صحيفة روسية: دولتان عربيتان تبديان الاستعداد لدعم المشروع الكردي في سوريا

شككت صحيفة روسية، في التزام الولايات المتحدة بوعودها لتركيا بوقف تسليح القوات الكردية السورية، مرجحة في الوقت ذاته وجود دولاً عربية قد تأخذ هذا الدور بدلاً من واشنطن.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد صرح بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أكد عزم واشنطن على التقيد بوعودها بشأن وقف دعم أكراد سوريا، وذلك في إطار مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ونقل تقرير لصحيفة “نيزافيسيمايا” Nizavisimaya” الروسية، نشر مؤخرا، عن بعض المراقبين شكوكهم إزاء حقيقة التأويلات التي صرح بها القادة في أنقرة؛ نظراً إلى أنها بعيدة كل البعد عما يحدث على أرض الواقع، مشيرين إلى وجود أطراف أخرى مستعدة لتمويل وتسليح الكرد عوضاً عشن الولايات المتحدة.

ويقول مدير مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية الابتكارية، كيريل سيمينوف، تعليقاً على نوايا ترمب، إنه “ينبغي أن ندرك أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى مجرد مكالمة هاتفية، ومن الصعب الجزم بماهية السياق الذي ورد خلاله ذكر الكرد، وإلى أي مدى يمكن أن تتوافق هذه الوعود مع التحديات المستقبلية”.

وأضاف المحلل الروسي، أن “الحرب ضد التنظيم أوشكت على النهاية؛ ومن ثم لا جدوى من تزويد القوات الكردية، التي قد أنهت مهمتها بالفعل ولا تزال تمتلك بعض الأسلحة التي قد تسمح لها بتحقيق أهدافها، بالمزيد من الدعم العسكري”.

وأردف قائلاً، “عموماً، لا يمكن الجزم بأن تصريحات ترامب تفيد بأنه يعتزم فعلاً وقف الدعم الموجه للكرد؛ نظراً إلى أن البنتاغون وعد في وقت سابق بالحفاظ على وجوده العسكري داخل كردستان السورية”.

ورأى سيمينوف أنه “في ظل وجود قواعد عسكرية أميركية بسوريا، فليس هناك أي داعٍ لتقديم السلاح للكرد”.

وتقول الصحيفة الروسية، إن “هناك عدة أدلة تثبت المملكة العربية السعودية والإمارات في دعم المشروع الكردي بشمال سوريا”.

وحسب الصحيفة، فقد زودت دولة الإمارات العربية المتحدة، في وقت سابق، كردستان السورية بجملة من الأسلحة في إطار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، ذكر سيمينوف أنه “بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش، قد تتكفل أطراف أخرى بدعم الكرد عسكرياً خارج إطار التحالف. ومما لا شك فيه، سيؤثر هذا الأمر بشكل سلبي على علاقات هذه الجهات بتركيا”.

وقال سيمينوف إنه “في وقت سابق، قام وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج بزيارة إلى الرقة. كما أيدت الإمارات علناً استقلال كردستان العراق، ويمكنها مواصلة السير على النهج ذاته، من خلال دعم القوات الكردية بسوريا، وخاصة في ظل اختلاف وجهات النظر بين السعودية وتركيا إزاء العلاقة بقطر، أصبح محور أنقرة- طهران- الدوحة جلياً للعيان”.

ت.س

nrt