هل سيتكرر السيناريو الامريكي في افغانستان مع الروس في سوريا- بقلم: مصطفى باكو

 

في هذه الايام كثيرا مايتم طرح السؤال التالي هل ستنسحب امريكا من سوريا كما انسحبت من افغانستان؟

وهذا ماجعل الاكراد قلقين من نفس مصير حكومة كابول لهذا بداؤا بالتحرك السياسي السريع وكانت اخر هذه التحركات هو زيارة وفد رفيع المستوى من الادارة الذاتية الى كل من واشنطن وموسكو.

ولكن انا اطرح السؤال  بشكل مغاير هل ستنسحب روسيا من سوريا كما انسحبت امريكا من افغانستان؟.

لان الظروف والعوامل متشابه نوع ما حيث قضت امريكا عشرين سنة في افغانستان ولم تستطيع القضاء على حركة الطالبان والتى كبدت امريكا خسائر مادية وبشرية لايستهان بها، ولم تتمكن امريكان من ايجاد حكومة وطنية تخدم الشعب والوطن كما هو حال روسيا مع النظام السوري الغير مقبول شعبيا والذي فشل في بسط سيطرته على كامل سوريا رغم الدعم العسكري الهائل الذي قدمته روسيا لها ولم تسطتيع روسيا التفرد بالملف السوري ولا حسم المعركة لصالحها رغم تحقيق انتصارات كبيرة، وتقاسمها النفوذ في سوريا دول اقليمية وعالمية مثل ايران وتركيا وامريكا.

وان الدولة السورية منهارة اقتصاديا ولم يعد ذو جدوى بالنسبة لروسيا وخاصة ان المناطق الغنية هي تحت سيطرة قسد حلفاء امريكا لو نعمل مقارنة بسيطة نجد بان وضع روسيا في سوريا  اسوء من وضع امريكا في افغانستان عند الانسحاب.

لذلك اتوقع بان الامور اذا طالت في سوريا ولم يجد حل سياسي قريب فان روسيا سوف تفضل الانسحاب العسكري لانها لاتستطيع تحمل اعباء الحرب والدفاع عن نظام غير مقبول لا سوريا ولا دوليا وهو اصلا منهار اقتصاديا وانما بقاءه مؤقت ويعتمد على التوافقات الدولية وعدم وجود بديل حقيقي مقبول من الجميع.

لهذا الادارة الذاتية تتسابق الزمن من اجل ايجاد توفقات جديدة على اكثر من مسار وسحب البساط من تحت ارجل تركيا وذلك بدعوتها للمعارضة السورية الى الحوار وتشكيل معارضة قوية تستطيع تمثيل الشعب السوري وتنال قبول المجتمع الدولي ولكن لاحياة لمن تنادي لان المعارضة الحالية قد رهنت قرارها للنظام التركي ولاتسنطيع التحرك بعيدا عن املاءاته، كما هو حال النظام السوري الذي يتلقى الاوامر من روسيا وايران ليس هناك في الساحة السورية سوى الادارة الذاتية التى تلعب على جميع المسارات ولكن لايوجد الى الان شريك حقيقي تستطيع الاتفاق معه على ايجاد حل للازمة السورية.

وان روسيا لن تستطيع ان تبقى الوضع في سوريا كما هو عليه الان لمدة عشرة سنوات اخرى كما صمدت امريكا في افغانستان عشرين سنة لاسباب عديدة اهمها اقتصاديا لاتستطيع تحمل ذلك وايضا هي ليست مستفردة بالملف  السوري كما كان الامريكان مستفردين بالملف الافغاني، وروسيا لها ملفات اخرى عالقة اهم من سوريا الى جانب التذمر الشعبي الروسي من مغامرات الكرملين خارج الحدود والذي يؤثر سلبا على مستوى حياته المعيشية.

اما الانسحاب الامريكي فهو مستبعد على الاقل في الفترة القريبة ولاتوجد مؤشرات على هذا الانسحاب وانما التواجد الامريكي في سوريا مهم لكي لاتخرج الملف السوري من يدها بسبب محاداة اسرائيل لسوريا وان الامن الاسرائيلي مرتبط بالازمة السورية ومن سيحكم سوريا مستقبلا وعدم ترك سوريا لقمة صائغة بفم المتطرفين الاسلامين.

وان محاربة داعش لم تنتهي لانه هناك تحركات جديد لداعش حيث استطاعت مؤخرا ان تلمم الخلايا النائمة وتشكل خطر جديد في سوريا والعراق.

ولاننسى ايضا ازمة السلاح النووي الايراني وهذا الملف الشائك لم يحل ولم يغلق الى الان والخطر الذي تشكله ايران على دول الخليج حلفاء امريكا الى جانب ملفات ساخنة في المنطقة تتطلب التواجد الامريكي الضروري.

ورغم كل هذه الاسباب للتواجد الامريكي الا انه يجب على الادارة الذاتية عدم الارتكان على الامريكا في الدفاع عنها وفي عدم السماح بالاعتداء عليها لان ذلك ليست ضمانة دائمة وانما مؤقتة.

الاعتماد الاول على القوة الذاتية وتقوية الجبهة الداخلية وتشكيل معارضة قوية وواسعة مع كل اطياف الشعب السوري، وعدم اعطاء تركيا اي ذريعة للهجوم عليها ومحاربتها.

4 Comments on “هل سيتكرر السيناريو الامريكي في افغانستان مع الروس في سوريا- بقلم: مصطفى باكو”

  1. المعارضة السورية المتشددة والنظام الاستبدادى السورى وجهان لعملة واحدة لا يعترفان بحقوق الكورد فى سوريا ولا بالحرية والتعايش والسلام واحتمال ان يحصل فى سوريا للروس نفس السيناريو الذى حصل للامريكان وارد
    والذى اجبر بايدن على الانسحاب بصورة مفاجئة وسريعة حتى بدون ان يتشاور مع حلفاءه الغربيين تحية للكاتب

    1. العزيز ابو تارا اتفق معك مئة بالمئة نعم كما قلت النظام السوري والمعارضة وجهان لعملة واحدة ولايعترفان بوجود الشعب الكردي ولا بحقوقه العادلة.
      الحل هو بتكاثف الكرد ووضع يدها بيد بعض والاعتما على القوة الذاتية.
      قبل الحرية والديمقراطية وغير من السوالف الفارغة نحن بحاجة لجيش قوي مجهز باحدث الاسلحة المضادة للمدرعات والطائرات لاننا محاطون بالاعداء من حولنا.
      وخير مثال اسرائيل دولة صغير ومحاط بالاعداء ولكنها صامدة بقوة السلاح.
      شكرا لتعليقك القيم ولك الف تحية.

  2. أفضل حل للأكراد هو تشكيل قوة كردية من جميع المكونات ويكون الباب مفتوحا لاي مكون انساني في المنطقة مهما كان صغيرا او كبيرا و وضع دستور وقانون له وجعل الكلمة الفاصلة للقانون وتمثيل وفد رئيسي للأكراد والتوجه لأمريكا ، عندها سيكون على غرار كوريا الجنوبية تماما

    1. الاستاذ الفاضل عبد الكريم.
      بما ان الاكراد محاطون بالاعداء ومن كل الجهات وهؤلاء الاعداء يملكون احدث الاسلحة ومنهم من يسعى لامتلاك السلاحي النووي لايوجد امامنا سوى ان نجهز انفسنا قبل اي شئ كان بالاسلحة الثقيلة والمضادات الجوية والارضية.
      ولقد رأينا كيف سقطت عفرين بفعل الطيران التركي وكيف سلمت راس العين وتل ابيض بظرف يوم.
      لذلك علينا تشكيل جيش قوي ذاتي اي لكل جزء جيش وجيش جماعي لكل الاجزاء تتوحد ايام الشدة وخير مثال حرب تحرير كوباني حيث توحد الجيشان الكردي من الغرب والجنوب وكانن تلنتيجة تحرير كوباني ودحر الدواعش.
      نعم في الوحدة قوة.
      لك تحياتي على رايك القيم.

Comments are closed.