بين المزرعة والمؤسسة بونٌ شاسع- بيار روباري

 

بعض صغار العقول والجهلة من الكرد وغيرهم من المتخلفين عقليآ وفكريآ وسياسيآ، أخذوا يشمتون بالسيد “بوريس جونسون”، رئيس وزراء بريطانيا المنختب ديمقراطيآ وبشكل حر، بعدما دفع إلى تقديم إستقالته البارحة أي السابع من شهر تموز عام 2022. والبعض من أبناء شعوبنا المتخلفة يتعجب من دفع الرجل إلى هذا المصير، لأن برأيهم لم يفعل شيئ يستحق لإقصائه من زعامة ورئاسة الوزراء!!

بغض النظر عن رأينا بالسيد “جونسون” كرئيس وزراء محافظ، لا يستحق الشماتة ولا الدفاع عنه، هكذا الناس الواعين يتصرفون. جونسون أخطأ وتجاوز القانون وهو المكلف بحماية القانون والسهر على تنفيذه لا العكس. مهما كان التجاوز بسيطآ فهو تجاوز حتى لو كان تجاوز إشارة المرور أو الكذب على الناس، لأن القانون فوق الجميع ويسري على الناس بما فيهم رئيس الوزراء والملكة ذاتها. ورأينا الملكة إليزبيت نفسها إلتزمت بإجراءت التباعد الإجتماعي طوال فترة تفشي وباء كورونا، وجلست لوحدها أثناء تأبين زوجها الراحل “فيليب”. وفي المقابل رأينا من خلال فيديوهات، كيف أن السيد “جونسون” وحكومته التي أصدرت تلك التشريعات، وأجبر كل البريطانيين الإلتزام بها، هو نفسه لم يلتزم بها، وأقام حفلات سكر في مقر الحكومة البريطانية!!!!

تنحى “جونسون” لأنه لم يلتزم بقواعد التباعد الإجتماعي، لأن بريطانيا دولة حقيقة وتحكمها المؤسسات وفي مقدمتها المؤسسات الحزبية، التي تميز بين مصالح البلد ومصالح الأشخاص، وأعضاء الأحزاب البريطانية، ليسوا مريدين لدى القيادات الحزبية ولا عبيدآ، ولا توجد لديهم فكرة عبادة الأشخاص. الذي دفع جونسون للإستقالة ليس المحكمة ولا البرلمان، إنما حزب المحافظين حزب رئيس الوزراء نفسه. حزب المحافظين حزب ذو تاريخ عريق، وهو بالحق مدرسة نموذجية، إن إختلفت معه فكريآ أو وافقته، وأنا من الذين أختلف معه فكريآ ولست من أنصاره. هذا الحزب يخرج كوادر لقيادة البلد والمجتمع وليس أبواقآ رخيصة وقطيع من الماشية تطبل وتزمر للقائد والسروك، ويضع مصلحة بلده وشعبه فوق مصلحة الأشخص والحزب معآ، هكذا يتصرف الأسوياء والأحرار والمؤسسة الحزبية الحقيقية.

بينما المسؤولين الكرد تجدهم: متسبدين، قتلة، فاسدين، لصوص، عملاء لمحتلي كردستان، ومنهم من أضاعوا مدنآ برمتها مثل: أفرين، كركوك، شنكال، غريه سبي، سريه كانية، وتسببوا بتشريد ملايين الكرد، بكل وقاحة وصلافة جالسين في مناصبهم وكأنه لم يحدث شيئ!!! وفوق ذلك يتحدثون عن الديمقراطية، وكيف أنهم يعملون ليل نهار من أجل الشعب الكردي!!!!

أهلنا في شنكال تعرضوا لأعمال قتل جماعية وسبي وعملية تهجير يندى لها جبين البشرية، على يد مجرمي وإرهابيي تنظيم داعش المتوحش، ولاحقآ راحت كركوك نتيجة خيانة وعملية تواطئ القيادات الكردية، ولم نشاهد قياديآ واحدآ من عصابة البرزاني والطالباني إستقال!! ولا أحد منهم قدم للمحكمة أو خرج واحد منهم للناس وقال: أنا أتحمل مسؤولية على الأقل أخلاقيآ وأدبيآ!!!

وفي غرب كردستان تسبب قيادة حزب (ب ي د) ومن خلفه قيادة قنديل المتحكمة بقراره بضياع منطقة: أفرين، غريه سبي وسريه كانيه، ولم يستقيل قيادي واحد من حزب العمال وفرعه بغرب كردستان، ولا قدموا شخص للمحاكمة ولا تفسير للشعب الكردي ولا إعتذار، ولا خرج واحد منهم وقال: أنا أتحمل مسؤولية ما حدث وأقدم إستقالتي!!!

على قيادات تنظيم البرزاني وتنظيم الطالباني وتنظيم اوجلان بكل فروعه، أن يتعلموا من السيد جونسون الشجاعة والإعتراف بأخطائهم وتقديم إستقالاتهم جميعآ دون إستثناء، لأنهم كلهم إرتكبوا جرائم بحق الشعب الكردي، وعلى قطيع تلك التنظيمات أن يتعلموا من أعضاء حزب المحافظين البريطاني إصول العمل الحزبي، ويكونوا أحرارآ ويكفوا عن عبادة الأشخاص والتطبيل لطرابيش قياداتهم الحزبية.

ختامآ، أحيي كل عضوا من أعضاء حزب المحافظين، الذين قدموا مصلحة بلدهم على مصلحة زعيهم حزبهم، وقدموا درسآ في إصول العمل الحزبي والمؤسسي. وأختتم كلامي بالسؤال التالي:

هل أدركتم الأن أيها الكرد الفرق بين المزرعة والمؤسسة؟؟؟

 

80 – 07 – 2022

One Comment on “بين المزرعة والمؤسسة بونٌ شاسع- بيار روباري”

  1. بل ان الانكى و الادنى تصرفا من كل ما قد ذكرتموه هو هذا التصريف الحديث لجماعة اوجلان (الابوجيين) ولن اقول الاخير , لانني بكل بساطة اعتقد بانها لن تكون اخر تصرف خاكئ لهم , هو ما حدث في مظاهرة اقامها انصار الـPKK بتاريخ 25/06/2022 في مدينة Düsseldrof في المانيا , حيث انهم صنعوا الحذاء الذي يضعه الكريلا في اقدامهم في شكل مجسم كبير و رفعوا به الى فوق رؤوسهم , حيث وصل السفاهو التفاهة والجنون بحزب العمال الكوردستاني واعضائه الى رفع الحذاء كشعار لهم , يرفعون الحذاء الى فوق رؤوسهم وهو لا يدرون بان الانسان قد صنع الجذاء لكي يوضع و يلبس في الارجل والاقدام و ليس فوق الرؤوس …
    وكان كق فرد و مقاتل من حزب العمال الكوردستاني قد قتل و مات من اجل يضع حذائه على رؤوس من بقيوا احياء من ورائه, بينما العقل و المنطق و الحكمة تقول بان المقاتل يضحي بنفسه و بجسده و روحه من اجل الاخرين الذين يبقون احياء من وراءه بان يعيشوا بكرامة و حرية و يكونوا مرفوعي الرأس لا من اجل ان يوضع حذاء فوق رؤوسهم تحت اسماء الوطنية والوفاء و التقدير و الاحترام و المحبة للمقاتلين الذي ضحوا بحياتهم. فان كان اعضاء الـPKK و انصاره يقدمون الاحترام بهذه الطريقة المشينة و الدنيئة و المزلة بحق الانسان, فحتما وبما لا يدع المجال للشكل بان حزب العمال الكوردستاني من قائدهم اوجلان الى اصغر واحد من انصاره لديهم ازمة الهوية الانسانية في عقولهم .
    فهم حتما لا يعرفون ماذا يعنى بان يكون الانسان حرا … !

    و بالمناسبة فان ذلك الحذاء الذي يضعه مقاتلي الـPKK هو من صناعة تركية اي نه منتوج تركي 100%, تدر و تدخل المال على الخزانة و التركية بالنهاية من خلال الضرائب, بل انه تسبب بمقتل الكثير و الكثير من الكريلا من خلال تتيع الجيش التركي لشحنات الحذاء.
    ننصدم لنرى انفسنا اننا امام جدلية النفاق و الطرهة الاسلامية نفسها , حيث انهم يحاربون الغرب ثم يستعملون المنتجات الغربية. وحزب الـPKK هو ايض يعيش في تلك الحلقة من النفاق و التكذيب على النفس و الذات.
    دعونا نسأل انفسنا هذا السؤال الاقتصادي البسيط :
    منذ سنوات الـ80 الى غاية اليوم كم من الاموال التي انفقها حزب الـPKK على شراء ذلك الحذاء التركي … ؟
    كل تلك الاموال دخلت اولا و اخيرا في تحريك عجلة الاقتصاد التركي حتما … !
    الم يكن بامكان حزب العمال الكوردستاني ان يشتري الحذاء من دولة اخرى تسانده او على الاقل لا تعادية كارمينا مثلا بدل ان تدخل كل تلك الاموال (من اجل الحذاء) و تضحه الى الاقتصاد التركي.

    ثم الاهم و الاكثر لفتا للعقل … ان حزب العمال الكوردستاني واعضائه يرفعون و يضعون ذلك الحذاء التركي الصناهة فوق رؤوسهم وهو لا يدرون.
    بل ان تصرف وفعل الـPKK كاعضاء وانصار يذكرنا تماما بتصرف و فعل اعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا وانصار النظام السوري, فهم ايضا سبقوا حزب الـPKK وذهبوا و وضعوا البوط العسكري السوري فوق رؤوسهم .

    صور مظاهرة Dusseldorf بتاريخ 25/06/2022
    https://anfenglish.com/news/dusseldorf-rally-against-turkish-occupation-and-genocidal-attacks-kicks-off-60788

    او ظاهرة رفع الحذاء التركي الصنع فوق رؤوسهم من قبل اعضاء حزب الـPKK وانصاره , والادعاء بمحاربة تركيا في نفس الوقت, تمعنوا في الاناشيد والاغاني الحماسية التي يصنعونها ويتباركون و يمجدون لها تحت ظل الحذاء التركي الصنع على مستوى رؤوسهم او اعلى. فيديوا كليب اغنية ( Hey Zapê ) حيث انهم يضخون امجاد كرتونية في رؤوس الاجيال بينما على الارض لا شيئ ابدا . ان كانوا عاجزين على صناعة حذاء يمثال الحذاء التركي الذي يرفعونه على رؤوسههم فهل تصدقونهم بانهم وقفوا في وجه الدرون التركي … ؟
    https://www.youtube.com/watch?v=vOzi5U4mm-g

    حزب كهذا قد بداء يشوه و يغير و يمسخ الانسان و يهين العقل البشري … بان يرفع الحذاء بمستوى العقل او فوقه , واي حذاء ؟
    حذاء من صناعة تركية الجهة التي يحاربونها, اي حتى لو لوقفت تركيا الحرب عليهم الان, فنا الحذاء التركي سوف يبقى خالدا مخلدا على رؤوس اعضاء و انصار الـPKK كشعار لهم جنبا الى جنب مع شعارتهم الاخرى (علم ال PKK و صور اوجلان ) في كتب التاريخ, ما لم يصححوا ما فعلوه. بل ان الشعار الجديد قد بداء ينتشر في الاوساط السياسية للدلة على الابوجيين:
    Apocî, qondirecî

Comments are closed.