية واحتكارها لصالحه فقط , هذا النهج السياسي دمر لبنان , وقاد الدولة والشعب اللبناني الى الكارثة , وتمزق شعاره الأساسي , الذي تاجر به لأعوام طويلة ( الجيش . الشعب . المقاومة ) الذي جلب الأهوال والكوارث .. الآن الدولة اللبنانية تعيد عافيتها ومكانتها وهيبتها , في ممارسة ديمقراطية شرعية , ويدخل لبنان اليوم في مرحلة جديدة. ان تكون الدولة هي صاحبة قرار السلم والحرب , والجيش اللبناني هو وحده من يحمل السلاح , والمحافظة على الأمن والاستقرار , وهو الذي يسيطر على جنوب اللبناني بعد انسحاب اسرائيل , وحده يشرف على المؤسسة العسكرية . وعلى الدولة يقع على عاتقها البناء والاعمار وإصلاح ما دمرته الحرب الكارثية , يعني تمزيق احتكار حزب الله للدولة اللبنانية . ان حزب الله أمام معضلة وازمة بعد سلسلة هزائم قصمت ظهره . مني بخسارة سياسية بعد الخسارة العسكرية . لكن السؤال الكبير : هل يرضخ الى الممارسة الديمقراطية التي جاءت بهذه التغيرات الكبيرة ؟؟ , ان حزب الله في اضعف حالاته المخيبة , أمامه خيار : اما الانضمام الى ركب حكومة نواف سلام , أو ان يذهب الى المعارضة السياسية , هذه الصدمة الكبيرة , التي وصفها رئيس كتلة الحزب في البرلمان في البرلمان : بأنها اشبه بقطع يديه والانقلاب عليه , ان كل المؤشرات الكبيرة التي حدثت من شأنها ان تضع حزب الله في ذيل الأحداث . فقد جرفته الأحداث وتجاوزته , والشعب قال كلمته في اختياره الديموقراطي , ليطوي صفحة حزب الله البغيضة , التي جلبت الأزمات والفساد والعمالة للأجنبي . ان أعباء العهد الجديد كبيرة وثقيلة , ولكنه قادر على ترميم وبناء ما هدمه حزب الله لسنوات طويلة .