الخميني ..بين المسبحة ومهاباد  – علي هادي الركابي

 

الحديث عن الرجال ومواقفهم التاريخية  يحتاج الى فهم خاص جدا ؛ يفصل بين ما خطه قلم التاريخ من افعال واقوال وما خطه  القدر الغيبي الالهي  من  اسناد لتلك الافعال؛ فرسم التاريخ لوحات لم ولن ينساها العالم؛ فقد حفرت تلك اللوحات في ثنايا اقدار الشعوب؛ تاريخا يبقى خالدا سفر الايام يتناقلها رواة الحديث جيلا جيلا …نلك هي قصة غاندي ؛ جيفارا  ومهاتير محمد .. والخميني ….  .

كنت في الثالثة من عمري عنما جاء الخميني الى السلطة ؛ وبداية الوعي لدي كانت واقعة خرم شهر(المحمرة ) ودخولي المدرسة ؛ حيث اسراكثر من 60 الف عراقي في اكبر عملية التفاف في التاريخ كان الكثير منهم من مدينتي وكانوا كبارا في السن من الجيش الشعبي   . كان ابي في الجبهة ؛ مع تقدمي في المدرسة بدات بتغيير شبكة التلفزيون الهوائية من اجل جلب اشارة التلفزيون الايراني لعلي اعرف احد الاسرى من اقاربي  او ان يكون والدي معهم فقد طال غايبه كثيرا؛وليس لنا طريق للسوال عنه ؛ فقد كان عمي الوحيد ايضا معه في مكان اخر من الجبهات  ؛ عندها عرفت الخميني وانا في التاسعة او الثامنه من عمري ورفضت حينها ان ارسم اي كاريكاتير  يسيء اليه كان يفرضه علينا معلمنا واحيانا كثيرة المدير بزي زيتوني كنت اجهلهه كثيرا فتظاهرت اني لا عرف الرسم؛حتى انه مرات عديدة كانوا يطلبون سبه من تلاميذ الصف وبصوت عال؛  كنت احرك شفتاي فقط ؛ لاني كنت اشاهد الخميني في الايام التي كانت فيها الرياح شرقية وهو يبكي الزهراء بنت الرسول الاعظم ص مع جنوده الذاهبين الى الجبهات من حسينية جمران في طهران …عندها عرفت القصة جيدا فقد هداني الله للحقيقة قبل بلوغي او البحث عنها او حتى تاخذ مني وقتا  .

جاء الخميني الى السلطة ؛ واقلع من مطار باريس بعد ان غير طائرته بقرار الهي اتخذه الله اولا وصاغته مسبحته العجيبه ؛ فيما كانت الاولى قد فخخت بالكامل . طارت الطائرة وكان يعرف جيدا ان الكثير بانتظاره  في ايران بل وخارج ايران ايضا؛اكثر من ساعتين او ثلاث كان يسبح بيده ويتمتم بفمه ربما كان يتحدث مع احد او يبحث عن ما ينتظره من اقدار وحوادث ؛ فقد اتفق العالم كله عليه وعلى افشال (عشرته الفجرية المباركة )التي حطمت قلوع الامبراطورية الشاهشاهنية وغيرت مسار العالم ؛ بعد ايام اقر النظام الاسلامي والدستور شعبيا ؛ فكانت الفاجعة ببداية الحرب وبايعاز من امريكا وبلدان الخليج ودخل صدام في عمق اكثر من 200 كم داخل الحدود الايرانية في اجتياح كبير جدا سقطت  على اثره اكثر من 40 مدينه وقصبة ايرانية من الجنوب الى الشمال ؛ في الداخل الايراني انتخب الايرانيون الحسن بني صدر رئيسا وهو من ارباب الشيوعيين والمعارضين للاسلام  فكانت ضربتان للثورة الفتية في ان واحد  ؛ الحرب ؛ والرئاسة .

مارس الحسن بني صدر بعد انفضاح امره وخيانته وهروبه  مهمة اسقاط النظام ومعه احزاب المعارضة (تودة) ؛منافقي خلق  ومهدي بزركان   ؛ ومارست هذه المجموعة الاغتيالات والتفجيرات فقتل الرعيل الاول للثورة ؛ بهشتي؛مطهري ؛ والرئيس محمد علي رجائي ورئيس الوزراء باهونر  واكثر الوزراء والنواب في عملية تفجير البرلمان الايراني ؛بعد ان كانت حقيبة الكشميري المفخخة تستهدف الخميني لكن مسبحة الخميني ونجله احمد رفضتا دخولها الى حسينية جمران فتوجه بها الى مقر البرلمان في اليوم التالي ؛ وحدثت الكارثة .

في جانب الحرب والجبهات  فقد الخميني  ايضا ابرز تقاته ؛  مصطفى شميران وزير الدفاع وزادة وزير النفط في عمليات عبادان وقائد القوة الجوية عباس بابائي؛ومحاولة اغتيال الرئيس الخامنائي  ؛  وبلغ الدعم الامريكي والعربي اوجه حتى ان الطائرات العراقية بدات بالوصول الى طهران يوميا بدون اي مقاومة وقصفها اي هدف ايراني بسهولة .عندها بدات الاخبار تتوافد على الخميني خبرا خبرا حتى بدا بمسك ظهره وراء كل خبر يسمعه وبدات الامور تتعقد يوما يوما ؛ وبدا باخذ الخلوات لنفسه مع مسبحته التي لم تفارقه يوما ما كانها رفيق يرشده الى قادم ايامه ؛ كانت رفيقته في كل الاوقات ودائما مع يتمتم معها كثيرا ؛ فقد وعدته والله اولا، ان لاتخذله في مبتغاه وهدفه ، حتى قرر الله ان ينصره وجاء عام 1983فقد تقدم في الجبهات وتحرير ارضه كاملة ثم تقدم في الكثير من الاراضي العراقية وبدات معادلة الارض والحرب تتغير وانتخب الايرانيون خامنائي وبعدها رفسنجاني وتغير كل شي في الاوساط الاممية لصالح ايران  ؛ انتهت الحرب؛ بقرار تجريم البعث وصدام  رقم 598؛ ولازالت معه ايضا فقد ساعدته هذه المرة في تغييرخليفته منتظري الى خامنائي وكانت هذه اخر هدية منها اليه.

غادر الخميني الحياة عام 1989 بعد انتهاء الحرب بسنه وبعد تتغير وصيته باشهر ، شيعه الملايين في ايران وبكاه مثلها في العالم واصبح قبره روضة من الرياض فقد اوصى بدفنه في جنه الزهراء مع شهداء الثورة والحرب والمذهل ان  مسبحته ايضا قد دفنت معه ويزوره الملايين سنويا من كل الاصقاع  ؛ اما اعداءه  فقد سكنوا الجحور وتعروا امام العالم و نبشت قبورهم واصبحوا في مكابات النفايات تلاحقهم لعنه الضحايا واقلام التاريخ وجملة واحدة هي رسالة الله  مفادها …ان في ذلك عبرة لمن يخشى …….

2 Comments on “الخميني ..بين المسبحة ومهاباد  – علي هادي الركابي”

  1. منذ انقلاب صدام والخمينى المنطقة ملتهبه وتعانى من حروب ودماء ودموع ذهب صدام ونظامه ولازال نظام الملالى وبقوة المسبحة حسب نظرية الكاتب يواصلون نهج صدام لربما افتهمنا ماذا يعنى الكاتب بالمسبحة ولكن لم نفهم ما يعنيه ب مهاباد هل يعنى بذلك جمهورية مهاباد الكوردية في ايران الذى قضى عليه الشاه وما هو محله من الاعراب عندما جاء ذكره في عنوان هذا المقال التحفة

Comments are closed.