أقلیم کوردستان بدیلا عن اسرائیل – جعفر مایی

 

قد یکون من الصعب علی الشخص العادی ان یری ان اقلیم کوردستان رغم صغره و مشاکله المتنوعة یشغل حیزا مهما فی السیاسة الغربیة، لا لشیء فقط لأنه مٶهل لیلعب دوره فی التصدی للارهاب بالقوتین البشریة و الفکریة. المقصود بالقوة الفکریة؛ الفکر و الثقافة الدیمقراطیة التی بها فقط یمکن دحر الارهاب فی قعر داره فی نهایة المطاف. ابین ادناه جانبا من الاسباب التی تجعل من اقلیم کوردستان بدیلا عن إسرائیل لتبنی الثقافة الدیمقراطیة و نشرها فی المنطقة.

  • وفق المفهوم الغربی تشکل الدیمقراطیة ضرورة حیاتیة. ولیس لها، حتی الآن، بدیل افضل ینافسها من حیث الآلیات و المفاهیم التی تجعل الناس، مع إختلاف عقائدهم وفلسفتهم، یعیشون بعضهم مع بعض بسلام و سوٶدد و بشکل هرمونی.
  • الغرب احوج ما یکون الی نشر فکر و مفهوم الدیمقراطیة خاصة فی الشرق الاوسط وفی الدول الاسلامیة بالذات حیث التیارات الدینیة الرافضة للرأی المخالف و الرافضة للمصالح الغربیة تزید قوة سنة بعد اخری. وترفض وجود الآخرالا وفق شروطهم (الاسلامیة) القاسیة. فی ظل هکذا وضع لا امان للمصالح الغربیة فی المنطقة الا فی ظل انظمة دیمقاطیة و فی حضن شعوب تستوعب الدیمقراطیة و تتبناها.
  • الدولة التورکیة، رغم وجود نوع من الدیمقراطیة وتداول السلطة بشکل سلمی فیها. فشلت فی هضم المفهوم الفکری للدیمقراطیة. لأنها قامت بالاساس علی الفکر العنصری. الامر الذی جعلها ریاضا للفکر العنصری وأرضا تتسع للمزید من السجون التی تضم بین جدرانها عشرات الالاف من المحکومین المطالبین بالحریات الاساسیة للانسان.
  • اثبتت الاحداث بعد سنة ١٩٧٩ ان ایران غیر مٶهلة لاستیعاب الفکر الدیمقراطی وغیر قادرة علی قبوله. لذلک لم تأخذ جمهوریة ایران الاسلامیة، حالها حال الجمهوریة الترکیة، من الدیمقراطیة إلا اضعف آلیاتها وهی الانتخابات. ام المحتوی الفکری الذی یدعوا الی قبول الآخر المخالف وإحترامه و ضمان حقوقه فلا سبیل الیه. الفکر الدیمقراطی بمحتواه الغنی غائب تماما فی دیمقراطیة العرب و الترک و الفرس.
  • دولة الهند هی الاخری، رغم عراقة الدیمقراطیة فیها، اخفقت فی جعل ابناء الهند یستوعبون روح و لب الفکر الدیمقراطی المتمثل بقبول واحترام الآخر. فبقی ابناء شبه الجزیرة الهندیة، کل یغنی علی لیلاه و یبصق فی الآخر فی حسنه و قبحه، فی وضح النهار. پاکستان و افغانستان لیستا بأفضل حال فیما یخص الثقافة الدیمقراطیة من بقیة الدول فی المنطقة. فالدیمقراطیة عندهم ایضا لا تتعدی أکثر من اجراء انتخابات تقام مراسیمها بین حین و آخر. کذلک هو الحال فی الشمال الافریقی.
  • الدول الاوروپیة عقدت الکثیر من الآمال علی دولة اسرائیل بإعتبارها ستتمکن من تبنی الدیمقراطیة ونشرها فی المنطقة و بذلک تحفظ لهم مصالحهم. الا ان العرب حاصرو اسرائیل بشکل محکم. لذلک فشلت اسرائیل فشلا ذریعا فی نشر الثقافة الدیمقراطیة. و فشلت بالتالی فی تحقیق ایة مصلحة لتلک الدول .
  • اقلیم کوردستان وإن کان اقلیما دستوریا فهو محاصر من قبل أنظمة مجاورة ترفض محتویات الفکر الدیمقراطی. الامر الذی یثیر قلق الاقلیم ویجعله یحتاج الی من یمد ید العون الیه لحمایته. فی ظل هذا الوضع، من مصلحة الاقلیم تبنی الفکر الدیمقراطی. لأن هذا الفکر یساعده اکثر من البارود فی الحصول علی حقوقه القومیة المهضومة، من جانب. ویحصل علی الدعم الغربی الذی یدعم الثقافة الدیمقراطیة. هكذا تلتقی مصلحة الأقلیم مع المصالح الغربیة بشکل عام و المصالح الاوروپیة بشکل خاص. لیس علی اساس (فقط) محاربة الارهاب، انما خدمة للثقافة الدیمقراطیة ایضا. خاصة ان اقلیم کوردستان مٶهل من حیث الموقع لإحتضان الدیمقاطیة و نشرها فی المنطقة. هذا لأن للأقلیم اتصال مباشر مع أقوام مهمة فی المنطقة و هم العرب و الترک و الفرس. لیس هذا فقط انما للأقلیم عمق قومی فی ثلاث دول من دول هذه الشعوب. هذا العمق القومی، لو حسن استخدامه، له تأثیره المباشر علی تلک الدول امنیا، اقتصادیا و ثقافیا. هذا من جانب.
  • جمیع المعطیات تشیر الی ان مصیر المصالح الغربیة فی الشرق الاوسط رهینة بالوعی الدیمقراطی. لذلک تصبح الدول الغربیة مضطرة الی العمل الجاد علی ملف الثقافة الدیمقراطیة. کما ان المعطیات السیاسیة و الاقتصادیة تشیر الی ان الموقع الجغرافی للأقلیم یٶهله لکی یساعد الغرب ویدعمه فی مهمته فی تبنی الثقافة الدیمقراطیة خاصة بعد ان فشلت اسرائیل فی ذلک.

اتمنی ان یرتقی السیاسی الکوردی، فی الاقلیم، بنفسه. لیکون علی مستوی الاحداث و یهضم هذه المعادلة السیاسیة و الامنیة ویعمل بموجبها. ولا یضحی بهذه الفرصة الثمینة ملتهیا بالنعرات الداخلیة والمکاسب الفاسدة.

9 Comments on “أقلیم کوردستان بدیلا عن اسرائیل – جعفر مایی”

  1. كان هذا ممكناً وخطة بوش الإبن عند الإطاحة بصدام , لكن الكورد لم يفهموا ولن يفهموا الغرب أبداً ولا أمل لهم في المستقبل أيضاً , الديموقراطية لم تكن هدفاً لبشر على وجه الأرض منذ بداية الحضارة وتكوين الدول والأنظمة الحاكمة , ولا تغيّر الحال في أي زمن بالذات الآن وفي القرن الماضي , الديموقراطية وحقوق الإنسان ومساواة المراة مع الرجل, هذه كلها قذائف يطلقها الأذكياء على أعدائهم الأغبياء فيُصدقُونها ويخسرون المعركة وقد بدأ كثير من الشعوب تفهم ذلك وظل المتخلفون مثل الكورد يسعون وراءها وهذه هي نتيجة المعركة, أما عمومتهم ملالي طهران فيستخدمون أسلوباً مضحكاً كان فاشلاً قبل 1350 عاماً يعيدونه الآن كي يعرفو السر وراء خسارتهم تلك

    1. الفاضل حاجی علو
      اشکرک جزیل الشکر علی مداخلتک الثمینة. إنها منحتنی زوایا جدیدة للتفکیر. اتفق معکم ان الکورد لم یفهموا الغرب. لکننی لا اعرف إن کانوا سیفهموا یوما من عدمه. آمل ان یفعلوا ذلک. کما اننی اتساءل: الاذکیاء الذین یستعملون الدیمقراطیة کقذیفة هل یستعملونها بالشکل نفسه فی دولهم و فی حیاتهم الیومیة مع عوئلهم؟ اشکرک مرة اخری و اقدر عالیا مداخلتکم الثمینة.

  2. – أسرائيل دولة تأسست لأجل جيش الدفاع ( الهاغانا وشتيرن ) وليس العكس ، كل دول العالم لها جيش يحميها ويدافع عنها.
    – وأين هي ديمقراطية الأقليم التي تكتب عنها وسوف تتبناها الدول الأورپية!!!!!!
    – وحتى الديمقراطية بعينها، هي ليست سوى حصان طروادة ، وكان ذلك واضحاً وضوح الشمس بمقتل خاشقچي وعلاقة الغرب بصورة عامة بأمارات وممالك الخليج…..

    1. الاخ الفاضل إبراهیم
      أشکرکم علی مداخلتکم القیمة. اقر بأنکم ابدعتم فی تشبیه الدیمقراطیة ب حصان طروادة. وهی کذلک فعلا. لکننی اتساءل ان کانت الدیمقراطیة هی مجرد حصان طروادة فی الدول الاوروپیة ایضا. اتفق مع حضرتکم ان الاحزاب السیاسیة فی الدول النامیة جعلت من الدیمقراطیة حصان طروادة. فتستفید فقط فئة من تلک الاحزاب و ترکب بذلک، مع الأسف، شعوبها.
      اما بخصوص سٶالکم “وأين هي ديمقراطية الأقليم التي تكتب عنها وسوف تتبناها الدول الأورپية!!!!!!) فهو سٶال وجیه. لکننی اجبت علیه مسبقا فی نهایة مقالی: “اتمنی ان یرتقی السیاسی الکوردی، فی الاقلیم، بنفسه. لیکون علی مستوی الاحداث و یهضم هذه المعادلة السیاسیة و الامنیة ویعمل بموجبها. ولا یضحی بهذه الفرصة الثمینة ملتهیا بالنعرات الداخلیة والمکاسب الفاسدة”.
      آشکرکم مرة اخری علی مداخلتکم القیمة. مع خالص إحترامی.

  3. لا شكر على واجب, والواجب على كل كوردي , أن يستخدم كل وسيلة من أجل إيقاظ الكورد وفتح عيونهم على العالم بكيف يعيش ويتقدم , حتى لو إضطرإلى إستخدام العبارات الجارحة والنخس وحتى الركلات ىعسى أن تنجح وسيلة في فتح بصيرة الكورد وشكراً

  4. ليس هناك شبه بين اقلیم کوردستان غیر کرە العرب لهم. اسرائيل لها رسالة مدعومة بالكتب المقدسة تتعامل مع الكل وفق البوليصة التي تخدم ايديولوجيتهم التي كرسوا انفسهم لها كواجب مقدس، وايديولوجيتهم تخدم اهدافهم القومية، اما الكورد فهناك تناقض جلي بين الاهداف القومية و الايديولوجيات التي ينتهجونها اي ان ايديولوجيتهم لا تخدم هدفهم القومي. تحياتي لك

  5. باعتقادي إن الاقليم فشل في ان يكون بديلاً لدولة اسرائيل المثالية في الشرق الاوسط . وحتى ان فشل ان يكون معيارًا بمستوى دول المنطقة واخص بالذكر امارات دول الخليج التي تحكمها شيوخ القبائل ، صحيح ان المواطن في تلك الدول فقد ديمقراطيته وحريته تضحيةً من اجل رفاهيته ولقمة عيشه وخدمات ومؤسسات دولته.
    أما في كوردستان فالانسان فقد حريته وكرامته اضافة الى ابسط حقوقه واصبحت المتاجرة بلقمة عيشهِ علناً دون رقيب كما الادعاء المزيف بالديمقراطية في الاقليم انكشف للدول الغربية لحالات الهجرة والهروب بعشرات الالاف نحو اوروپا سنوياً . ان حجم الفساد المستشري في الاقليم مقارنةً لموارده إضافة ً لكبت الحريات وزج المعارضين في السجون فقد مصداقيته امام العالم .
    تطبيع اسرائيل في الاونة الاخيرة ومد جذورها مع دول الخليج الغنية ستجعلها بمثابة قوةً اقتصادية وعسكرية عظمى في العالم رغم صغر مساحتها، وعندها ستكون على حساب مكانة الاقليم لدى الغرب .

  6. اخطر ما يواجه ديمقراطية اقليم كوردستان هو عدم تجانسه داخليا وضعف مؤسساته الحكومية والاخطر من ذلك عدم اتفاق قواه السياسية على دستور يعزز سلطة الحكومة ويرسخ مبادئه الديمقراطية ، لذا نجد ان الفوصى في ظل غياب شبه كامل لسلطة القانون هي الطاغية في جميع مفاصل الحياة.

  7. من الخطاُ ان نردد مقولة الشوفينيين بان كوردستان بديله لاسرائیل فی المنطقه وعلم اسرائیل ترفرف فی اغلب الدول التی طبعت علنیا وسریا العلاقات معها رسالة الكورد واضحة للتخلص من العبوديه والتهميش من قبل محتليها ولا صله بالافكار او النظريات الاخرى التي لم تطبق من قبل منتجيها اصلا ويستغلون شعوبهم لمصالح فئة قليله تسيطر علي الحكم والثروه نضال الشعوب حق شرعي للتحرر وهذا ما يصبو اليه شعب كوردستان اما الباقي ليس الا تشويه للحقيقه ..تحياتي

Comments are closed.