تركيا تستخدم هيئة تحرير الشام الارهابية للضغط على القوى السورية العميلة لها للتوحد

تستخدم تركيا زحف “هيئة تحرير الشام،” إلى عفرين لدفع حلفائها المتمردين في سورية، لإعادة تنظيم أنفسهم كقوة متماسكة ومنضبطة بحلول نهاية العام  الموعد النهائي المحدد من قبل تركيا؟

حيث أطلقت تركيا جهداً جديداً لإعادة تنظيم “المتمردين” المتحالفين معها في شمال سورية، ويشاع أنها تستخدم التهديدات والإنذارات لتأديب الفصائل غير المنضبطة التي دعمت القوات التركية في جيوب غصن الزيتون ودرع الفرات في ريف حلب.

يبدو أن تركيا تستخدم “هيئة تحرير الشام” – الجماعة الارهابية التي تسيطر على محافظة إدلب الشمالية الغربية – كعصا في جهودها لدفع الفصائل إلى تشكيل قيادة عسكرية مشتركة وهيكل إداري مشترك.

بهذا الصدد كتبت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن أنقرة – تحت ضغط توسع هيئة تحرير الشام، وهي جماعة مصنفة إرهابية – أعطت فصائل الجيش الوطني السوري الأمل في استعادة خريطة سيطرتها، لكن الاجتماع كان “صادماً” لقادة الجيش الوطني السوري ليس فقط بسبب مدته – 40 دقيقة على الأكثر وفقاً للصحيفة – ولكن أيضاً لأنه لم يُسمح لهم بالتحدث لأن المسؤول التركي “أوصل الأوامر”، ولم يتضح بعد كيف سيتم إخراج “هيئة تحرير الشام” من عفرين أو من سيشرف على خطوات توحيد الفصائل، وقالت مصادر معارضة لصحيفة “الأخبار” إن الفصائل منحت مهلة حتى نهاية العام لاستكمال الخطوات، ونفت أي تعهد تركي بمعاقبة الفصائل المتعاونة مع هيئة تحرير الشام.

ووفقاً لصحيفة “الوطن” اليومية الموالية “للحكومة السورية” كان قادة الجيش الوطني السوري منزعجين للغاية من المعاملة التي تلقوها، بما في ذلك خلع ملابس أحد القادة بتهمة قبول رشاوي لتسهيل انتقال هيئة تحرير الشام إلى عفرين، وأفُيد بأن الجانب التركي هدد بالتحقيق في ممتلكات أولئك الذين يخالفون التعليمات الواردة في الاجتماع واعتقالهم والاستيلاء عليها.

وقالت “الوطن” إن “هيئة تحرير الشام” والفيلق الثالث اجتمعا في 30 تشرين الأول/أكتوبر في إدلب بعد اتفاق 14 تشرين الأول/أكتوبر، وزعمت أن الاجتماع كان برعاية جهاز الاستخبارات الوطني التركي MIT، وحدّ من نفوذ الجبهة الشامية، كما زعمت أن نية تركيا النهائية هي السماح لهيئة تحرير الشام بالاستيلاء على الباب وجرابلس وأعزاز.

وقبل الاجتماع في غازي عنتاب التقى مسؤولون أتراك بممثلي “هيئة تحرير الشام” في أطمة، وهي بلدة بالقرب من الحدود التركية في إدلب، ومنذ ذلك الحين لم يبدي زعيم “هيئة تحرير الشام” محمد الجولاني، أية إشارة تدل على تراجع طموحاته لتوسيع قبضته في ريف حلب،  ويقال إن الجماعة “الجهادية” واثقة من أن فصائل الجيش الوطني السوري ستفشل في إعادة تنظيم صفوفها بحلول نهاية العام وأن خططها الخاصة ستبقى دون تحدٍ، ويزعم أن جهاز الاستخبارات التركي MIT عاقب الجبهة الشامية في خطوة من المرجح أن تصب في مصلحة “هيئة تحرير الشام”، ويعود غضب تركيا من الجبهة الشامية إلى رفض الجماعة المساهمة بإرسال مقاتلين تابعين لها  للذهاب الى ليبيا وناغورني كاراباخ، في حين تعد فرقة الحمزة وفرقة سليمان شاه- اللتان تعاونتا مع هيئة تحرير الشام- من الفصائل الأكثر اتصالاً بالمخابرات التركية.

كل تلك الاجتماعات تتحدث عن خيبة أمل تركيا من الفوضى التي لا تنتهي في صفوف الجيش الوطني السوري منذ الإعلان عن التحالف في عام 2019، فضلاً عن أمالها في تأديب الفصائل على طريق هيئة تحرير الشام.