في العشق ودوامات الهوى •-  وليد حاج عبدالقادر / دبي

هو الحب كان وديدنه عشق قد تملكه في كل جوارحه وهي التلال تنخفض أمامه كهلام يتحرك فتبدو الفسحات كلها عين تلك الكتلة الجبلية وقد تمادت وغطت بقسرية مجحفة فارتقت بتلك الارتفاعات وإن كانت العنزات تتمرد في الغائية تامة لتلك الصخور المضمرة قساوة والبليدة لو كانت اسطحها تشي بكآبة وعنادة تخالها ستنفتح من بين ثناياها أفواه كفوه وحش تنقض عليك و .. لكنه هنا هو الحب بكل أناقته ورقته .. أجل شيخو ! .، أما قلت لك ؟ أووه ! ومن أنا حتى تقول لي ؟ .. لابل ومن أنت حتى استمع اليك ؟ .، اجل شيخو ! .. هي ليلة كانت ! وانت كنت وستبقى ترددها أصداء تلك الليلة والأغنام تنوء من تحت ثقل وصفها وبقايا – قنجر – كشوك قاس أشبكت صوفها ياالغنم فتحولت كلها الى جزر مبعثرة و .،، تلك الحرارة المنعكسة من جو النهار لاتزال تصفح بسخونتها وذرات الغبار تعبئ المحيط بشذراتها المتطايرة وعينيك يلفان المحيط أسفلها إلى أعلاها وبعض من الطيور لاتزال ترفرف بجناحيها في كسل واضح وانت … الله ! وأنا التائه في حب جنوني أغازل الصخرة وذلك المرياع ! ما أبشعك أيها المرياع رمز الخسة كنت ودوما تذبح وتوضع على رأس الوليمة لتؤكل .

…..

تأمل عينيها ببريقهما الساطع وتلكما الفسحتين البيضاويتين تخالهما امتداد أهليلجي لتراكم ثلوج أبدية وقد تصقلت عميقا في ابيضاضها وتلكما البؤبؤتين السوداويتين هما أصل الكحل الكوجري تخاله حينا رمادا وقد تفحم او وان تراخت فيك العيون فهمافحم وقد ترمد … تتأمل وجها بشوشا يحمل كل معاني الألفة والود و … ذينك العينان يكادان أن يمزقا قلبي عشقا وشفاها أقسم بالله ما رأيت او حلمت بأجمل من ذلك و …. صدر معطاء إن بقلب يعرف كيف يعشق او حلمتان تهبان الحياة و ترضعان عشقا سرمديا واحمرار ذاك الفستان .. الله !؟ .. ربي احفظ هذا الجمال وطوبه حياتا .. أحبك … قالها في سره وأنى له الجرأة في بيان الفصح ايتها الحورية أنت ، أغمض عينيه على كليتهما وذهب بعيدا بعيدا وهو يدندن بصمت وصوت داخلي مكبوت أنشودة حبه صراخا ويهتف صادحا / بوهارا بوهارا … / … وما ايقظه من تداعيات عشقه سوى نهيق ذلك الحمار الأبله وهو يرفس ضاربا بحوافره الأرض في صراع خفي مع عدو خفي … لا لا أبدا ما كان صراعا خفيا بل هو عينه الثعبان .. ألا ما أحقر الثعبان بنابه وسمه مع أنه يقال بأن الترياق هو منه وفيه . و … تنهد بعمق واغمض عينيه بقوة شديدة وكأنه يقمع كل خيوط النظر بالوانها كي لا تشوش في مقلتيه بهاء الجمال واخذ يدندن نجواه كملحمة يتغناه ، وهي الجملية ببهائها تتقاذف راقصة في مخيلته واخذ ينشد ويردد :

رباه ! ما اروعك  وضاءة انت اقسم اعشقك .. كل الاغاني تشدني لهواك فاشدو واشدو وهي النجوى يا روعة بقيتي وضاءة كما هي انت بدر والقلب في رقصاته ينشد لمحياك أشعاره.. ملكة انت .. ملكتي وانا الشامخ ابدا هو محياك ياحبا به وفيه فأصعد العلياء والنجوى يبقى وسيبقى كما هي انت قمرا بقيتي وحبا تصاعد في محيا السماء بدرا … أجل ياالنجمة لك وللثغك روعة عرفتها وبهاء  تشع كالقمر ، هب في الواقع جمال بمصداقية ، ولنبل تأصل فيك ! ولما لا فهي انت من نسل زهور وضاءة استدامت وبهاء جميلة الجمائل عرفت كيف تصون الكرامة وتهد كيان الجبابرة،

……

هو الضجيج ياحبا وقد فتنت به وفيه ازيز ذاتها الفراشات كما الغصينات برقتهن تتمايلن طربا ، وهي الآهات وعينها ذات الزهيرات تتمايلن وجمالك ياالعاشق لك انا وقد نحيت صوبها جبل بروچ ومقابلها كانت ذاتها الشجرتان ياحبا اينع وبسط بجناحيه وئاما وعشقا اصر ان يتدفق من ذينكم السفوح .. رباه ياالنقي ماءا وهاقد اضيحت كذاتها الشلال عشقا اصر ان يدندن .. نعم اصر ان يدندن وهااااا انت بذات انت ياصائد الوعول ووعل تاه كعاشق يتنسم ذاتها الاريج ومن قطرات العرق يتدفق كعنبر وقد استدامت فيه كل اشكال الزهور وفوح الرياحين .. حبيبة انت وقد تازلت ! لا لا .. لا لا ارجوك ياالمفتون بك حبا والوعي بآفاقه تبعثر ينشد ودك وانت بقيت انت عاشق انا لك .. صدقيني ياالبهاء وقد اضاءه قمر بدر تشكل وها انت حبيبتي و .. هما من جديد محياك وجبل بروچ وذينكما العاشقين رباااااه وهي ذاتها سريالية العشق وقد تجذر و .. عجبا ؟ هل هي ذاتها ذرات الماء وقظ تقطرت فتدفقت بها ومعها شذرات العشق تراكم اسطورتها ؟ ام هي ذاتها الدموع وقد سدتها انين الجبال والصخور تفتت وهي تأن في ضجيجها و .. هاهي آهات الشوق تجبل حنينها وتستصرخك ياحبا اعلم والله .. نعم اعلم والله ذينكم الحجارة وابخلت علي بخاتمك ايها المارد انت كنت وحبي قد طوقته عقودا في قمقمك ولكن .. لكن هو العشق ايها المارد مهما تفننت او تملكتك جبروت القسوة تبقى هي البلسم وكمرهم شاف يتدفق العشق كسيل ماء نقي وقد تشبع بشهد الحب والحب بانت فيها قطرات العسل كنتف الثلج تظهر بياضها وكقلب يعرف العشق بمساربه وها انذا وها انذا ياالمفتون انا بك عشقا وهي سينم وهي انت سينم وهي سبنم التي هي انت وبكل نقاوة قطرات العشق المسال في محراب جمالك فاتنتي اصرخ ملء صوتي وترانيم قلبي تتراقص اجل تتراقص .. تصول وتجول كما الرهوان يا حبا عرفتي انتي كيف تعمقينه عشقا وقد تسامى في كليتي .. احبك .. احبك .. احبك

…….

هو عشق وقد تأزل .. هو عشق وقد تأسطر .. رباه ياحبا وقد تاهت في دواخلي كل العبارات تتصارع وكل حرف يسبق الآخر فيسطر وجدا تهت فيه ضياء كان ورونق تبدى بهيا ايتها العاشق انا لك وهاهي آهات الوجد تتصارع عنف الامواج العتية فأستذكر حشرجات المختنق حبا واصرخ : ياحبا ! خلتك مجددا ترياق وجد والوجد فيك اعتصر والوله سطر بكل عنفوانه : عنوان لحب أصر ألا يتشطر والقلب صلد اضحى وهاهي ترانيم عشقي بحروفه ترتسم لك ازاهير وجد تعتقت من جديد وصاغت عنوانا لوجد صمم الا يبرح قلبك وان تاهت فيه كل دروب العالم سواه قلبك حبيبتي لك اعشق .. بوح ووجد وضياء بمحيا القمر يشي ببدره وسيمياء الضوء يزيح ظلمات القهر ويصرخ لك : احببتك في العتمة والظلام قد لف المحيط كله وبقيت .. بقيت انت فاتنتي كذاك الكوكب فقط وحدي التقط همسات ادرك كم احبك وكم تبذلين من طاقة قد يتدثر مافي جوانيتك ياعشقا اثق بان جذورها ابدا يانعة في خيمياء عصارة الوجد يتدفق كعسل النحل منها ذات القلب فأراقصه حبا وأصرخ : احبك .. نعم احببتك منذ الازل والازل أصر في عشقك ان يتأسطر .. رباه ما اروع حبك .. ويلاه ما اصعبه عشقك وويحي ويحي كم انا في صومعة وجدك احترق ولها وللثمة من محياك ابحث عن دفقىمنه يعتصر .

……

نعم ، هو يدري ، أجل تدري حسينو وها أنت كالطفل تحوط نفسك بمحفل الآلام تجترح همومك ! وعيناك جفت فيهما المآقي ! لا نقطة دمع رباااه ياالدمع لما احبست كمائك ياالجم حينما تهيض فيك جفاف الصيف ، اجل حسينو ! هما مقلاتك وقد خاصمتاك وبات كل ما تحويه عربتك من املاح وبهارات لا تودي بك سواها .. نعم سواها الرمد انت ياالمتألم تحاكي حجارة تقمصت في دواحلها قساوة الصخور وانت تجترح عشقا ماكنت مستعدا لها .. ربي ! كيف لي أن أبكي ! اللعنة عليكن – بيرين مروف خور – وانت الديو الأزلي وحكايا دملتك ! هي الدملة تكبر وتتضخم. . تتضخم وتكبر وذاك الدم يتخثر واللون فيه يتغير ! أتدركان ياالبغلين انتما مدى الوجع حينما يجترح الما وذلك الألم يكوي وجعا آخر وكنار هادئة تطبخ طعاما ، هو هكذا وجع دملتك ياالديو ودمك المتخثر ببطئ شديد يتحول إلى قيح،  وياالقيح انت متى ستتفتق فيك مساماتك والسيل منك يبحث من خلالها عن منفذ .. أجل حسينو ! هو قلب وقد وطأت به أثقال اوجاعك ، والعيون اختزنت بمآقيها والعشق يطيح فيك هياما كنت تخالها تركيبة لا متناهية ، وها انت والبراري حتى شهقة بكاء يبخل به حنينك ! .. ياااه ! يااا لعشق تسمر في كيانية انسان بات كل ما يحوطه مجرد همسات تدغدغ فيه مسامات ومنها تتسرب كريات متجددة تؤسس كعادتها روحانية عشق ستظل ترافقك حسينو أنى رفت لك عين او شهقة هواء يختطفه أنفك ! .. كم انت قاسية .. كم انت رائعة .. وهي مصيبتي انا المسكين ياحبا تسلطن علي وانا مجبر ان اتأقلم في ازلية عشقك هذا فأتحمل القسوة وأغني – جارو حيران – أتنسم فيه روعتك –

…….

هي ذاتها كانت الصخرة وهي عينها بقيت تتحدى ! أجل حسينو ! حتى تلك الفطريات بقيت تكتسي اخضرارا فتتعفن وكجلد القنفذ بشوكه يقسو حينا ويطري وهي الإشنيات تتحول في تلوناتها تتدرج من ذلك اللون المخضر غامقة تتدرج بالتوائم مع حرارة الشمس من جهة ونواتك الصلدة ياالصخرة فتتحول الى عفونة تتآكل من ذاتها وتمتص كرحيق ذاتوي لا تلبس ان تضفي على ذلك اللون المتكاثف غمقا فتتفتح مسامات اللون وتنفرج الى ذاته ذلك الإخضرار المتكشف وتتمايل مع الأيام في موشور تخاله فضي او عفونة متفتحة وانتم حسينو كنتم حينها اولئكم الشقية تقحطونها زعما بأنها ربما رماد تأسيسي للون جديد قادم او .. لا لا ! هي ذاتها – بيروف – التي تستخدمها مريما كورا لأمراض جلدية متعددة ! و .. كمن تذكر حالة مستعدة ؟ ولما لا ؟ .. انظر حسينو ! وحق الإله هي ذاتها الصخرة الملساء كما مسطح رأسك قد أصبح املسا كما قريتك وعين الوصف حينما قالتها لك خزال الكوجرية وانت تتاملها حينها وكانت حكاية عشق وجم باعوث المتفرج من بركي وماء النبع وهي تلكم الحجارة كانت و .. هي خزال ذاتها التي قالتها لك : حسينو ! انظر إلى تلك الصخرة كما صلعتك هي ملساء والمصيبة ليست هنا – كجلو – بل سماكة مخك وصعوبة ادراكك لما هو حولك ! .. نعم حسينو ؟ .. أجل حسينو ! كم حسرة ستلي زفرة ، وكم زفرة ستطرح حسرة في متوالية تلف وستلف كما عجلات عربتك وانت في احايين كثيرة تهمل لجام البغلين وهما يقودانك …

….

  • مقاطع من ثلاثية يوميات حسينو العطار