الشاهرودي بديل السيستاني … أبعاد وأهداف‎

أخذت بعض وسائل الإعلام الفضائية قبل عدة أيام تتناقل خبر يتحدث عن وجود مساعِ إيرانية لإيجاد بديل عن السيستاني وقد وقع الإختيار على رجل الدين محمود الهاشمي الشاهرودي وهو يشغل حاليا منصب رئيس الهيئة العليا لحل الخلاف وتنظيم العلاقات بين السلطات الثلاث في إيران، وتم تعيينه عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام و مجلس صيانة الدستور الإيراني, وهذا الإختيار له أبعاد سياسية أكثر مما لها أبعاد دينية, فكما يعرف الجميع إن المرجعية الدينية لا يمكن توارثها ولا تعمل وفق نظام الخلافة أي تعيين خليفة للمرجع بل تكون المرجعية للمرجع المجتهد الجامع للشرائط والذي يثبت ذلك من خلال أهل الخبرة والشياع وما يملكه من بحوث وهذا هو السياق المتعارف عليه في نظام الحوزة العلمية.

وهنا نطرح إحتمالين حول هذا الخبر:

الإحتمال الأول وهو أن يكون الخبر غير صحيح فإن كان كذلك فلا شك إن الجهات التي ترفض التواجد الإيراني في العراق هي من روجت لهذا الخبر وذلك من أجل تأليب الشارع الشيعي العراقي على إيران مستغلة في ذلك اسم السيستاني, وهذا يرجح قيام تلك الجهات بإغتيال السيستاني من أجل إلصاق تهمة الإغتيال بإيران وهذا يسقطها نهائياً في العراق.

الإحتمال الآخر هو إن إيران فعلاً تسعى لهذا التغيير وهذا يترتب عليه عدة أمور منها إن إيران أما قتلت أو سوف تقتل السيستاني وتذيع خبر وفاته تحت أي مسمى أو لعل السيستاني متوفياً منذ مدة ولكن هناك تكتم على هذا الخبر حتى إيجاد البديل, هذا من جانب ومن جانب آخر إن إيران وجدت جفاء من السيستاني حول الحشد الشعبي خصوصاً بعد تصريحات العبادي ومقتدى الصدر حول حل الحشد ودمج بعض فصائله مع القوى الأمنية والفصائل الأخرى تنسحب إلى إيران وهذا بحسب مطالب أمريكية الأمر الذي قوبل بصمت من قبل السيستاني وهذا يعني موافقته على إجراءات الحكومة مع الحشد وهذا بحد ذاته تهديد لتلك الفصائل التي تمثل اليد العسكرية الإيرانية الضاربة في العراق لذلك تسعى إيران لإستبدال السيستاني وفق السيناريو الذي أوضحناه.

المحصلة النهائية من هذا الخبر سواء كان مصدره إيران أو مناوئيها هو إن السيستاني الآن معرض للموت وفق سيناريو وهو أما يتم إغتياله أو سوف تعلن وفاته في الأيام القليلة القادمة, وهذا يعني إقبال العراق على مرحلة وأزمة أمنية جديدة وقد تؤدي إلى حرب أهلية وبالتحديد شيعية – شيعية  بسبب الصراع على تولي منصب المرجعية في العراق فمثلما إيران تريد السيطرة على هذا المنصب هناك جهات دينية أخرى في العراق تريد الحصول على هذا المنصب وبكل قوة كالتيار الصدري الذي يرى بأن السيد الحائري هو  خليفة الشهيد الصدر له أو يجعلون من السيد مقتدى الصدر هو المرجع خصوصاً وإنه أكمل الدراسة الحوزوية في إيران قبل عدة سنوات ولكنه لم يعلن حصوله على درجة الإجتهاد لأسباب نجهلها.