أكشتاف أثري كبير في منطقة شهرزور الكوردستانية في السليمانية يدل على معالم حضارية قديمة

انتهت عمليات الحفر التي استمرت لستة أسابيع في محافظة السليمانية قبل وقوع الهزة الأرضية ، حيث تركز العمل في مساحة تقدر بـ7,4 فدانا في منطقة جرد القرلخ في سهل الشهرزور ، واكتشف ادلة على صناعة النسيج قديمة تعود الى قرون مضت في منطقة تشتهر الان بسجادها اليدوي الكردي الملون والسلع المنسوجة ذات الصلة.

مدير المشروع ديرك ويكي  من معهد الاثار في جامعة جوتة وفريقه كانوا على وشك انهاء  اعمال التنقيب حينما اكتشفت الطالبة لانا حداد جدارا من غرفة غامضة في داخل الخندق الذي كانت تحفر فيه وطلب منها احد المشرفين إزالة الاوساخ ، وكما قامت بذلك شاهدت عددا من الاوزان الطينية مرئية الى جانب بقايا متفحة لنول كبير وقديم ، وقد عملت لانا بجد بدعم من اثنين من الطلبة وقررت ترك خندقها مفتوحا لمدة يومين آخرين وهو امر اثبت بالفعل انه يستحق العناء”.

بعد التعرف على النقوش وتنظيفها ظهر حيوان الغرفين الأسطوري من الحقبة الساسانية بالإضافة الى نقوش الخيول . الغرفين حيوان اسطوري له رأس واجنحة وجسد اسد ، كما تم العثور أيضا على اختام ملفوفة بعناية في قطع من النسيج .

على عمق حوالي 16 قدم ونصف تم العثور على الاختام والنول ، فيما وجد الباحثون ختم اسطواني مدور تعود الى وقت مبكر جدا ما بين القرن السابع والتاسع قبل الميلاد حيث العلامات الاشورية تشير الى مملكة ما بين النهرين التي تمتد في ذروتها من قبرص   وشرق البحر المتوسط إلى إيران، ومن ما هو الآن أرمينيا وأذربيجان في القوقاز، إلى شبه الجزيرة العربية ومصر وشرق ليبيا، حيث تمكن العلماء من التقاط صورة واضحة للختم الاشوري الاسطواني .

وقال ويكي ” لقد تم استخدام الختم كما هو الحال في الإجراءات الإدارية الحديثة -للعمل كالتوقيع والتصديق على معاهدة أو رسالة أو أي وثيقة رسمية أخرى”، على المرء أن يضع في اعتباره أن الوثائق الآشورية كانت مكتوبة بخط مسماري رطب، والألواح الطينية، والتي جفت في وقت لاحق أو وتم خبزها فيما بعد. “

على الجزء الخلفي من الختم ، مقابل رمز شجرة كانت هناك مجرفة مرتبطة بالإله البابلي مردوخ  وهذا يشير إلى أن الختم تم استخدامه عندما كانت هناك صلات قوية بين آشور ومملكة بابل، التي كانت امبراطورية قديمة أخرى في ذلك الوقت.

وقال  ويكي إن ” موقع القصر والأرض كان ولازال ارضا خصبة جدا مما يجعلها موقعا جذابا للاستيطان. وبالإضافة إلى ذلك، توفر الينابيع في موقع المنبع إمدادات شبه مستمرة من المياه العذبة، حتى خلال أشهر الصيف الحارة والجافة، ولذا ليس من المستغرب إذن أن الناس ازدهروا على سهل شهريزور خلال الحقبة اللاحقة من النول، والتي تبدو للعين غير المدربة مثل هيكل عظمي في قبر .



المصدر : موقع صحيفة سيكر