المؤامرة والخيانة والوشاية من صفاة ضعاف  النفوس…؟ – بقلم زيد محمود علي محرر صحفي 

يذكرنا دوما من تجارب الحياة لدى العامة من الناس حينما يقول البعض عمل فلان مؤامرة ضدي او خيانة افلان رغم علاقتي به عمر طويل وهكذا في مجتمعنا الخيانة والمؤامرة سارية المفعول لدى خاصة ضعاف النفوس والذين تعودوا على أساليب المكر والحيلة في تعاملهم مع الآخرين وهذه الصفاة السيئة جاءت من لدن الاحزاب السياسية التي تحولت منها إلى الكثيرين من العامة من الناس الذين اكتسبوها هؤلاء أثناء عملهم مع هذه الاحزاب وان هذه السمات اصلا من أدوات العمل الحزبي  ان قبلنا ذلك او لم نقبل كثيرين على سبيل المثال كما اصيبوا الكثيرين من القادة السياسيين أمثال تروتسكي نموذج تاريخي يذكر والذي أصبح ملاحق من قبل ستالين إلى أن قضي عليه في المكسيك اخر معقل له تم اغتياله من قبل المخابرات السوفيتية انذاك وهكذا كانت مؤامرة ضده، حول موضوع كان بالإمكان حله ببساطة حيث كانت نظرية تروتسكي هي تصدير الثورة إلى الخارج لكن الأصوليين من أصحاب الثورة الشيوعية لم يوافقوا عليها وليس ان يكون هذا المفكر الكبير ملاحق ويقتل اخيرا على اساس اجتهادات فكرية، وهكذا فأن اكثر الخيانات  والمؤامرات جاءت من العمل السياسي والحزبي، وهنالك العشرات من الخيانات والمؤامرات تجري داخل اكثر الاحزاب الإقليمية والعالمية لم تقتصر على حزب معين، حتى لدينا في العراق فأن الخيانات والمؤامرات مسألة طبيعية، تجري كضمن الممارسات اليومية وحسب أجهزة المخابرات وآمن تلك الأحزاب التي كل همها هو الحفاظ على مسيرة هذه الاحزاب حسب رؤية مسؤولها الأول، وفضلا عن ذلك فأن هنالك صراعات داخلية بين قادات الحزب الواحد تراها تنعكس على تصفية البعض على حساب البعض الاخر، وهكذا فأن التأمر يبقى ساري المفعول طالما توجد ممارسة العمل الحزبي وخاصة لاينتهي ذلك طالما توجد الممارسة العملية، وهنالك اتهامات ظلت خالدة في ذاكرة البعض،وهي مسألة الوشاية الباطلة التي كانت تستخدم لأجل المال وكما  في إحدى حكايات جرت في محافظة النجف الاشرف ايام زمان في زمن النظام الدكتاتوري الصدامي لاحد وكلاء الأمن وهؤلاء هم عناصر تعمل خارج الأمن وهي تقوم بتوصيل المعلومات مقابل مبالغ، وكان يقال ان احد الوكلاء كان يرفع التقارير على احد نشطاء الحزب الشيوعي هناك وخلال شهر رفع اكثر من ٩٠ تقرير عن احد نشطاء الحزب الشيوعي في النجف، وهذه التقارير جعلت المسؤول الأمني في دائرة آمن النجف ينطلق ويتحرك إلى موقع سكن هذا الناشط الشيوعي حيث استغرب عن تحركاته وان جهاز الامن الصدامي لايمكنه السكوت تجاه هذا الشخص وهذا المسؤول الأمني سأل احد جيران الناشط الشيوعي ليسأله عن الشخص المدعي حسن الشيوعي هل هو جيرانكم حيث جاوبه نعم انه جيراننا منذ اكثر من ثلاثين عام، ولكن ان حسن الشيوعي متوفي منذ اكثر من عشرة أعوام واذا بالمسؤول الأمني يصيب بالانهيار،  لاستغرابه ان الوكيل يرفع التقارير عن شخص متوفي اكثر من عشرة أعوام وهذه المآساة التي يعيشها واقعنا، مثل الوشاية والخيانة صفاة الشخصية الهزيلة.. ومن خلال أمثلة كثيرة عن المؤامرات والانقلابات التي جرت في العراق كانت متزامنة مع  سلسلة من المؤامرات والانقلابات والخيانات تم تنفيذها من قبل المسؤوليين المتنفيذين في تصفية الكثير من القيادات، والذين أرادوا بالاطاحة ببعض الشخصيات السياسية وفي حالة الفشل فأن مصيرهم كان التصفية الجسدية، وهكذا اخذت المؤامرات والخيانات والوشايات جميعها حالات سياسية وحزبية انتشرت بين أفراد المجتمع بحيث جعلت حتى في التعامل مع الآخرين فأن هنالك احترازات وتخوف وتوقف وتأني في التعامل خوفا من الخيانة والتأمر حتى في طبيعة المجتمع المدني…