كیف لإتفاق “سنجار” أن ینجح؟!- د. عبدالباقی مایی

 

١٢\١٠\٢٠٢٠

بعد سنوات من الخصام السیاسی بین أقلیم كوردستان والحكومة المركزیة فی بغداد حول الحدود فی المناطق المتنازع علیها، وإثبات عدم مقدرة الطرفین علی تطبیق ما ورد فی الدستور العراقی تحت إسم “المادة ١٤٠”، ظهر فی الإعلام فی الأیام الأخیرة إتفاق جدید موقع بتأریخ ١ تشرین الأول سنة ٢٠٢٠ بین ممثلی الطرفین حول السیطرة علی سنجار. وباركت قیادات السلطتین وممثلیة الأمم المتحدة هذا الإتفاق الفوقی البعید تحریریا عن أرض الواقع:

https://twitter.com/janilkiz/status/1314974573801111552/photo/2

یعرف الجمیع أن شعب العراق عموما و شعب كوردستان خصوصا، وبالذات أهالی سنجار، هم فی حاجة ماسة إلی إستتباب الأمن والإستقرار من أجل عودة اللاجئین إلی دیارهم، وتعمیر ما دمرتها “داعش” وما لم تستطع الأحزاب السیاسیة والمیلیشیات المتصارعة  والأطراف المتنازعة توفیرها من المستلزمات الضروریة للعیش الحر والبناء والتعمیر والتطویر لكی یتم تعویض أهالی المنطقة عن جزء من خسائرها وتخفیف القلیل من معاناتها والسماح للأطفال أن تعود إلی ملاعبهم والطلاب إلی مدارسهم والفلاحین إلی مزارعهم والعمال إلی أماكن عملهم فی حریة وثقة وإعتزاز. أولیس من حق كل شخص یهمه الأمر أن یتساءل: كیف یتم تنفیذ إتفاق بین السلطات العلیا علی هذا الموضوع الشائك دون أن یلم المعنیین من الأهالی ویضمن إشتراك الجمیع فی إتخاذ القرارات المصیریة لتوفیر الخدمات بعدالة دون حرمان البعض لأی سبب كان؟

 

من إیجابیات الإتفاق أنه یتم توقیعه من قبل السلطات المعنیة من كلا الجهتین، وتباركه القیادات العلیا فی الحكومتین و تثنی علیه ممثلیة الأمم المتحدة فیصبح بذلك مثلا یمكن أن یقتدی به لحل الخلافات المتراكمة بین الطرفین، وخاصة عندما یتم تدویل هذه الإتفاقیة لكی یضمن الحفاظ علیها من المۆامرات التی قد تحاك ضدها من قبل سلطات الإحتلال أو قوی الظلم والعنف والضطهاد التی تنزعج من أی تقدیر أو تأمین لحقوق الكورد و غیرهم من الكوردستانیین. ولكن كیف یۆمن الإتفاق لجمیع الأطراف المعنیة تأمین تنفیذ بنوده وتطبیقها بحكمة وعدالة عندما یستثنی نص الإتفاق آلاف الأشخاص بسبب إنتمائهم السیاسی؟! علما بأن هۆالاء الإشخاص یكونون نخبة من الشباب و أصحاب الطاقات الذین برهنوا علی وعیهم الناضج و شخصیتهم السلیمة وإیمانهم العمیق وإخلاصهم الجاد فی المقاومة ضد “داعش” وغیرهم من المعتدین والمحتلین والأعداء، وقد بذلوا منذ هجوم “داعش” علی سنجار فی ٣ آب ٢٠١٤ جهودا إستثنائیة جبارة وقدموا تضحیات جسیمة وحققوا إنتصارات فریدة من نوعها ضد قوی الشر والعدوان. فكیف یبرر الإتفاق حرمان هۆلاء الأشخاص من إستحقاقاتهم العادلة؟

 

من أخطر ما یتعرض له الإتفاق هو ما ورد فی بنوده من أدوات الإنتحار التی تضمن للإتفاق موته قبل ولادته حیث ینص علی إستثناء المخلصین من أهالی سنجار من حقوقهم المشروعة. والسۆال الذی یفرض نفسه هو كیف یصل أطراف الإتفاق إلی التفاهم علی هذا الموضوع الشائك وهم لا یزالون عابقین فی خلافاتهم الیومیة، البسیطة منها والعمیقة، وذلك لعدم كفائتهم وقلة إهتمامهم بمصالح ومشاكل الشعب والمواطنین؟ هل تم الإتفاق بضغط من الحكومة التركیة لتأمین مخططاتها اللئیمة ضد الكورد وكوردستان وذلك بنشر التفرقة بین الأهالی ودفعهم إلی الإقتتال الداخلی؟ سۆال وجیه یرفعها الكثیرون من المهتمین بالكورد وكوردستان والحریصین علی مصلحة أهل سنجار، ومنهم أكایمیون من الیزیدیین أنفسهم:

https://nupel.info/prof-dr-ilhan-kizilhan-nerin-li-ser-rekeftina-li-ser-singale-115270h.html?fbclid=IwAR0Njuk83eD-QE6cROFMGoZ2T1eJERfW2vSlIyt7DZHNKrabPh9abTDsqnA

 

هنالك مخرج واحد یضئ بالتفاۆل للخروج من هذا المأزرق وهو إذا كان قد جری التفاهم سرا مع الجهات التی تذكر بالحرمان فی الإتفاق وذلك لتجنب هجوم محتمل علی سنجار من قبل النظام الحالی فی تركیا. فإن كانت هذه الفقرة من الإتفاق قد وضعت فعلا بهذا الوضوح خوفا من النظام التركی المبنی علی الفاشیتین الدینیة والعنصریة فلیكن فی علم الجمیع بأن إمكانیات هذا النظام تفوق إمكانیات الموقعین علی الإتفاق فی جمیع النواحی. فالخبرة العریقة للحكومة التركیة فی الحرب النفسیة و عملیات غسل الدماغ ضد الكورد وكوردستان نجحت إلی حد كبیر منذ أیام أتاتورك إلی أن أتت حركة أوجلان الفكریة المبنیة علی تكوین شخصیة المقاومة لكی تنقذ الكورد وكوردستان من التتریك و الإنصهار. وهذه الحملات الفاشیة للنظام التركی تتسم بالظهور من جدید تحت ظل النظام الحالی فی تركیا وتتسع لكی تشمل جمیع أجزاء كوردستان. فمحاولات خداع النظام التركی بهذا الإجراء محكوم علیها بالفشل إن لم تكن ضمن مخطط عالمی محكم لإزالة النظام الحالی فی تركیا وذلك بتفاهم أقلیمی ودولی بعد أن یتم الإتفاق مع الجهات المعنیة من أهل سنجار أولا لضمان أمنهم وسلامتهم وتمتعهم بحقوقهم المشروعة فی الحریة والإستقلال وهم أهل لها.

 

2 Comments on “كیف لإتفاق “سنجار” أن ینجح؟!- د. عبدالباقی مایی”

  1. مع احترامي الشديد لتحليل الدكتور الغير العقلاني المختصر المفيد ألإذعان لابتزاز ورغبات الطاغية أعتبرها نظير الشؤم لكل المدن والقرى والارياف الكوردية وبومةَُ أوردوغان في طريقها اليهم جميعآً هذه بدعة مبتكرة تفتح شهية اوردوغان التي لا تشبع فقط بإبتلاع مدينة شينگاڵ يا دكتور … !! هذا ما فهمته من تحليلك … ما مغزاها ……لكي تكون اتفاق الحكومتين الحجرة العثرة لتحجيم وكبح مطامح اوردوغان نظرية إقتصائية فضائية لا تطبق على الارضية الصلبة بحيث تتصدى لرغبات اوردوغان التوسعية احلام عصافير يا دكتور ونظير الشؤم لكل كوردي الذي يحلم به ويقول الدكتور هذا الدواء المرّ لا بدا منها …ولبقية المدن ماذا تقول الدهوك مثلآ ما الحل نعم اكرر نظير الشؤم ……تنتظرها ألمدن الاخرى مثلآً المحافظة الدهوك كما يزعم اوردوغان لقطعّ ألّمَمر ألْإرْهابِي بين القامشلى والدهوك ولعلمكم اوردوغان لا يثق بمسعود البارزاني ولا بحزبه …اذن فما العمل غدآ إذا أصرّ اوردوغان يريد إحتلال كل انحاء المحافظة الدهوك وفعلآ احتلت قواتها اكثر من ثلث مساحتها ويطبخ اوردوغان طعامه على النار الهادئة ……وعملا بالسياسة إيجاد سبل التذرع والابتزاز ومن ثم إبتلاع كل كوردستان تدريجيآ وتأجيليآً …إلى الوقت اللاحق …يطبقها اوردوغان بحق حقوق الكورد أينما يكونون …لهم … وله برنامج لقد أنذر من احذر …ألإنبطاح لنزعات والرغبات اوردوغان التوسعية التي لا حدود لها ستمتد عاجلاً وغير آجلاّ كركوك مروراً بهولير … فما تقول لاوردوغان يا دكتور اذا ما إنتهز اوردوغان او خلق فتنة ما …بين الكورد والتركمان …وهدد بإحتلال كركوك…؟ نعم اوردوغان يصبر ويخطط لاحتلال باشور وغرب كوردستان وهو ذئب وصياد ماهر ينتظر الفرصة وإلا هل لا يستطيع حقآ من إحتلال موقع ب ك ك في الجبال القنديل …؟؟بما يملك من الجيش و من الارهابين ولبناء مستطوطنات السرطانية لهم …الخوف والهلع والهروب من الابتزاز الاردوغان ولاطماعه التوسعية لاتنفع مع اوردوغان يادكتور …!! وبهذه الطريقة تُفْتَحْ شهيتهه ثم لا تشبع …يادكتور …نعم ذهب بقواته وبالارهابين الى ليبيا أرأيت الجماهير المتظاهرين الذين خرجوا ضده وبمن جاء به الى طرابلس كيف هزموا بصدرهم العارية الجبروت اوردوغان والخونة المرتدين على مصالح بلادهم واجبروا رئيس الليبي وهو عميل لاوردوغان ان يخاطب مواطنيه انه مستعد ان يتنازل عن العرش الاوردوغان اذا ما اتفق المتفاوضين في مراكش اتحاد إرادة الشعب الكوردستاني تهزم وتقدر احلام اوردوغان ………كلا كلا كلا لاذعان والانبطاح والركعوع لاوامر اوردوغان … ………!! فاليحتل كل كوردستان في حالتين كوردستان محتلة مع الاسف داخليآ القريب أشد مضاضة من المحتل الاجنبي
    هناك امور السياسية والظروف الاقليمية والدولية تنتظرها اوردوغان وهو يبتغي تحقيقها قبل أن يبتلِع باشور وغرب كوردستان وهو يعلم بعلم السياسة التأجيل التدريجي … استراتيجية التأجيل…هناك طريقة أخرى لجعل الرأي العالمي ولا يقبلون قرارا غير مقبول وهو تقديمه على أنه “مؤلم وضروري” ، مما يجعله يحظى بقبول عام في الوقت المناسب لتطبيقه مستقبلا. لأن القرارات المستقبلية يتم تقبلها أسهل من القرارات الفورية.…
    استراتيجية استخدام الجانب العاطفي بدل التفكير…الاستفادة من الجانب العاطفي لتحريك الساحة التركية وجلب انتباههم ونسيان مئاسيهم من الغلاء المعيشة بأن رئيسهم لن ينساهم بل يعمل جاهداً بناء إمبراطوريتهم من الجديد هو تقنية كلاسيكية لإحداث نقص في التحليل العقلاني ، وفي الحس النقدي للفرد. إضافة إلى ذلك، يتم استخدام الجانب العاطفي لفتح المجال أمام اللاوعي لزرع أو تغيير الأفكاو الرغبات وتحفيز المخاوف والقلق.…
    هذه لا يهمنا يهمنا اتحاد شملنا حول رص الصفوف و الوقوف بوجه مطامح اوردوغان كما فعل المتظاهرين في طرابلس ليبيا
    علي بارزان

  2. ما يؤسف له ومما قرأنا لغالبية الكتّاب الكرد، هو أنهم يفكرون ويعززون إما تفعيل المادة 140 أو حقوق فصائل حزب العمال وكأن أهل المنطقة كانوا عصافير أو حشرات لا قيمة لهم. ألا بئس ما تفكرون به وما تؤكدون عليه طارحين الجهات الاساسية خارج القيم والاعتبارات.

Comments are closed.