العنف لا یولد إلا العنف- د. عبدالباقی مایی

 

خلال شهر آب ٢٠٢٠ تزایدت أعداد وأماكن ونوعیات المظاهرات فی أقلیم كوردستان عامة وفی بهدینان بصورة خاصة حیث یقوم بتنفیذها الشباب الواعی الذی یۆمن بالحریة الشخصیة ومنها حریة التعبیر عن الرأی وذلك للمطالبة بحقوقهم المشروعة من عمل ودراسة وراتب وسكن وتكوین العائلة وماإلی ذلك من أسباب المعیشة الحرة والحیاة السعیدة كما هو الحال فی المجتمعات المتمدنة التی تۆمن بالحریة و حقوق الإنسان. یمكن إعتبار تزاید و نضوج هذه المظاهرات إمتدادا” لثورة الشباب الإجتماعیة الواعیة والمسالمة التی بدأت فی مدینة السلیمانیة فی شباط  ٢٠١١  وتطورت لكی تمتد تدریجیا إلی المناطق الأخری من أقلیم كوردستان العراق، كما سبق وتابعنا تطوراتها بسلسلة من المقالات التی نشرناها باللغة الكوردیة فی عدد من المجلات، و باللغة العربیة فی شبكة صوت كوردستان، آخرها بتأریخ  ١٣ آب ٢٠٢٠  تجدها فی الرابط التالی:

خداع الشعب لا یكسب ثقته- د. عبدالباقی مایی

إستمرت ثورة الشباب فی أقلیم كوردستان بصفاتها الجوهریة كثورة إجتماعیة مسالمة وملتزمة بالقوانین والتعلیمات المحلیة إلا ما ندر عندما یتم تسییس المظاهرات من قبل السلطات وإتهامها بتنفیذ مخططات عدوانیة. وقد سبق وأن حذرنا من مخاطر تسییس ثورة الشباب و ذلك فی مقالاتنا فی بدایة إندلاع الثورة لكونها تجبر الشباب الغاضب علی الدفاع عن نفسها وتجرها إلی الدفاع عن حقوقها بجمیع الأسالیب فتتجاوب بإستعمال العنف عندما تستعمل السلطات وسائل العنف ضدها أو تستفز الشباب للقیام بإستعمال العنف عندما تستعمل السلطة وسائل المنع والقهر والتهدید والتندید والوعید، كما جری خلال المظاهرات الأخیرة فی محافظة دهوك.

تتزاید الآن مخاطر إستعمال العنف من قبل الشباب الثائر عندما تستعمل السلطة جائحة كورونا و الأزمة الإقتصادیة للتصدی للصعود الملحوظ فی عدد و قوة وتسارع هذه المظاهرات وزیادة سقف مطالبها لتمتد إلی الدعوة إلی إسقاط النظام بالقوة كلما زادت السلطات فی إستعمال العنف إلی حد إستعمال السلاح كما حدث فی مدینة زاخو مۆخرا. وهذا تطور خطیر ینذر بعواقب وخیمة إذا إستمرت السلطات فی إستعمال العنف ضد هذه المظاهرات التی لازالت تلتزم بالسلمیة والدیمقراطیة وإحترام القوانین. فعلی السلطة تقع مسۆلیة حفظ الأمن و الإستقرار كما من واجبها تنفیذ مطالب الجماهیر فی حریة التعبیر عن حقوقها المشروعة وذلك بطرق سلمیة بعیدة عن التسییس والتحزب والعنف والقمع والإضطهاد. فالعنف لایولد إلا العنف.

وإن كانت السلطة قد فشلت فی حل الأزمات التی تزداد عمقا وعددا فی الأقلیم فلتعلم بأن الفساد هو السبب الأساسی فی نشوء هذه الأزمات وذلك لكونه یسبب ضعف المجتمع وإنهیاره التدریجی بحیث یۆدی إلی زیادة الأخطاء و تدخل الأعداء وعدم إمكانیة التمییز بین الأعداء و الأصدقاء أو الداء و الدواء. فهنالك طاقات وكوادر وإمكانیات علمیة محلیة عدیدة تنتظر الإستثمار والإبتكار فی خدمة الشعب فی كوردستان، ومنها إعتبار الفساد كمرض نفسیإجتماعی معد یمكن علاجه والوقایة منه بطرق سلمیة و علمیة بعیدا عن التسییس والإتهام. فقد تم الآن و لأول مرة فی تأریخ العالم نشر أول تحلیل علمی بذلك فی العدد الأخیر من مجلة دهوك الطبیة لتكون المجلة العلمیة الأولی فی العالم فی نشر هذا الموضوع كما تجد فی الرابط التالی:

https://dmj.uod.ac/index.php/dmj/article/view/115?fbclid=IwAR0zv2nT9bW3na6s6aciELrvfg8f-v_y2TJdL_aOCWPwKv07rDwSjxEuCpg

١\٩\٢٠٢٠