الحلم الضائع ــ زين العابدين محمد عبدالله – زين العابدين محمد عبدالله

 

 

أَمجلسُ أَمنٍ ؟ أَم مجلس ُ شورى للذِئابِ ؟

أَفي ميثاقِهِم حرفٌ تخضعُ كبار المجرمين للعقابِ ؟

أَلا تَخجل العالمُ كلّهُ من هول الجوابِ ؟

لا فرق في ذلك بين وثَنيّ أو أهل كِتاب

لقد تجلت شمسُ الحقيقة من وراء الحِجاب

………………………………………….

يغرقُ عالمنا اليومَ في محيطاتِ الفجور

هبت العواصِف دون أن تُجتَثَّ شجرة الشرور

تراكمت فوق بعضها جرائم آلاف الدهور

هل لظلامِ الكونِ من إشراقة نورِ ؟

لقد عانينا من الشقاءِ والضياع أضعاف السرور

………………………………………………

أيشق البلبل ظلام السجنِ بصوته العذب الصدّاحِ

أَلِلمُشَرَّدين َ عودةٌ كريمة إلى أنوار الصباحِ ؟

أيستيقظ ضمير العالم لصدى الحق ومناجاة الأرواحِ

لقد أطفأت الأطماعُ أركانَ مُجتمعنا  في كُلِ النواحي

………………………………………………..

لقد أبتكر الإنسانُ أسلحة لإبادة نوع الإنسان

وأرتكبَ  جرائم في حقهِ تفوقُ حدَ البيانِ

وأَذاقوا الناسَ شتّى أَنواعَ الهوانِ

صرخَ الضحايا من الأعماقِ لِجَورِ الزمانِ

وأنتشرت جرائمُ وفضائح في كل زمان ومكان

…………………………………………

أحضارةُ العصرِ دمارٌ ونوعٌ من أنواعِ الجنونِ

رياءٌ ونِفاقٌ وجور وأعمال قتل ومجون

سلبٌ ونهبٌ وخِداعٌ بمختلف الفنون

أحقاد تغلي وثارات وإشعال نيران أَتون

تدخل الأقوياء قوِضَت أركان العدل في مختلف الشؤون

………………………………………..

أصبحت إبادة الشعوب هدف أشرار النوايا

صبغوا وجه الأَرضِ ظلماً بِدِماءِ الضحايا

خرّبوا الآثار والديار وشرّدوا الأطفال في الزوايا

أذاقوا الناس الذُلَّ والهوان من كأس المنايا

ما ذكرناها ظاهِرُ الحالِ والله يَعلَمُ أسرار الخبايا

……………………………………………

هاجت روحي في أعاصير بحرِ الشقاءِ

وحَلَقَت في أقطارِ السماواتِ طمعاً لنيلِ الشفاءِ

أَخُرُوجٌ من جحيم الشهَواتِ لِعالَمِ الأرواحِ والرجاءِ

أنعودُ عودةً كريمة للطُهرِ معَ أسراب طير المساءِ

ألا ليتَ عالَمُ اليومِ يَهتَدي لِسرِّ الداءِ والدواءِ .

 

زين العابدين محمد عبدالله

17/09/1989

لقد ترك لنا والدنا علاوة على الذكر الطيب أمانة بين أيدينا كتاباته بخط يده كل ما أتمناه أن أتمكن من نشرها وطبعه لأهله ، لمحبيه وطلابه وأصدقاءه وأصدقائي الأعزاء الأوفياء أهدي أليكم قصيدته : الحلم الضائع .

شيرزاد زين العابدين